خط والاس.. كيف تمكن باحثون من حل أغرب لغز في العالم؟ (حوار)
يمكن الكشف عن الألغاز العلمية بعد مرور مئات السنين، وهذا ما حصل بعدما قررت مجموعة بحثية أسترالية الكشف عن لغز يزيد عمره عن 100 عام.
بينما كان عالم الطبيعة الشهير «ألفريد والاس»، في إحدى رحلاته حول العالم لاستكشاف الأنواع، لاحظ فروقًا في توزيع الأنواع بين آسيا وأستراليا، ورسم خط، وأسماه «خط والاس»، وتركه لغزًا للعلماء من بعده، إلى أن جاءت مجموعة بحثية شغوفة، بقيادة الدكتور «ألكسندر إسكيلز»، وحلّوا هذا اللغز، وخلصوا إلى أنّ الأنواع الآسيوية كانت أكثر قدرة على التكيف مع البيئة الأسترالية، بينما لم يحصل العكس مع كل الأنواع الأسترالية التي حاولت القفز إلى آسيا، ما أدى إلى ظهور تفاوت واضح بين شرق وغرب خط والاس.
علمًا بأنّ قفز الأنواع بين القارتين، حدث نتيجة انزلاق الصفيحة الأسترالية تحت الأوراسية قبل 45 مليون سنة. ونُشرت الدراسة في دورية «ساينس» (Science) في 6 يوليو/تموز من العام 2023. تحدثت العين الإخبارية مع الدكتور ألكسندر إسكيلز، قائد الدراسة في حوار خاص لـ"العين الإخبارية".
إليكم نص الحوار..
في البداية، ما الذي أثار اهتمامك بـ"خط والاس"؟
أنا عالم جغرافيا حيوية، ما يعني أنني مهتم بفهم أماكن تواجد الأنواع المختلفة، وما الذي يؤثر على توزيعها. من جانب آخر، أنا أسترالي، ودائمًا ما كنت مفتونًا بالحيوانات والنباتات الفريدة لدينا. وجود خط والاس ودارسة التشابهات والاختلافات بين الحيوانات الآسيوية والأسترالية شكلت هذا الشغف.
كيف أثر انزلاق الصفيحة الأسترالية تحت الأوراسية على توزيع الأنواع؟
أدى التقارب بين هاتين الصفيحتين التكتونيتين إلى ارتفاع عدد من الجزر بين قارات آسيا وأستراليا، مما شكل الكثير من إندونيسيا الحديثة. كانت هذه الجزر هي نقطة الانطلاق التي سمحت للأنواع بالتحرك بين القارات.
لماذا كانت الأنواع الآسيوية قادرة على القفز إلى أستراليا بينما الأنواع الأسترالية لم تستطع القفز إلى آسيا؟
هناك سبب لفت نظرنا، وهو التاريخ المناخي المختلف -بشكل مذهل- في القارة الأسترالية، حيث كانت الظروف الجافة جدًا، والتي تكيفت معها الأنواع، وهي ظروف مختلفة تمامًا، ما جعلها أقل قدرة على الانتقال إلى الجزر الإندونيسية الاستوائية بين القارات.
كيف أثر تبادل الأنواع هذا على التنوع البيولوجي في القارتين؟
أدخل التبادل أنواعًا جديدة مع تعديلات جديدة جدًا في كل قارة وأثري التنوع البيولوجي لكل منطقة.
ما أهمية كشف هذا اللغز؟
من أجل حماية التنوع البيولوجي والحفاظ عليه، نحتاج إلى فهم دوافع توزيع الأنواع. تمتلك العديد من المناطق في العالم حيوانات فريدة جدًا، ولكننا ما زلنا لا نفهم تمامًا ما الذي يحافظ عليها. يعتبر خط والاس مثالًا رمزيًا على الانقسام الغامض بين المناطق، لكننا نفهمه الآن بشكل أفضل قليلًا.
هل انتقال الأنواع بين القارات والبلدان مفيد أم ضار التنوع البيولوجي؟
يمكن أن يكون كلاهما؛ على نطاقات زمنية طويلة، يمكن أن يؤدي انتقال الأنواع بين القارات إلى تعزيز التنوع البيولوجي عن طريق إدخال أنواع جديدة ذات سمات فريدة قد تزدهر وتتنوع. يمكن أن يكون انتقال العدوى أيضًا ضارًا إذا أصبحت الأنواع الجديدة غازية وتنافس أو تضر بالحياة البرية المحلية، وغالبًا ما يكون هذا هو الحال مع الأنواع التي تم إدخالها في العصر الحديث، مثل الضفادع المصنوعة من قصب السكر في أستراليا.
ما شعور فريق العمل بعد كشف لغز يزيد عمره عن 100 عام؟
الفريق فخور جدًا بالمساهمة بقطعة جديدة في هذا اللغز، لكن لا يزال هناك دائمًا المزيد لفهمه رغم ذلك.
كيف تثري نتائجكم المكتبة العلمية؟
غالبًا ما تحظى دراسات التنوع البيولوجي في آسيا وأستراليا باهتمام أقل من المناطق الأخرى مثل أوروبا وأمريكا الشمالية. من المهم تسليط الضوء على هذا الجزء المتنوع بيولوجيًا -بشكل لا يصدق- من العالم.
ما فائدة دمج التخصصات العلمية في نقطة بحث واحدة؟ مثلما فعلت عندما جمعت بين الجيولوجيا وتغير المناخ والتطور لفهم خط والاس.
أعتقد أن التقدم في العلم يأتي من الجمع بين أفكار مختلفة ومتنوعة. يمكن أن تصبح التخصصات شديدة التركيز، لكن من خلال التراجع والتقاط صورة كبيرة، يمكننا فهم التنوع البيولوجي بشكل أفضل.
لقراءة تغطية الدراسة: كيف أثر التغير المناخي على توزيع الحيوانات في الأرض؟
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA==
جزيرة ام اند امز