تمرد "فاغنر" يبوح بأسراره.. أهداف ثمينة ومخططات "فاشلة"
رغم انتهاء "تمرد فاغنر"، إلا أن أوراق ذلك المخطط لا تزال تتساقط الواحدة تلو الأخرى، كاشفة عن جوانب لم تكن واضحة في الصورة الأولية.
وفاجأ قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين العالم عندما قاد تمردا مسلحا يوم السبت زحف خلاله جنود مجموعة فاغنر عبر الحدود الأوكرانية، وصولا إلى ما يبعد 200 كيلومتر من موسكو قبل أن ينهي التمرد على نحو مفاجئ.
أولى تلك الأوراق التي تساقطت عن تمرد "فاغنر"، ما كشفه مسؤولون أمريكيون قائلين، إن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا كان متعاطفا مع تمرد قائد مجموعة فاغنر، لكن من غير الواضح إن كان قد شارك في دعم التمرد، رغم أنه حث عناصر المجموعة العسكرية الروسية في رسالة علنية على التوقف عن معارضة قيادة الجيش والعودة إلى قواعدهم.
هرمجدون على الرادار
وقال سوروفيكين في مقطع مصور نُشر على تطبيق "تلغرام" يظهر فيه وهو يضع يده اليمنى على بندقية "أدعوكم إلى التوقف".
ورغم ذلك المقطع، إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت يوم الثلاثاء إن سوروفيكين كان لديه علم مسبق بأن يفغيني بريغوجين يخطط للتمرد.
وقال الكرملين عند سؤاله عن التقرير أمس الأربعاء إن "تكهنات كثيرة" ستظهر في أعقاب الأحداث.
وسوروفيكين، الملقب في الإعلام الروسي بالجنرال "هرمجدون" لاشتهاره بالقسوة، هو رجل حرب مخضرم خاض معارك في الشيشان وسوريا وحصل بسبب ذلك على أوسمة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وكان قد تولى قيادة الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لكنه نُقل إلى منصب النائب في وقت سابق من هذا العام بعد ما أثير عن عرقلة عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا.
وقال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن يفغيني بريغوجين كان يجمع الأسلحة قبل محاولته للتمرد، مشيرين إلى أن قائد "فاغنر" كان يعتقد أن لديه ما يكفي من الأسلحة والتعاطف من جانب الجيش الروسي لتنفيذ تمرده.
إلا أن دبلوماسيا غربيا قال شريطة عدم نشر هويته إن يفغيني بريغوجين كان مخطئا في حساباته في نهاية المطاف بالاعتقاد أن ولاءه لبوتين وفائدته للكرملين والدعم الذي يتمتع به بين المسؤولين العسكريين الروس سيكون كافيا لحمايته من العواقب.
وتوعد بوتين في بادئ الأمر بسحق التمرد وشبهه بالفوضى التي أدت إلى الثورة في 1917 ثم نشوب حرب أهلية، لكن جرى التوصل بعد ذلك بساعات إلى اتفاق يسمح ليفغيني بريغوجين وبعض مقاتليه بالذهاب إلى روسيا البيضاء.
الورقة الثانية
الورقة الثانية التي سقطت عن تمرد "فاغنر"، تمثلت فيما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأربعاء قائلة إن قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين كان يريد اعتقال مسؤولين كبار في الدفاع الروسي، لكن خططه أُحبطت ما يبرر تمرده الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين لم تكشف هوياتهم قولهم إنه كان يرغب في القبض على وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف أثناء توجههما إلى جنوب البلاد.
لكن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي علم بهذا المخطط وقام المسؤولان بتعديل برنامجهما، كما أفادت الصحيفة.
أرغم ذلك بريغوجين على تقريب موعد تنفيذ خططه، فاستولت قواته يوم الجمعة من دون مقاومة تذكر على مقر الجيش الروسي في روستوف، الاساسي لقيادة الحرب في أوكرانيا قبل "الزحف" على موسكو.
إلا أنه عدل يوم السبت موقفه تماما موضحا في رسالة صوتية أنه كان يريد إنقاذ مجموعته وليس الاستيلاء على السلطة.
واتهم قائد فاغنر الموجود في بيلاروس منذ الثلاثاء، وزير الدفاع ورئيس الأركان بعدم الكفاءة وبأنهما ضحيا بآلاف الجنود في أوكرانيا.