من ساحل العاج إلى فرنسا.. حب افتراضي ينتهي بفضيحة

في قصة أثارت جدلاً واسعًا في فرنسا، عادت سيدة تبلغ من العمر 82 عامًا إلى بلادها بعد تسعة أشهر قضتها في ساحل العاج مع شاب إيفواري يصغرها بأكثر من خمسين عامًا، تعرّفت عليه عبر الإنترنت.
القصة التي بدأت كحكاية حب رقمية تحوّلت إلى ملف قضائي معقّد، وطرحت تساؤلات عميقة عن هشاشة كبار السن أمام الإغواء الرقمي وحدود الحرية الشخصية.
حب عابر للقارات يتحول إلى "كابوس مالي"
السيدة، وهي أرملة مرتين وتنحدر من مدينة بوا غيوم في منطقة نورماندي، بدأت علاقتها العاطفية عبر الإنترنت مع شاب يبلغ من العمر 28 عامًا في يونيو 2024. وفي سبتمبر من العام نفسه، غادرت فرنسا دون علم عائلتها متوجهة إلى أبيدجان للعيش معه.
ومع مرور الأشهر، لاحظ ابنها – البالغ من العمر 61 عامًا – انقطاع الاتصال بوالدته، ثم اكتشف تبخّر نحو 100 ألف يورو من حسابها، أنفقتها في ما وصفه بـ"مشتريات واستثمارات مشبوهة". ما عزز الشكوك بوقوعها ضحية للاحتيال العاطفي المعروف في بعض دول غرب أفريقيا باسم "البروتور"، حيث يستهدف محتالون كبار السن عبر الإنترنت بهدف ابتزازهم ماليًا.
"أريد أن أعيش حياتي"... صدام بين الأم والابن
رغم محاولات الابن المتكررة لاستعادة والدته – والتي شملت بلاغات قانونية، واتصالات بالسفارة الفرنسية في أبيدجان، وحتى تغطية إعلامية – فإن السيدة رفضت الاعتراف بتعرضها لأي خداع. وصرحت في مقابلة قائلة: "أتمنى أن يتوقف ابني عن ملاحقتي... يبدو أنه مهتم فقط بإرثي".
هذه التصريحات فجّرت التوتر داخل العائلة، ليتفاقم عند عودتها يوم الإثنين الماضي، حيث التقاها الابن في المطار، إلا أن اللقاء كان مشحونًا ولم يخلُ من التوتر والانفعالات.
مصادر مطلعة رجّحت أن انتهاء صلاحية تأشيرتها كان من بين أسباب عودتها إلى فرنسا، رغم إعلانها الصريح في مقطع فيديو نشرته بأنها تنوي العودة مجددًا إلى أبيدجان: "سأعود بسرعة... حياتي هناك وليست هنا".
في المقابل، أعادت النيابة العامة في روان فتح ملف القضية، وكلّفت شرطة منطقة سين-ماريتيم بالتحقيق في ملابسات الواقعة، في ظل وجود مؤشرات على استغلال شخص مسن ووقوع احتيال مالي محتمل.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز