في موقع تحطم الطائرة التي كان يستقلها قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين مع مسؤولين آخرين، أظهر مقطع مصور جديد علما من المجموعة شبه العسكرية، يرفرف في المنطقة.
وبحسب المقطع المصور، فإن العلم بدا متكئًا على عصا خشبية وإلى جانبه بعض الزهور، ورموز المجموعة شبه العسكرية، في المنطقة التي تحطمت فيها الطائرة التي كانت تقل قائد فاغنر، والتي خلت من المساحات الخضراء، بعد احتراقها، إثر اشتعال النيران في الطائرة المحطمة.
ويوم الثلاثاء الماضي، دُفن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي قتل في تحطّم طائرة بعد شهرين على تمرّده القصير الأمد على القيادة العسكرية الروسية، في مراسم مغلقة أقيمت في مدينته سان بطرسبرغ.
ويُعتقد أن بريغوجين دُفن في مقبرة بوروخوفسكوي وسط حراسة أمنية مشدّدة بعدما أعلنت مجموعته إقامة مراسم خاصة "مغلقة" لوداعه.
قيود ومراسم مغلقة
وتم تطويق المقبرة وفُرضت قيود على دخولها، وقالت خدمة العلاقات العامة التابعة لبريغوجين في بيان: "أقيمت مراسم وداع يفغيني فيكتوروفيتش بشكل مغلق. ويمكن للراغبين في وداعه التوجّه إلى مقبرة بوروخوفسكوي" الواقعة في الضواحي الشمالية الشرقية لسان بطرسبرغ.
وأسدلت الجنازة الستار على فصل استثنائي في التاريخ الروسي المعاصر الذي شهد قيادة بريغوجين هجمات روسيا في مدن وبلدات في الشرق الأوكراني قبل تمرّده على القيادة في موسكو.
وقالت المحللة السياسة تاتيانا ستانوفايا إن "دفن بريغوجين هو التتويج لعملية سرية كانت ترمي لتصفيته"، مضيفة أن "العملية بكاملها تم تنفيذها تحت رقابة صارمة من الأجهزة الأمنية، وأحيطت بالسرية وتخلّلتها تكتيكات مخادعة".
وأعلنت السلطات أن بريغوجين قتل الأسبوع الماضي في تحطّم طائرة خاصة ومعه تسعة أشخاص. وجاء تحطّم الطائرة في منطقة تفير بعد شهرين على إصداره أوامر لقواته بالإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.
حادث متعمد
وقال محلّلون عسكريون كثر إن طائرة بريغوجين أسقطت عمدا ولم تتحطّم بحادث، وتحدّث بعضهم عن إمكان أن تكون أصيبت بصاروخ فيما تحدّث آخرون عن إمكان انفجار قنبلة كانت قد زرعت فيها.
وفتحت السلطات الروسية تحقيقاً في انتهاكات محتملة لقواعد الملاحة البحرية بعد تحطّم الطائرة لكنّها لم تكشف أيّ تفاصيل عن أسبابه المحتملة.
ووُصف بريغوجين، وهو من خلفية متواضعة بات لاحقاً أحد المقرّبين من بوتين، بأنّه ملياردير يملك ثروة طائلة بفضل عقود رسمية، رغم أنّ قيمتها ما زالت غير معروفة.