جائحة إضرابات تضرب مدن العالم.. الشعوب ترفض فواتير التضخم
ضربت الإضرابات العمالية عدة مدن حول العالم خلال الأسبوع الماضي في منحنى يتخذ مسارا تصاعديا في ظل رفض الشعوب لفواتير التضخم.
ففي 15 أغسطس/آب شهدت مدينة برشلونة الإسبانية إضراب طياري ريان إير، في حين شهدت الأرجنتين يوم 17 أغسطس/آب احتجاجا لاتحاد العمال CGT ضد التدابير الاقتصادية الحكومية.
واستفحل الشلل في القطاع العام بدولة لبنان منذ أمس الخميس الموافق 18 أغسطس/آب، وامتد للقضاة الذين بدأوا احتجاجهم هذا الأسبوع، وذلك ضمن إضراب عمالي ضرب العديد من القطاعات في لبنان.
ولم تنج العاصمة البريطانية من تلك الموجات، حيث شهدت لندن اليوم الجمعة الموافق 19 أغسطس/آب إضرابا من قبل عمال السكك الحديدية الأمر الذي سببا في تعطل العديد من القطارات.
ولم يقتصر الأمر في بريطانيا على إضراب عمال السكك الحديد، بل من المقرر أن يضرب عمال الرصيف بسبب الأجور في أكبر ميناء شحن في المملكة المتحدة، بدءا من بعد غد الأحد الموافق 21 أغسطس/آب.
وبعيدا عن أغسطس، شهدت الأشهر الماضية إضرابات أخرى بدءاً من عمال السكك الحديدية والموانئ في الولايات المتحدة وحتى حقول الغاز الطبيعي في أستراليا وسائقي الشاحنات في بيرو.
لماذا يشتعل الغضب العمالي؟
يواجه العمال حول العالم ظروفا صعبة منذ بداية جائحة كورونا، خاصة بعد أن أدت اضطرابات سلاسل الإمداد إلى إلغاء ملايين الوظائف، أو كبدتهم خصومات كبيرة على أجورهم.
وبعد فترة من الظروف الصعبة، ومع انحسار جائحة كورونا، فوجئ العمال بجائحة تضخم ضربت أجورهم في مقتل وجرفت العديد منهم أسفل خط الفقر.
والتضخم جاء مدفوعا بارتفاعات الأسعار في سلع ضرورية وشديد الأهمية، كالطاقة والغذاء.
أكثر القطاعات تأثرا
وكما يتضح من نوعية الإضرابات، فإنها تتركز بشكل خاص في قطاعات النقل والطاقة واللوجستيات.
وحسب بلومبرج، فإن هذه القطاعات تحديدا تشهد إضرابات نشطة لأن العمال فيها لديهم نفوذ على الشركات ويمكنهم إدارة مفاوضات شاقة تجلب جزءا من حقوقهم.
كما يدرك العمال أن تلك القطاعات حساسة جدا لأي اقتصاد، حيث لا يمكن للحكومات تحمل تكلفة استمرار هذه الإضرابات لفترات طويلة.
المزيد من اضطرابات سلاسل الإمداد
وتتحكم هذه القطاعات بشكل خاص في سلاسل التوريد العالمية.
وتأتي الإضرابات في وقت حساس بالنسبة لسلاسل التوريد التي لا تزال هشة وتسعى لاستعادة توازنها.
ويشجع هذا العاملين على مواجهة رؤسائهم، حسب ما نقلت بلومبرج عن كاتي فوكس هوديس، المحاضرة في علاقات العمل في كلية الإدارة بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة.