جيش السودان يفتح 4 مطارات أمام المساعدات ويرفع وتيرة الحرب
إشارات متباينة أرسلها الجيش في السودان عبر فتح 4 مطارات جديدة أمام تدفق المساعدات، فيما رفع من وتيرة الصراع في البلد الأفريقي.
ومع تصاعد معدلات الجوع وتدهور الأوضاع الإنسانية وافقت الحكومة السودانية على فتح مطارات كسلا (شرق) ودنقلا (شمال) والأبيض (وسط)، بالإضافة إلى مطار كادقلي (جنوب) من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وذكرت الحكومة في بيان ليل الجمعة "جددت حكومة جمهورية السودان التزامها بتقديم كافة التسهيلات لانسياب المساعدات الإنسانية وتقديم كل ما من شأنه أن يساعد في انسياب هذه المساعدات للمحتاجين في كافة أنحاء البلاد".
وأوضح البيان أن الحكومة وافقت على فتح مطارات كسلا ودنقلا والأبيض، بالإضافة إلى مطار كادقلي الذي جرى التوافق عليه بين رئيس مجلس السيادة ورئيس دولة جنوب السودان، وبذلك تكون هناك 6 مطارات متاحة أمام المنظمات الدولية، إضافة إلى 7 معابر برية جرى الموافقة عليها مسبقا.
وأضاف "تجدر الإشارة إلى أن تواصلا فعالا يتم هذه الأيام لبدء تسيير رحلات جوية لنقل المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان عبر مطار جوبا إلى مطار كادقلي، وبهذا تكون حكومة السودان قد أوفت بكل متطلبات دخول وانسياب المساعدات الإنسانية عبر الجو والبر والبحر".
وكانت انتقادات دولية تلاحق الجيش السوداني بسبب ما قيل إنه يوجد تضييق على عبور المساعدات الإنسانية للسودانيين، وطالما نفى الجيش هذه الاتهامات.
للخلف در
وبينما تشير خطوة الجيش بشأن المطارات لانفراجة على الصعيد الإنساني، تعقد المشهد الميداني مع اشتعال محاور القتال العنيف في الخرطوم والفاو والفاشر، وارتفاع معدلات النزوح وتفاقم الأوضاع، ودعوات الدول الغربية لإنقاذ البلاد من الكارثة الإنسانية.
وقد فشلت جولات عدة من المفاوضات في وضع حد للمعارك في السودان.
وأفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، السبت، باندلاع مواجهات عسكرية في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ووفق المصادر العسكرية فإن منطقة "المقرن" شهدت مناوشات عسكرية مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
وأوضحت أن عناصر قوات "الدعم السريع" عرقلت تقدم قوات الجيش السوداني إلى مناطق جديدة، والانفتاح شرقا وصولا إلى مقر القيادة العامة للجيش.
وأشارت إلى أن قوات الجيش السوداني استمرت في عملياتها الحربية والانفتاح جنوبا، وسيطرت على مناطق جديدة في حي "اللاماب" واستولت على عتاد حربي وعربات قتالية.
وقالت المصادر العسكرية إن قوات "الدعم السريع" حشدت قواتها و"القناصة" وعرقلت انفتاح قوات "سلاح المدرعات" التي تحاول الانفتاح جنوبا وتوسيع رقعة القتال في المنطقة.
محور الفاو
وحسب المصادر العسكرية فإن محور مدينة "الفاو" شرقي السودان شهد عمليات عسكرية كبيرة، وأن قوات الجيش السوداني توغلت إلى قرية "الحرقة"، لكنها انسحبت تحت ضغط كثافة نيران قوات "الدعم السريع" في المنطقة.
وذكرت المصادر العسكرية أن الطيران الحربي شارك بطلعات جوية كثيفة، ورغم ذلك فإن قوات المشاة انسحبت إلى منطقة "الخياري" القريبة من ولاية القضارف.
وبينما لم تتلق "العين الإخبارية" تعليقا فوريا من الجيش السوداني حول المواجهات العسكرية في المحور الشرقي، ذكرت قوات "الدعم السريع"، في بيان مقتضب اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أنها كبدت عناصر الجيش السوداني والحركات المسلحة خسائر بشرية ومادية فادحة.
وأبلغت المصادر العسكرية "العين الإخبارية" أن طرفي الصراع تبادلا القصف المدفعي العنيف، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في صفوف المدنيين.
ووفق المصادر العسكرية، فإن قوات الجيش السوداني تحاول التقدم من المحور الشرقي وصولا إلى مدني عاصمة ولاية الجزيرة، لكنها تتراجع بسبب الضغط وكثافة النيران.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش بشكل مفاجئ من دفاعاته بمدينة ود مدني.
محور الفاشر
ومع تصاعد وتيرة العنف قالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إن مدينة الفاشر شهدت صباح السبت معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" باستخدام كافة أنواع الأسلحة.
وحسب المصادر العسكرية، فإن المواجهات اندلعت في المحور الجنوبي والشرقي بمدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة.
كما أفاد شهود عيان "العين الإخبارية" أن القصف العشوائي أدى إلى تدمير منازل ومنشآت حكومية بمدينة الفاشر.
وتسعى قوات "الدعم السريع" للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أوراق الأشجار في دارفور لعدم توافر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز