اليوم الـ68 لحرب غزة.. تحول مفاجئ بالموقف الأمريكي وقرار أممي جديد
يوم جديد يطرق أبواب غزة، يحمل العدد 68 منذ بداية الحرب، لكن يمكن ترقيمه بـ"1" أيضا، إذ يعقب نقطة تحول رئيسية وصيحة أممية جديدة.
نقطة التحول هو شرخ واسع في الموقف الأمريكي الداعم للعملية العسكرية الإسرائيلية، خرج للعلن مساء أمس، في خطاب مفاجئ للرئيس جو بايدن، وجه انتقادات لاذعة لحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال بايدن إنه "يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تغيير حكومته".
وفي حديثه خلال فعالية لجمع التبرعات في واشنطن العاصمة، أشار بايدن إلى أنه بسبب القصف العشوائي فإن إسرائيل "بدأت تفقد الدعم"، وأن الحكومة تجعل من "الصعب للغاية" على المجتمع الدولي مواصلة الوقوف إلى جانبها.
وشدد الرئيس الأمريكي كذلك على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يمكنه أن يقول "لا" للدولة الفلسطينية في المستقبل".
وتابع: "هذه أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل"، مضيفا أن الحكومة "لا تريد حل الدولتين"،
بايدن تحدث أيضا عن خلافات مع نتنياهو، لكن الرئيس الأمريكي لم يوضح، الخلافات التي برزت حديثا بينه وبين نتنياهو.
أساس الخلاف
وتقول تقارير إسرائيلية وأمريكية إن واشنطن تريد من إسرائيل إنهاء القصف المكثف في غزة حتى نهاية الشهر الجاري، فيما تتحدث إسرائيل عن نهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل.
كما تشير التقارير إلى عدم رضا الولايات المتحدة الأمريكية عن استمرار القتل المرتفع للمدنيين الفلسطينيين في غزة وتقييد دخول المساعدات الإنسانية.
فضلا عن ذلك، يواصل نتنياهو الحديث عن سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة ما بعد الحرب وإقامة منطقة عازلة على حدود غزة وهو ما ترفضه واشنطن.
كما أن ثمة الخلافات حول النهج الذي قرره نتنياهو إزاء السلطة الفلسطينية برفضه عودتها إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب والخضوع لرفاقه بالحكومة برفض تحويل أموال المقاصة إلى السلطة الفلسطينية ورفض إدخال عمال فلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وفق تقارير أمريكية.
وردا على تصريحات بايدن، نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله إن "الولايات المتحدة تدفع إسرائيل منذ سنوات نحو الاستسلام"، واعتبر أن دعوة واشنطن لتبني حل الدولتين "انتحار".
صيحة أممية
من جانب آخر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأغلبية 153 صوتا مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
القرار تقدمت به المجموعتان العربية والإسلامية للأمم المتحدة ويطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار في غزة، وحظي بموافقة 153 دولة، فيما عارضته إسرائيل و8 دول أخرى، وامتنعت 23 دولة عن التصويت.
ويعرب مشروع القرار، الذي صوتت عليه الجمعية العامة خلال اجتماعها، عن القلق بشأن "الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة" و"يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
كذلك، يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج "الفوري وغير المشروط" عن جميع الرهائن.
وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكنها تحظى بثقل سياسي وتعبر عن وجهة نظر عالمية بشأن الحرب.
وطالبت الدول العربية باجتماع خاص جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر الثلاثاء عقب زيارة أكثر من عشرة سفراء من مجلس الأمن إلى معبر رفح بين مصر وغزة، في مسعى لممارسة مزيد من الضغوط.
صفارات إنذار
ميدانيا، دوت صفارات الإنذار في بلدة كيسوفيم في غلاف قطاع غزة، صباح الأربعاء، تحذيرا من رشقة جديدة محتملة من الصواريخ انطلقت من القطاع.
بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 من عناصره، معظمهم ضباط خلال المعارك الدائرة الليلة الماضية شمالي قطاع غزة.
وأوضح الجيش في بيان، أن العسكريين الثمانية بينهم قائد فرقة في لواء غولاني، قتلوا بكمين لكتائب القسام في الشجاعية بغزة.
وبعد أكثر من شهرين على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لا تزال إسرائيل تقصف قطاع غزة وتشن هجوما بريا هناك أيضا.
وتحذر الأمم المتحدة باستمرار من وضع كارثي في غزة حيث النظام الإنساني "على وشك الانهيار".
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، فيليب لازاريني، الثلاثاء، خلال زيارته قطاع غزة، إن "السكان يعيشون في جحيم على الأرض".