ليبراسيون: تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله "مناورة بتخطيط مسبق"
الباحث السياسي أليكس عيسى يقول إن خطر الحرب بين لبنان وإسرائيل ضعيف لأن الطرفين لديهما الكثير ليخسره
اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الثلاثاء، أن التصعيد الأخير بين مليشيا حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية نموذجاً للتنسيق ومناورة مخططاً لها جيداً من الطرفين لتحقيق أهداف استراتيجية.
وتحت عنوان "الصدام بين إسرائيل وحزب الله مخطط جيداً"، قالت الصحيفة الفرنسية: "إن الاشتباكات بين مليشيا حزب الله وجيش الاحتلال التي دارت على الحدود اللبنانية، واستمرت بضع ساعات فقط دون تحقيق خسائر في الأرواح بين الجانبين، كانت لتحقيق أهداف استراتيجية أخرى بالتنسيق مع الطرفين".
وأضافت الصحيفة أنه "ليست هناك مخاوف كبيرة ولا أضرار من تبادل إطلاق الصواريخ بين الطرفين"، موضحة أن عمليات الاستهداف كانت مختصرة وموجهة لأهداف محددة لحزب الله في جنوب لبنان وسيارة عسكرية إسرائيلية، دون وقوع أي ضحايا ولا خسائر فادحة".
ووفقا للصحيفة، فإن رد فعل حزب الله كان متوقعاً بعد ضربة إسرائيلية في سوريا أسفرت عن مقتل اثنين من أعضائه الأسبوع الماضي، وهجوم آخر بطائرة بدون طيار على معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون أن الهجوم "إعلان حرب" صعد قادة الحزب الإرهابي من خطابهم في وسائل الإعلام والتوعد بالانتقام ضد ما أسموه "أول عمل عدواني إسرائيل في لبنان منذ عام 2006".
ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه المخاوف في الوقت الراهن لا أساس لها من الصحة وأن هدف التصعيد هو تأطير الصراع لتحقيق أهداف استراتيجية أخرى.
ودللت "ليبراسيون" على تلك الرؤية بتصريحات قادة الاحتلال في البداية، وإعلانهم أن أهدافاً تعرضت لإطلاق نار قادم من لبنان، ثم أظهرت لقطات لوسائل الإعلام المحلية جنديين إسرائيليين يتجهان إلى مستشفى حيفا في شمال البلاد، وبدأت الصور تنتشر على الشبكات التواصل الاجتماعية اللبنانية وأعيد بثها من قبل وسائل الإعلام التابعة لحزب الله.
وأضافت أنه "في المساء نفت إسرائيل أن تكون الضربة أسفرت عن وقوع أي ضحية، ولم يصِب أي جندي بخدش"، على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والإثنين الماضي، كشفت صحيفتان إسرائيليتان أن جنوداً إسرائيليين قاموا بتصوير آخرين ملقين على نقالات، وتم تنسيق المشهد من قبل الجيش الإسرائيلي لإظهار أن حزب الله نجح في عملياته.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي نشرت صورة لرجل يشبه الجندي في مركبة عسكرية: "إن الجيش الإسرائيلي أرسل طائرة هليكوبتر قرب الحدود للتظاهر بإجلاء الجرحى".
فيما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "الجيش يستعد لهجوم ضد حزب الله منذ اندلاع الغارات في سوريا، السبت الماضي، وذلك بعد دقائق عدة من استهداف المليشيا لآلية عسكرية إسرائيلية، وتم نقل الجنود بالضمادات والدماء المزيفة بواسطة مروحية إلى مستشفى حيفا".
احتمالات ضعيفة للحرب
وعادت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إلى وصف تبادل الاتهامات بين الإعلام الإسرائيلي وإعلام حزب الله بـ"المناورة"، موضحة أنه قبل اكتشاف الخداع الإسرائيلي وحزب الله كانت هناك مخاوف من التصعيد العسكري.
ونقلت الصحيفة الفرنسية مقولة الصحفي اللبناني حازم الأمين عن التصعيد: "حرب الثلاث ساعات.. حرب لم تحدث"، مشيراً إلى مستوى غير مسبوق للتنسيق بين إسرائيل وحزب الله.
من جانبه، قال الباحث السياسي أليكس عيسى: "إن خطر الحرب بين لبنان وإسرائيل ضعيف ورغم ذلك على لبنان اتخاذ موقف حازم ضد حزب الله وإسرائيل للحفاظ على سيادته".
ودعا الباحث السياسي، في حديثه للصحيفة، فرنسا من أجل لعب دور الوسيط للضغط على الجانبين إسرائيل باعتبارها حليفاً لها وإيران لوقف الدعم عن حزب الله، بحسب ما نقلت صحيفة "لاكروا" الفرنسية.
وأضاف عيسى أن "رد لبنان الأحد الماضي، كان ضرورياً للوقوف في وجه الهجمات الإسرائيلية على السيادة الجوية اللبنانية"، موضحاً أن "خطر نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل ضعيف".
وفسر الباحث الفرنسي اللبناني أسباب استبعاد نشوب حرب بأن كلا الطرفين لديه الكثير ليخسره، فلبنان لا يتحمل كلفة الحرب في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، أما بنيامين نتنياهو فلا يريد المجازفة بقتل الإسرائيليين قبل أسابيع من الانتخابات.