إيران وتركيا.. حرب كلامية "تُعرّي" طهران
إيران وتركيا تدخلان في حرب تصريحات متبادلة، إثر اتهام أنقرة لطهران بأنها تسعى إلى نشر التشيع في المنطقة والعمل على تقسيمها طائفيا
دخلت إيران وتركيا في أزمة دبلوماسية بعد حرب تصريحات متبادلة بين الطرفين، إثر اتهام أنقرة لطهران بأنها تسعى إلى نشر التشيع في المنطقة والعمل على تقسيمها على أساس طائفي، علاوة على دعمها الإرهاب.
بدأت تلك الحرب مع انطلاق موتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا الجمعة الماضية، حيث أطلق مسؤولون أتراك اتهامات لإيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، ورغبتها في نشر التشيع لتحقيق هدفها، وكذلك دعمها للإرهاب، كما أنها تعمل على زعزعة أمن دول الخليج بشكل خاص والمنطقة.
وقال وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، في تصريحات على هامش المؤتمر، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع استقرارها، وأن طهران تسعى لنشر التشيّع في سوريا والعراق.
ووصف سياسة إيران بأنها "طائفية"، تهدد سلامة البحرين والسعودية، وسائر دول الخليج.
كما جاءت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته للبحرين الأسبوع الماضي في هذا الاتجاه، حيث قال إن "إيران تسعى لتقسيم العراق وسوريا وتهدف إلي تشييع المنطقة وفرض السيادة الفارسية".
واليوم الثلاثاء، حمّل المتحدث باسم الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، إيران مسؤولية التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن طهران "لا تتورع عن إرسال من لجأوا إليها (من الأفغانيين) إلى ساحات الحروب في المنطقة".
واعتبر المتحدث في بيان اليوم الثلاثاء أنّه "لا يمكن فهم أو تقبل الاتهامات الإيرانية للآخرين".
في المقابل، قام المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بالرد على تصريحات أردوغان عن دور إيران في العراق، إذ قال "إنها جاءت متأثرة بالمناخ والأجواء السياسية المحيطة به".
ومعقبا من قبل على تصريحات جاويش أوغلو، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بالقول إن تصريحات وزير الخارجية التركي "غير بناءة وأن إيران تلتزم الصمت وتتحلى بالصبر تجاه تصريحات تركيا وسياستها، ولكن للصبر حدود".
وأضاف قاسمي أن على تركيا التحلي بمزيد من الذكاء في تصريحاتها تجاه إيران، زاعما أن بلاده "لم تتعدَّ على أي دولة أبدًأ حتى الآن ولكنهم قادرين على حماية أنفسهم والدفاع عن بلدهم".
وكانت إيران قد استدعت السفير التركي في طهران، أمس الاثنين، ردا على تصريحات المسؤولين الأتراك.
ورغم التقارب بين أنقرة وطهران في بعض الفترات، إلا أن العلاقات التركية الإيرانية تتسم عبر التاريخ بالصراع والتنافس، وبدأ هذا الإرث من الصراع ينبعث من جديد بينهما في ساحات سوريا والعراق واليمن ولبنان على أسس يتداخل فيها الطائفي بالمصالح والنفوذ الإقليمي بالدور السياسي.