الغرب وإيران.. "باب النووي" موارب و"عصا العقوبات" تلاحق القمع
لا تزال واشنطن وحلفاؤها يتركون الباب مفتوحا أمام مفاوضات "النووي" مع إيران، لكنهم يغلقونه تماما حيال ملف الحريات والقمع.
متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قال للصحفيين الإثنين، إن برلين تتفق مع واشنطن في تحويل تركيزها بعيدا عن إحياء الاتفاق النووي مع طهران إلى دعم الشعب الإيراني في مواجهة القمع العنيف للاحتجاجات المستمرة في إيران.
وأوضح "نتحرك بالفعل وفقا لذات المسارات"، مضيفا "حاليا، تركيزنا منصب على دعم الشعب الإيراني وممارسة الضغوط على النظام الحاكم لوقف قمع حقوق شعبه".
وكانت المحادثات لإحياء الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية، وصلت إلى طريق مسدود في سبتمبر/أيلول الماضي، إذ تتهم القوى الغربية، طهران، بطرح طلبات غير منطقية بعد عن كانت المفاوضات على وشك النجاح.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، قال روبرت مالي، المبعوث الأمريكي المعني بملف إيران، إن الإدارة الأمريكية ستترك الباب مفتوحا أمام استئناف الدبلوماسية "عندما وإذا" حان الوقت المناسب.
لكنه قال إن واشنطن ستواصل في الوقت الراهن تطبيق سياسة فرض العقوبات وممارسة الضغط.
وفي منتصف سبتمبر/أيلول، اندلعت مظاهرات مناهضة للحكومة في إيران، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في مقر الشرطة بعد اعتقالها بسبب ما قيل إنه انتهاك لقواعد الزي الإسلامي.
ووفق مراقبين، فإن الرأي العام والقيادات السياسية، حولت التركيز بشكل كبير في الفترة الأخيرة، على ملف قمع الاحتجاجات في إيران، وإن أبقى السياسيون باب مفاوضات النووي مفتوحا.
وخلال الأسابيع الماضية، فرض الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا وكندا عقوبات على إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الاحتجاجات، بالإضافة إلى بيع طائرات مسيرة إلى روسيا.
وبالإضافة إلى واشنطن، توجه الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا وألمانيا، انتقادات مستمرة للنظام الإيراني بسبب قمع الاحتجاجات، فضلا عن العقوبات، ما دفع النظام الإيراني لتقديم احتجاجات رسمية لسفيري البلدين.
ورغم ذلك، لا يزال السياسيون يطالبون بمزيد من العقوبات والضغط على إيران لوقف القمع، إذ صرح النائب الألماني البارز في البرلمان الأوروبي، منفريد ويبر، في تصريحات صحفية تابعتها "العين الإخبارية"، إن قرارات العقوبات ضد إيران يجب أن يتبعها الآن فرض مزيد من العزلة الدولية على هذه الدولة، مضيفا "لا يمكن ترويض فكرة الحرية بالقمع أو بالعنف".
فيما قال زعيم حزب الخضر الشريك في الائتلاف الحاكم بألمانيا، أوميد نوريبور إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يصنف الأجهزة الأمنية في إيران على أنها منظمات إرهابية تضطهد وتضايق السكان، ثم يمكنه بعدها تجميد أصول هذه الأجهزة في الاتحاد الأوروبي.
المحلل السياسي، آراس ناثان، كتب على "تويتر": "دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد النظام الإيراني حيز التنفيذ، وضربت الإجراءات الإيرانية التي تخنق الإنترنت في البلاد".
وأضاف "هناك حاجة الآن إلى مزيد من العقوبات بسرعة ، مما يلحق الضرر بقيادات النظام والبنية التحتية"، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
أما هيلموت براندشتيتار، النائب بالبرلمان النمساوي، فكتب على "تويتر" أيضا، "التقينا بإيرانيين في البرلمان النمساوي وأخبرونا عن الأوضاع الرهيبة في إيران"، مضيفا "يجب معاقبة هذه الحكومة بعقوبات جديدة على سلوكها الإرهابي".
جيسيكا كردوني، السياسية الألمانية، دعت بلادها إلى قيادة الغرب لفرض مزيد من العقوبات ضد إيران، والنضال بشدة من أجل فرض هذه العقوبات.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز