أشد الفيروسات فتكا على وجه الأرض.. الجدري قتل 300 مليون
يحارب الإنسان الفيروسات منذ زمن طويل لكن جميعها ليس بالقدر ذاته من الفتك بالجنس البشري خاصة مع ابتكار اللقاحات، فما هي الأنواع الأخطر؟.
رغم تطور العلم وقدرة البشر على الفوز في عشرات المعارك ضد الفيروسات وتحجيم بعضها باكتشاف أمصال مضادة، فإن أنواعا منها لا تزال تشكل خطرا حقيقيا على حياة الإنسان، آخرها "كوفيد-19".
في العقود الأخيرة، قفزت عدة فيروسات من الحيوانات إلى البشر وتسببت في تفشٍ كبير أودت بحياة الآلاف، ورغم التوصل للقاحات مضادة لها فإنها لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.
"العين الإخبارية" تستعرض أكثر الفيروسات فتكًا على وجه الأرض؛ استنادًا إلى احتمالية الوفاة بها وعدد الإصابات والأضرار التي تلحقها بالمرضى.
الإيبولا
حدثت أول فاشيات معروفة للإيبولا بين البشر في وقت واحد بدولتي السودان والكونغو عام 1976، وينتشر الفيروس من خلال ملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى، أو الأنسجة من الأشخاص أو الحيوانات المصابة.
تتباين السلالات المعروفة بشكل كبير في معدل قتلها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سلالة واحدة هي إيبولا ريستون لا تجعل الناس مرضى حتى، لكن بالنسبة لسلالة بونديبوغيو فإن معدل الوفيات يصل إلى 50% وفي سلالة السودان يبلغ 71%.
بدأ تفشي المرض في غرب إفريقيا في أوائل عام 2014، وهو أكبر انتشار للمرض وأكثرها تعقيدًا حتى الآن وفقًا لمنظمة الصحة.
الإيدز
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) قد يكون الأكثر فتكًا في العالم الحديث، إذ توفي نحو 32 مليون شخص بسببه منذ اكتشاف المرض لأول مرة في أوائل الثمانينيات.
الأدوية المضادة للفيروسات القوية جعلت من الممكن للأشخاص العيش لسنوات مع فيروس نقص المناعة البشرية، لكن المرض يستمر في تدمير العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
هناك 1 من كل 25 بالغًا في المنطقة الأفريقية التابعة لمنظمة الصحة العالمية مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو ما يمثل أكثر من ثلثي الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم.
الجدري
في عام 1980 أعلنت جمعية الصحة العالمية أن العالم خالٍ من الجدري،ولكن قبل ذلك التاريخ حارب البشر الجدري لآلاف السنين، المرض الذي قتل 1 من كل 3 من المصابين. أما من نجى فأكمل حياته يعاني من ندوب عميقة وغالبا عمى.
يقدر المؤرخون أن 90% من السكان الأصليين في الأمريكتين ماتوا بسبب الجدري الذي أدخله المستكشفون الأوروبيون. في القرن العشرين وحده قتل المرض 300 مليون شخص.
الإنفلونزا
فيروسات الإنفلونزا تعددت منذ عرفها البشر، بعضها كان فتاكا بالجنس البشري مثل الإسبانية، والآخر كان أقل وطأة البشر لكنه قضى على ملايين الحيوانات مثل الخنازير والطيور.
بدأت جائحة الإنفلونزا الأكثر فتكًا، الذي يُطلق عليها الإنفلونزا الإسبانية، في عام 1918 وأصابت ما يصل إلى 40% من سكان العالم وقتلت ما لا يقل عن 50 مليون شخص.
أما فيروس H1N1 الذي يعرف بـ"إنفلونزا الخنازير"، فقد تسبب عام 2009 في حدوث جائحة، ويعتقد أنه قتل 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، خلال موسم الإنفلونزا النموذجي يموت ما يصل إلى 500000 شخص في جميع أنحاء العالم، لكن في بعض الأحيان عندما تظهر سلالة جديدة من الإنفلونزا يحدث الوباء مع انتشار أسرع للمرض، وفي كثير من الأحيان معدلات وفيات أعلى.
الروتا
هذا الفيروس هو السبب الرئيسي لمرض الإسهال الحاد بين الرضع والأطفال الصغار، إذ يمكن أن ينتشر بسرعة ويقتلهم خاصة في العالم النامي.
تقدر منظمة الصحة العالمية أن 453000 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات ماتوا في جميع أنحاء العالم بسبب عدوى الفيروسة العجلية في عام 2008.
الآن يتوفر لقاحان لحماية الأطفال من فيروس الروتا، وأبلغت البلدان التي أدخلت اللقاح عن انخفاضات حادة في حالات العلاج في المستشفيات والوفيات الناجمة عن الفيروس العجلي.
السارس
ظهر الفيروس المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) لأول مرة عام 2002 في مقاطعة جوانجدونج بجنوب الصين، بحسب منظمة الصحة العالمية.
من المحتمل أن يكون الفيروس قد ظهر في الخفافيش في البداية، ثم قفز إلى ثدييات ليلية تسمى الزباد قبل أن يصيب البشر في النهاية.
بعد تفشي المرض في الصين، انتشر السارس في 26 دولة حول العالم وأصاب أكثر من 8000 شخص وقتل أكثر من 770 على مدار عامين.
يسبب المرض الحمى والقشعريرة وآلام الجسم، وغالبًا ما يتطور إلى الالتهاب الرئوي وهي حالة شديدة تلتهب فيها الرئتان وتمتلئ بالصديد.
السارس لديه معدل وفيات يقدر بنسبة 9.6%، وحتى الآن لا يوجد علاج أو لقاح معتمد للمرض.
كوفيد-19
ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات الكبيرة مثل SARS-CoV، والمعروفة باسم فيروسات كورونا، وتم التعرف عليها لأول مرة في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية.
من المحتمل أن يكون الفيروس قد نشأ في الخفافيش مثل SARS-CoV، وانتقل عبر حيوان وسيط قبل أن يصيب الناس.
أصاب الفيروس منذ ظهوره ما يربو على 119 مليون شخص حول العالم، وأدى تفشي المرض المستمر إلى فرض حجر صحي واسع النطاق بكل أنحاء الكوكب، وقتل حتى الآن أكثر من 2.6 مليون.
حمى الضنك
ظهر فيروس حمى الضنك لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي في الفلبين وتايلاند، وانتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم.
يعيش ما يصل إلى 40% من سكان العالم الآن في مناطق تتوطن فيها حمى الضنك، ومن المرجح أن ينتشر المرض مع البعوض الذي يحمله إلى مناطق أبعد مع ارتفاع درجة حرارة العالم.
تصيب حمى الضنك بين 50 و100 مليون شخص سنويًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ورغم أن معدل الوفيات بسبب هذا المرض أقل من بعض الفيروسات الأخرى، فإنه لدى نحو 2.5% يمكن أن يسبب مرضًا شبيهًا بالإيبولا يسمى "حمى الضنك النزفية" ومعدل وفياتها 20%.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز