بالحياد بين ترامب وهاريس.. صحيفة أمريكية تكسر تقليدا تاريخيا
"واشنطن بوست"، الصحيفة الأمريكية العريقة، تكسر تقليدا تاريخيا عمره 40 عاما بإعلانها عدم دعم أي مرشح للانتخابات الرئاسية.
وعزا بعض المراقبين قرار الصحيفة غير المسبوق، الذي أثار غضبا واسع النطاق بين موظفيها، إلى خشية مالكها الملياردير جيف بيزوس من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفقا لشبكة «سي إن إن».
الصحيفة كانت تنوي الإعلان عن تأييدها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، قبل إعلانها الأخير الذي ظهر على أنه لأسباب مهنية، لكنه اعتبر بمثابة خوف بيزوس من فوز ترامب وخسارة عقود فيدرالية مبرمة مع شركته العملاقة «أمازون».
«لن تؤيد»
قال مصدر مطلع على القرار للشبكة إن عناصر غرفة التحرير في الصحيفة صاغوا مسودة تأييد لنائبة الرئيس كامالا هاريس وكانت جاهزة للموافقة عليها من قبل مجلس إدارتها، لكن المسودة لم تُقدم مطلقا.
وكان الرئيس التنفيذي للصحيفة ويل لويس، أعلن أن المؤسسة "لن تؤيد بعد الآن المرشحين الرئاسيين، على خلاف عقود من السوابق فيها".
وكتب لويس في قراره: "لن تؤيد صحيفة واشنطن بوست مرشحاً رئاسياً في هذه الانتخابات، ولا في أي انتخابات رئاسية مستقبلية. نحن نعود إلى جذورنا في عدم تأييد المرشحين الرئاسيين".
وقال لويس إن الصحيفة أيدت المرشحين الرئاسيين منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما أعطت ختم موافقتها لجيمي كارتر، الذي فاز في الانتخابات، لكنها لم تكن قبل ذلك تؤيد المرشحين الرئاسيين، باستثناء عام 1952 حين دعمت دوايت أيزنهاور.
وأكد، في مذكرته للموظفين، أن الصحيفة لم تتوصل لقرارها كإشارة على "التأييد الضمني لمرشح واحد" أو "إدانة لآخر".
الحياد «حكمة»
أشار إلى افتتاحية نشرتها الصحيفة في عام 1960 أفادت بأنه "من الحكمة لصحيفة مستقلة في عاصمة الأمة تجنب التأييد".
ويلعب أصحاب الصحف عادةً دورًا في تأييد مطبوعاتهم للمرشحين ويوقعون على الافتتاحيات، والتي يُنظر إليها على أنها انعكاس لآرائهم.
ووصف مارتي بارون، رئيس تحرير "واشنطن بوست" الذي قاد الصحيفة خلال فترة من النجاح التحريري والتجاري، القرار بأنه "جبن، والديمقراطية هي الضحية".
وأضاف أن ترامب سيرى هذا القرار بمثابة دعوة لمواصلة محاولة ترهيب بيزوس، مشيراً إلى أن هناك "ضعفاً مقلقاً في مؤسسة مشهورة بالشجاعة".
وجاءت خطوة الصحيفة في أعقاب الاضطرابات التي اندلعت في صحيفة "لوس أنجلوس" تايمز، حيث استقال رئيس هيئة التحرير واثنان من كتابها هذا الأسبوع احتجاجًا على قرار مالكها، الملياردير باتريك سون شيونغ، بمنع تأييد أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
وبشكل عام، تراجعت الصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشكل متزايد عن تأييد المرشحين السياسيين في السنوات الأخيرة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.