في عالمنا المتغيّر والمتجدّد على الدوام , التكيُّف مع الواقع لم يعد كافياً , يجب علينا أن نعيد صياغة أهدافنا وتطلعاتنا
"نحن نتشرّف بكم وأنتم حظ بلادكم، نحن شركاء في هذا الوطن، في سعادته وتقدّمه وأمنه وهمومه ورسالة ردعه، نريد أن ننافس بكم دول العالم المتقدمة، ثلاثة أشياء أساسية لتنافسية الدول وأسبقيتها : أولاً : الحجم، ثانياً : سلاح العلم والاستثمار فيه بكل الإمكانات، ثالثاً : القيادة الواعية التي لديها رؤية واضحة وخارطة طريق محددة".
وددت أن أبتدئ مقالتي بكلمات ملهمة، جاد بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجلس أجيال المستقبل، والتي نعتبرها خارطة طريق لأبناء الإمارات ونبراساً نقتدي به للوصول للعلياء.
تابعنا جميعاً في الأيام القليلة الماضية تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2017 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، والذي حقّق فيه موطننا الغالي، دولة الإمارات العربية المتحدة، إنجازاً يُضاف إلى قائمته الذهبية، وذلك بحلوله ضمن أفضل عشر دول في التنافسية العالمية.
ما لا يمكن قياسه لا يمكن تحسينه:
كما قيل في عالم الإدارة والتميز والتنمية البشرية، ما لا يمكن قياسه لا يمكن تحسينه, فالتقييم أداء مهمة جداً تمكّن من معرفة نقاط القوة والضعف، والفرص والتحديات والتي على إثرها تتبعها عملية التحسين المستمر، وصولاً إلى تحقيق النتائج والأهداف الاستراتيجية.
علينا أن نسخّر الإبداع فينا كأفراد ومجتمع ومؤسسات لنبتكر أساليب جديدة، نجعل فيها من وطننا قدوة في السعادة والريادة والنجاح والإنجاز ، هكذا تعلمنا من قادتنا وبهذه الرؤية يمضي أبناء الإمارات للعمل بجد واجتهاد
ابدأ والغاية في ذهنك:
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "ابدأ والغاية في ذهنك"، فالرؤية السديدة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ونظرتها الثاقبة واستشرافها للمستقبل، ووجود استراتيجية واضحة ومرنة تتعاطى مع المتغيرات التي نعيشها في هذا العالم، هذه كلها مُدخلات تؤدي بدورها لتحقيق مخرجات وإنجازات قيّمة وثمينة، ليس على المستويين الخليجي أو الإقليمي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً , وكلها تصبّ في تحقيق رؤية دولة الإمارات 2021 بأن تصبح الدولة واحدة من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي على تأسيس الاتحاد بعون الله تعالى.
هي أربعة محاور يعتمد عليها تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية بسويسرا، وهي الأداء الاقتصادي، والكفاءة الحكومية، وفعالية بيئة الأعمال، والبنية التحتية، ويندرج ضمن هذه المحاور الأربعة 346 مؤشراً.
في محور الكفاءة الحكومية فإن دولة الامارات العربية المتحدة تتمتع بوجود العديد من برامج وجوائز التميز الحكومي، كجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وجوائز أخرى تُعنى بمجالات متعددة , والتي تعتبر كأداء لدعم منظومة التحسين المستمر .
تم تعريف التميز بعدة تعاريف، منها على سبيل المثال بأنه ليس الهدف النهائي , ذلك لاعتقاد البعض أو لوجود ثقافة تعتبر أن تحقيق الجائزة، والحصول عليها هو الهدف الأسمى و النهائي , إنما هي عملية مستدامة لا نهاية لها، كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (في سباق التميز ليس هناك خط للنهاية) , أثر تطبيق هذه البرامج كان واضحاً إذ زاد الوعي المؤسسي بأثره الفعّال والمستدام والذي أسهم في رفع مستويات الأداء عموماً في مختلف المؤشرات.
في عالمنا المتغير والمتجدد على الدوام , التكيّف مع الواقع لم يعد كافياً , يجب علينا أن نعيد صياغة أهدافنا وتطلعاتنا , علينا أن نسخِّر الإبداع فينا كأفراد ومجتمع ومؤسسات لنبتكر أساليب جديدة نجعل فيها من وطننا قدوة في السعادة والريادة والنجاح والإنجاز , هكذا تعلمنا من قادتنا وبهذه الرؤية يمضي أبناء الإمارات للعمل بجد واجتهاد، وبذل وعطاء في مضمار هذا السباق.
برؤية سديدة، و46 سنة، تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم أجمع أهمية وجود الرؤية الواضحة للمستقبل، وأن ما تم إنجازه كان أبرز ممكناتها للاستثمار في تطوير المورد البشري الإماراتي، وتحفيزه على الابتكار والتطوير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة