زيارة من السيارة.. ابتكار بريطاني للتواصل مع المسنين بطريقة آمنة
سكان الدار وزوارهم يحاولون كسر رتابة الظرف العالمي الذي أجبر العائلات على العيش بشكل منفصل لأكثر من شهرين
سمحت دار للمسنين في أديربيري بوسط إنجلترا، بزيارات عائلية لقاطنيها من السيارة فقط لحمايتهم من أخطار وباء "كوفيد-19".
يجلس الزوار في سياراتهم مبتسمين لإعطاء شحنات إيجابية لأحبائهم، فيما يسترخي المسنون على كراسي مريحة في ممر صغير للدار، ويتبادلون معهم الأحاديث على مسافة آمنة مع استمتاعهم أيضا بأشعة شمس الربيع الدافئة.
ويحاول سكان الدار وزوارهم كسر رتابة الظرف العالمي الذي أجبر العائلات على العيش بشكل منفصل لأكثر من شهرين، بينما تحاول الحكومة القضاء على فيروس كورونا الذي أودى بحياة حوالى 38 ألف شخص في البلاد.
وقالت هيلين هيوز، ابنة أحد المسنين الذين يعيشون في دار "جريسويل أوف أديربيري"، فيما تحاول الابتسام لإخفاء الألم الناتج عن انفصالها عن والدتها: الأمر مؤثر جدا، تمنيت لو أعانقها لأنها لا تفهم ما يحدث. أمر صعب جدا".
وأثر تفشي "كوفيد-19" كثيرا على دور الرعاية عبر أوروبا، وقالت الحكومة البريطانية، الجمعة، إن 6182 دارا (39,8% من الإجمالي) يشتبه أن فيروس كورونا متفش فيها".، حسب وكالة "فرانس برس".
وأحصى مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني حوالى 13500 وفاة في دور الرعاية مرتبطة بالوباء، رغم أن العدد الفعلي قد يكون أعلى لأن الاختبارات لم تجر على جميع الوفيات.
وأفاد المكتب بوفاة أكثر من 46 ألف شخص في المملكة المتحدة نتيجة الفيروس حتى منتصف مايو/أيار/، فيما قالت أرلين أكوافيرا مديرة دار "جريسويل أوف أديربيري"، إن المسنين المقيمين في المركز نجوا من الفيروس.
وأضافت: "نحن محظوظون جدا لأنه لم يصب أي مسن أو موظف بكوفيد-19، وهدفنا من السماح بالزيارة من خلال السيارات المحافظة على التواصل بين العائلات. لقد حالفنا الحظ بعدم إصابة أحد ونرجو أن يستمر ذلك حتى النهاية".
وتستعد بريطانيا الآن لرفع إجراءات العزل، رغم أن الدول الأربع، إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، تتخذ كل منها نهجا مختلفا عما قد يسمح به، إلا أن هذه الحريات الجديدة محفوفة بالأخطار، ومن المرجح أن تستمر الزيارات من السيارات لأشهر إضافية أخرى.
وقالت نيكولا فينش حفيدة أحد سكان الدار بعد انتهاء زيارتها وترك المساحة لعائلة أخرى: "أعتقد أن والدي استمتع بهذه الزيارة فعلا. بمجرد أن قال لي (مرحبا يا حبيبتي) علمت أنه بخير، لأنه ورغم عدم تذكره لكثير من الأشياء، فإنه لا يزال يستطيع التعرف على أصوات من حوله".