الديمقراطية تموت.. شعار "واشنطن بوست" في ولاية ترامب
على طريقتها الخاصة تتأهب صحيفة "واشنطن بوست" لحقبة دونالد ترامب الذي أعلن حرباً شرسة على الصحافة ووسائل الإعلام.
"الديمقراطية تموت في الظلام"، ليس اسماً لفيلم أو عنوان في نشرة أخبار، ولكنه في الحقيقة الشعار الجديد لصحيفة "واشنطن بوست"، التي يظهر أنها تتأهب لحقبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بطريقتها الخاصة بهجوم من نوع خاص.
واكتشف قراء الصحيفة المرموقة ظهور شعار جديد، ليل الثلاثاء، تحت "الترويسة" (واجهة الصحيفة) على موقعها الإلكتروني، (وليس النسخة المطبوعة)، ما أثار على الفور تكهنات بأنها ترد على هجوم ترامب المتواصل على الصحافة والإعلام، وهو ما نفته الصحيفة.
الشعار الذي ظهر لأول مرة يوم الجمعة، استخدمه في الماضي، بوب وودوارد، الكاتب ورئيس تحرير الصحيفة التي كانت هدفاً لهجمات متكررة من الرئيس ترامب ضد "وسائل الإعلام الزائفة"، إلى جانب صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن".
وقالت كريس كوراتي، المتحدثة باسم "واشنطن بوست" لشبكة "سي إن إن": "هذا في الواقع شيء قد قلناه داخلياً منذ فترة طويلة خلال التحدث عن رسالتنا".
وأضافت: "نعتقد أنه سيكون رسالة جيدة وموجزة توصل من نحن للملايين من القراء الذين جاءوا إلينا للمرة الأولى خلال العام الماضي، لقد بدأنا بقرائنا الجدد على سناب شات، ونخطط لطرحه على منصاتنا الأخرى في الأسابيع المقبلة".
يبدو أن الرسالة التي تبعثها الصحيفة بعد تجديد علامتها التجارية الصحفية، هو وصف ما تنشره باعتباره صديقاً للديمقراطية الأمريكية، وليس عدواً.
وعن الشعار الجديد للصحيفة، الذي روج له الصحفي الاستقصائي الأمريكي الأسطوري، بوب وودورد، يقول مدير الاتصالات في واشنطن بوست شاني جورج، إن الشعار جرى استخدامه داخلياً من قبل المؤسسة الإعلامية لسنوات.
وأشار إلى أن الشعار الذي كشف عنه النقاب، يوم الجمعة الماضي، ليس رداً على المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب، الخميس، ولكنه لإطلاق الصحيفة على "سناب شات".
وأوضح أن إعادة اكتشافه تماشياً مع رؤية "بناء قاعدة جماهير قراء أصغر سناً، وحركة"، التي يتبناها الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، جيف بيزوس، الذي اشترى الصحيفة التي يعود تاريخها إلى 140 عاماً، مقابل 250 مليون دولار في عام 2013.
وبينما أعرب بعض مستخدمي "تويتر" عن تأييدهم للشعار، ووصفوه بأنه ملخص للغرض من الصحافة، وكتب أحدهم: "الواشنطن بوست تبعث برسالة عن حرية الصحافة، انتقده العشرات ونشروا صورا معدلة باستخدام فوتوشوب للسخرية منه".
ولم تتوانَ وسائل إعلام أخرى من السخرية من الشعار، فقالت مجلة "سليت": "في الواقع، الظلام يخدم الديمقراطية في بعض الأحيان"، أما هافنجتون بوست فقالت: "في أي وقت تموت الديمقراطية؟ متى تموت الديمقراطية؟ شاهد الديمقراطية تموت على الإنترنت مجاناً".
وبدوره قال موقع "فوكس" (fOX) هل تموت الديمقراطية.. 3 طرق لاكتشاف الأمر"، في حين كتبت مجلة "ذا أتلانتيك": "الديمقراطية ماتت عام 1877، إليكم تغطيتنا".
وعلقت "نيويورك تايمز" بالقول: "ديمقراطية الظلام"، وكتبت "سي إن إن": العد التنازلي: 18 ساعة حتى تموت الديمقراطية.. على الهواء مباشرة مع وولف بليتزر (كبير مذيعي شبكة سي إن إن)".
ككما قال الناقد الإعلامي جاك شيفر: "الديمقراطية تموت في الظلام"، هذا ما قد يقوله أحمق مخلص في أحد الأفلام الكوميدية الشهيرة للمخرج بريستون ستورجس.
بينما عدل الكاتب الأمريكي جون بودهوريتز الشعار بطريقة تسخر من مالك "واشنطن بوست" رجل الأعمال جيف بيزوس مؤسس أمازون: "الديمقراطية تموت في الظلام لكنني اشتريت هذا المصباح اللطيف من أمازون مقابل 4.99 دولار فقط، والشحن مجاني لأني مشترك في خدمة برايم".
وقبل فترة طويلة عينت المؤسسات مبدعي الكلمات للتوصل إلى "رسالة المؤسسة"، وهي بيان مقتضب مكتوب يوضح الهدف من الشركة أو المؤسسة، ووضعت الصحف شعارات على صفحاتها الأولى أو الصفحات الافتتاحية.
والجميع يعرف شعار نيويورك تايمز "كل الأخبار التي تصلح للطبع"، والنسخة الساخرة، "كل الأخبار التي تناسب، نطبعها"، أما شيكاجو تريبيون فشعارها هو "أعظم صحيفة في العالم".
وفي عام 1912، كان شعار لوس أنجلوس تايمز "من أجل الحرية بموجب القانون والحقوق المتساوية والحرية الصناعية" في إشارة إلى معارضة الصحيفة إلى نقابات العمال، قبل أن تظهر نسخة مختصرة تقول "حرية بموجب القانون، حرية صناعية حقيقية" على الترويسة في أواخر عام 1970.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز