وفاء سالم لـ"العين الإخبارية": تعرضت للتحرش في الطفولة وتعاملوا معي كقطة سيامي مباحة (حوار)
رغم غيابها عن الوسط الفني لسنوات طويلة، إلا أنها عادت للظهور مرة أخرى من فترة قصيرة لتكشف عن المعاناة التي عاشتها خلال تلك السنوات.
الفنانة وفاء سالم جاء اسمها بين الموضوعات الأكثر رواجا على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد تصريحاتها عبر قناتها الرسمية بموقع "يوتيوب"، عن الأسباب التي اضطرتها إلى إعلان اعتزالها التمثيل في الفترة الأخيرة بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى تعرضها للتحرش وهى طفله من قبل أهلها وأقاربها.
تصريحات الفنانة السورية جاءت بعد فترة قصيرة من تجاوزها أزمة تشوه ملامح وجهها، الناجمة عن أخطاء تعرضت لها خلال جراحات تجميلية سابقة.
وفي حوار مع "العين الإخبارية"، كشفت بطلة فيلم "النمر الأسود" الشهير أمام الراحل أحمد زكي، عن المواقف واللحظات المؤلمة التي عاشتها في طفولتها، وتعرضت لها من الغرباء والأقارب وظلت تطاردها، حتى بعد أن أصبحت نجمة في عالم الفن.
وإلى نص الحوار:
في البداية.. حدثينا عن تجربتك التي تعرضتِ لها أثناء إجراء عمليات التجميل.
كانت تجربة صعبة وأثرت سلبا على حالتي النفسية، فقد كانت هذه العمليات أشبه بعمليات الابتزاز، وبدأت معاناتي معها بعد أن قام أحد الأطباء بإجراء حقن دائم في وجهي، ولكنه تم بشكل خاطئ نتج عنه تكيسات تسببت في تشوه ملامح وجهي.
وتنقلت في هذه الفترة من طبيب لآخر في محاولة للعلاج من الخطأ، وقعت فريسة ابتزاز لمجموعة من الأطباء، لأن كل طبيب أذهب إليه، كان يقنعني بأنه يصحح خطأ الدكتور السابق، وحدثت لي مضاعفات خطيرة، ولكن في النهاية استطاع طبيب مصري أن ينقذني وعادت ملامحي إلى ما كانت عليه.
ما الرابط بين اعتزالكِ للفن وحديثكِ عن التحرش؟
تعرضي للتحرش وذكرياتي المؤلمة الخاصة بهذه المسألة أحد أسباب اعتزالي الفن، ولكن هناك أسباب أخرى وسأفصح عنها من خلال فيديو قريب عبر قناتي على "يوتيوب".
قررت التفرغ تماما إلى الحديث عن التحرش، بهدف توعية الناس عنه، خاصة أنني أعرف معاناة الكثير من هذا الأمر، ولا يستطيعون الحديث عنه، وفي الصغر لا يهتم الآباء والأمهات بالأمر، في الوقت الذي تخشى فيه الصغيرة الحديث عن الأمر.
ما أكثر موقف أثر فيكِ ولم تستطيعي تجاوزه؟
من أكثر المواقف التي لا تُنسي، وسبب لي شعورا بالألم على مدار السنوات الماضية، وترك جرحًا في قلبي لا يلتئم، هو قيام بعض الأقارب والأغراب بانتهاك طفولتي بطريقة قاسية بعد أن يحملوني ويضعوني على أرجلهم.
كيف كنت تتعاملين مع مثل هذه المواقف؟
في البداية كنت صغيرة وغير مدركة لما يحدث وكنت خجولة جدا، ولكن ما أتذكره أنني كرهت عالم الكبار حينها لدرجة أنني كنت أختبئ تحت مائدة الطعام، خوفا من أن يراني أحد الضيوف ويقوم بتقبيلي أو حملي، فقد كانوا يتعاملون معي على أنني قطة سيامي مباحة للعب معهم، فقد كانوا ينقلوني من حجر لحجر لحجر، ولم أنسَ ما كانوا يفعلونه بي أبدا.
هل واجهتِ أو اعترضتِ على ما يقومون به؟
في مرحلة الطفولة كنت أتقزز من رائحة السجائر عندما يقومون بتقبيلي، وكنت أحاول أن أمسح القبلة كرد فعل مني أو إشارة على اعتراضي على ما يقومون به، وحينها كانوا يسألوني إن كنت لا أحبهم، ولكنني كنت أخجل ولا أجيب على أسئلتهم.
وبعد ذلك رفضت أن يحتضنني أفراد عائلتي أو يقبلوني، خاصة أن أحضانهم كانت تؤلم جسدي النحيل، ولذلك كنت أحاول أن أدفعهم بعيدا عني.
- هل تغير الأمر بعد أن أصبحتِ فنانة؟
لا.. لم يتغير الأمر، فقد كان الانتهاك الجسدي مستمر بعد دخولي مجال التمثيل، ولكن طريقة التحرش هي التي تغيرت بعض الشيء، فالكثير كانوا يحاولون الدخول لي من مدخل أنتِ فتاة أحلامنا، أنتِ تمتلكين أنوثة وجمال لن يتكرروا، ولكن كلامهم كان مدخلا لغرض معين يتمنون أن يصلوا له.
- هل تعرضتِ للتحرش في الكبر؟
في كل المراحل العمرية تعرضت للتحرش، سواء في مجالي الفني أو غير مجالي الفني فالتحرش يحدث في كل آن، ولذلك أصررت على الحديث عن هذا الأمر في العلن.
- هل تذكرين مواقف تعرضتِ فيها للتحرش في الكبر؟
حدث موقف من وقت قريب جدا، وهو أن أحد الأشخاص قال لي إن خالته كانت تسكن معنا في نفس العمارة، وأفصح لي عن سر كان يقوم به تجاهي، وهو أنه كان يأتي لزيارتها حتى يلقي نظراته علىّ، لأنه كان معجبا بي.
في رأيك.. لِمَ تسكت السيدات عن التحرش في الكبر؟
بطبيعة الحال المرأة خجولة وأحيانا توصم بما ليس فيها اجتماعيا، ولذلك تسكت عن كثير مما تتعرض له خشية نظرة المجتمع السلبية لها.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز