"الفيسبا القاتلة".. فيلم يلهم صناع السلاح والجزائر أول وجهة
"الفيسبا" اصطلاحا هي مركبة خفيفة ذات عجلتين، تتحرك بمرونة وسرعة في الزحام، وأقل تكلفة من السيارات، لكنها تطورت إلى سلاح قاتل أيضا.
إذ جرى تعديل الفيسبا المدنية للاستخدام العسكري في قوات المظلات الفرنسية عام 1956، وخضعت للتعديل في عام 1959، لتصبح سلاحا فتاكا بإمكانه إطلاق القذائف أثناء الحركة.
وكان سبب إنتاج هذا السلاح هو حاجة القوات الفرنسية لمركبات صغيرة وخفيفة يمكنها دعم جهود قوات المظلات خلف خطوط العدو، وتحقيق نتائج كبيرة في أي هجوم خاطف أو عملية مخططة جيدا.
لكن المثير للسخرية في هذه القصة، أن هذا السلاح الفتاك اشتق من النسخة المحدثة من الفيسبا المدنية الإيطالية التي ظهرت في فيلم Roman Holiday عام 1952.
وقامت شركة المركبات الفرنسية بتطوير الدراجات البخارية العسكرية بالقرب من ديجون في الفترة من 1956 إلى 1959، وصنعت حوالي 600 منها للقوات العسكرية الفرنسية.
ويتميز محرك الفيسبا العسكرية بإطار معزز ونسب تروس أقل من الطرازات القياسية. كما أن المركبة تتميز بطلاء زيتوني باهت أو لون رملي بدلاً من الألوان المدنية البراقة.
ويجري تشغيلها بمحرك أحادي الأسطوانة سعة 145.5 سم ويبلغ وزنها 246 رطلاً، ويمكن أن تصل سرعتها إلى حوالي 40 ميلاً في الساعة.
لكن الميزة الأكثر لفتًا للانتباه في آلة الحرب الصغيرة ذات الإطارات مقاس 8 بوصات، هي مطلقة القذائف الأمريكية إم 20 (M20) عيار 75 ملم الموجودة أسفل المقعد.
ولم يكن إم 20 (M20) قوي الهيكل مثل البازوكا التي سبقته. في الواقع، فبدلاً من إطلاق صاروخ يعمل بالوقود الصلب، يطلق M20 مقذوفًا يبلغ وزنه 22 رطلاً يتحرك بسرعة 1000 قدم في الثانية.
الشيء الفريد في هذا المدفع عالي الكفاءة هو أنه خفيف جدًا. ومن خلال تنفيس الغازات الدافعة من الخلف، لم يكن للمدفع 75 ملم أي ارتداد تقريبًا ولم يكن بحاجة إلى كتلة خلفية ثقيلة، مما يعني أنه يمكن أن يحمل على الكتف، أو على ظهر الدراجة البخارية.
ويمكن للمدفع إطلاق قذائف دخانية وقذائف شديدة الانفجار وقذائف مضادة للدبابات قادرة على اختراق ما يقرب من 4 بوصات من الدروع على ارتفاع 7000 ياردة.
ويتم إسقاط الفيسبا من الطائرات؛ كل منها مربوط بمنصة نقالة متخصصة وتستند على وسادة من بالات القش لتقليل حدة الاصطدام عند ملامسة المظلة سطح الأرض.
وعلى عكس العديد من المشاريع العسكرية الغريبة التي تم تنفيذها خلال الحرب الباردة، دخلت الفيسبا القاتلة ميادين المعارك، إذ استخدم المظليون الفرنسيون في الجزائر هذه المركبة.
وفي حين أثبتت الصراعات بالوكالة في مناطق متفرقة من العالم، أن مدفع M20 لن يوقف دبابات T-34 السوفياتية الكبيرة، إلا أن الفيسبا القاتلة ومدفعها كانا مناسبين تمامًا لأسلوب قتال حرب العصابات في الجزائر.
أحب الضباط الفيسبا لأنها كانت غير مكلفة نسبيًا بسعر 500 دولار فقط للوحدة، ويمكن الاعتماد عليها، وسهلة الإصلاح، ومتنقلة ومرنة بشكل لا يصدق أيضًا، وثبت أنها قادرة على التعامل مع التضاريس الوعرة.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز