سفير إيران بالعراق.. انتهاك للسيادة واستفزاز للحكومة
النظام الإيراني يكثف مخططاته لتنفيذ مخططات إرهابية لتأجيج الوضع الداخلي بالعراق لإبعاد الحرب عن إيران.
واصل السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، حملته لتنفيذ مخطط تحويل العراق إلى "يمن جديد"، عبر سلسلة من التصريحات المحرجة لحكومة عادل عبدالمهدي.
وأحرج "مسجدي" الحكومة العراقية، عدة مرات، بتجاوزه القوانين والأعراف الدبلوماسية والتهديد بضرب المصالح الأمريكية داخل هذا البلد.
والأسبوع الماضي، هدد "مسجدي" خلال مقابلة مع قناة فضائية بقصف الوجود الأمريكي في العراق أو أي مكان آخر، حال تعرض إيران لاعتداء عسكري من الولايات المتحدة.
ورغم أن حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أكدت أن بلادها لن تتدخل في الصراع بين واشنطن وطهران، إلا أن "مسجدي" ضرب بموقف بغداد عرض الحائط من خلال تهديداته المستمرة وحثه قادة مليشيات الحشد الشعبي على استهداف مواقع الأمريكيين ومصالحهم.
ويكثف نظام ولاية الفقيه لتنفيذ مخططات إرهابية لتأجيج الوضع الداخلي بالعراق لإبعاد الحرب عن إيران، وتحويل جاره العربي إلى ساحة حرب رئيسية ضد أمريكا.
تحركات "مسجدي" وانتهاكاته للسيادة العراقية لم تتوقف عند تهديد المصالح الأمريكية؛ بل تجاوزته إلى التدخل في أدق تفاصيل إدارة تلك الدولة، والتصرف كرئيس وزراء في بغداد وليس كسفير دولة أجنبية.
تهديدات مستمرة
سياسي عراقي مقرب من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أكد لـ"العين الإخبارية" أن وزراء وقادة عسكريين عراقيين منزعجون للغاية من تدخلات السفير الإيراني في شؤون الحكومة ورسم سياستها الخارجية والداخلية.
ورغم هذا الانزعاج إلا أن السياسي العراقي أكد أن المسؤولين في بلاده غير قادرين على إيقاف "مسجدي" بسبب ضغوطات الحرس الثوري والنفوذ الإيراني الواسع والمتغلغل داخل بلاد الرافدين.
واستند في تحليله على أن كلا من السفير الإيراني والإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس هددا عدة مرات وبشكل مباشر عادل عبدالمهدي بإسقاطه إذا لم يواصل الامتثال للنظام الحاكم في طهران.
"مسجدي" هو ثالث قيادات الحرس الثوري الإرهابي التي تكلفها طهران لشغل منصب السفير بالعراق، منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حيث كان حسن كاظمي أولهم واستمر في موقعه لأكثر من 6 سنوات، ثم خلفه حسن دانايي فر لأكثر من 6 سنوات أيضاً، وأخيراً "إيرج مسجدي"، منذ 19 أبريل/نيسان 2017 وحتى الآن.
ووقبل تكليفه بمهام السفير، شغل "مسجدي" خلال السنوات التي أعقبت عام 2003، منصب كبير مستشاري سليماني، بجانب منصبه كرئيس أركان "مقر رمضان" أحد مقار فيلق القدس الرئيسية، المختص بالشأن العراقي.
وكثف السفير الإيراني من اجتماعاته مع مؤسسات الدولة العراقية، خلال الأشهر الماضية، وإصدار الأوامر والتعليمات للعديد من الوزراء العراقيين والقادة العسكريين والمحافظين ومدراء الدوائر وحتى الموظفين ورؤساء العشائر لم يسلموا من تدخلاته.
رد عراقي غائب
الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي مؤيد الجحيشي اعتبر بدوره "تحركات السفير الإيراني في بغداد وتهديداته التي أطلقها مؤخرا هي رسالة من النظام الإيراني إلى العالم مفادها بأنه هو الذي يسيطر على العراق، ويضرب ويهاجم من يشاء سواء داخله أو خارجه".
وتابع "الجحيشي" لـ"العين الإخبارية": "تصرفات السفير الإيراني المشبوهة وتحركاته المكثفة وانتهاكاته للقوانين العراقية والدولية لو كانت في دولة أخرى لطُرد منها فورا، لكن لم نر حتى الآن أي رد من حكومة بغداد أو وزارة الخارجية على تصرفاته".
ولفت إلى أن "مسجدي" يعتبر نفسه أعلى سلطة سياسية وعسكرية وإدارية واقتصادية في العراق، مؤكداً أن "مسجدي" و"سليماني" يواصلان تنفيذ المخطط الإيراني المتمثل في استنساخ تجربة مليشيا الحوثي الإرهابية في العراق عبر "الحشد الشعبي".
وأوضح أن "مليشيات الحشد ستسقط الحكومة العراقية قريبا، وتطرد من يناهض المشروع الإيراني من السياسيين وتبقي على أتباعها فقط".
وبحسب "الجحيشي"، فإن مليشيات الحشد تعمل حاليا على تحشيد الشارع في العراق بمظاهرات واسعة هدفها إسقاط حكومة عبدالمهدي، وستكون الانطلاقة من بغداد ومن ثم تمتد إلى المدن الأخرى.
جيوش عراقية إلكترونية
مراقبون سياسيون حددوا لـ"العين الإخبارية" مهام "مسجدي" الحالية في العراق، التي تتمثل في الإشراف على آلاف العراقيين الذين جندتهم إيران كجيوش إلكترونية موجودة على شبكات التواصل الاجتماعي مهمتها تعزيز دور طهران ومليشياتها في بغداد وعواصم عربية أخرى.
وتستهدف هذه الجيوش الإلكترونية نشر الأكاذيب والشائعات والأخبار التي تصب في صالح إيران، وتظهر نظام طهران قوياً لم يتأثر بالضغوطات والعقوبات الدولية، وأنه قادر على مواجهة واشنطن بجانب تهديد الأصوات المناهضة له ومشروعه التوسعي.
أما مهمة "مسجدي" الثانية فتكمن في تقوية دور مليشيات الحشد الشعبي سياسيا وعسكريا وماليا واجتماعيا وجعلها دولية بعد فرض سيطرتها على كافة مفاصل الدولة العراقية.
فيما تتمثل المهمة الثالثة لـ"مـسجدي" في الإشراف على تشكيل مجاميع مسلحة لمحاربة الأمريكيين في العراق، وإنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار عبر توفير الموارد المالية وكل ما تحتاجه طهران من مواد ونفط.