أريانا عبدالنور.. سيدة «الجزر الضعيفة» تتسلح بالزيتون في حرب المناخ
أريانا عبد النور، أحد الوجوه الشابة البارزة في العمل المناخي العالمي، فهي عضوة قيادية بشبكة "قادة المستقبل" بالمملكة المتحدة، وتم اختيارها كرئيسة للوفد الشبابي البريطاني لمؤتمر الأطراف COP28، الذي عقد في دبي العام الماضي.
من خلال مشاركتها في مؤتمر COP29، الذي يعقد في أذربيجان، تسعى أريانا إلى إيصال صوت الشباب بشكل فعال إلى صناع القرار العالميين، بهدف تسريع الجهود المناخية وتبني سياسات جديدة أكثر طموحًا للحد من آثار التغير المناخي، علاوة على اهتمامها بالجزر الضعيفة المتضررة من تغيرات المناخ.
وخلال خطابها في COP29 ضمن "المنطقة الخضراء"، قدمت أريانا رؤية ملهمة تحت عنوان “زرع بذور لمستقبل قد لا نراه: دروس من شجرة الزيتون”، حيث شبهت الصبر والعمل الجاد الذي يحتاجه غرس أشجار الزيتون بالجهود المناخية المستمرة، فغالبا ما يكون للعاملين في هذا المجال نفس الشعور بعدم رؤية نتائج فورية لجهودهم، إلا أن الإرث المستدام هو الأهم.
رحلة نحو العمل المناخي
أريانا، خريجة العلاقات الدولية، تتمتع بخبرة واسعة تشمل العمل مع عدد من المنظمات الدولية مثل "جمعية الأمم المتحدة"، حيث تعمل على تشجيع الشباب على المشاركة الدبلوماسية، بالإضافة إلى عملها كباحثة في معهد جون لوك والمعهد الأوروبي للبحوث وحقوق الإنسان.
وفي إطار جهودها التطوعية، قامت أيضا بتدريس اللغة الإنجليزية للاجئين في مخيم بالأردن، ما يُظهر مدى ارتباطها بالمجتمعات التي تتأثر بشكل مباشر بالأزمات الإنسانية المرتبطة بالمناخ.
وتعمل كمديرة مشاريع في مؤسسة Island Innovation، حيث تساهم في تحقيق رؤى العملاء من خلال تعزيز الممارسات المستدامة وتشجيع الابتكار، لتعزيز المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث تدير المشاريع برؤية شاملة للاستدامة، تأخذ في الاعتبار العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وتؤمن بأن الاستدامة الحقيقية تتحقق عندما تتماشى جميع جوانب المشروع مع هدف ترك إرث إيجابي للأجيال القادمة.
رؤية استراتيجية
وتتطلع أريانا من خلال قيادتها للوفد الشبابي إلى تعزيز السياسات المناخية التي تتماشى مع تطلعات الشباب، حيث تعمل ووفدها على إعداد أربع سياسات رئيسية تشمل سياسات طموحة وأخرى عملية، بهدف الوصول إلى حزمة متوازنة من السياسات القابلة للتنفيذ.
أريانا تدرك التحديات التي تواجهها على المستوى الدولي، مثل الخلافات التي قد تنشأ حول المصطلحات الدقيقة في الوثائق الرسمية، كما حدث في مؤتمر COP26 عندما رفضت الهند التوقيع على اتفاق لحظر الفحم بسبب صياغة معينة.
ولهذا، تعتمد أريانا على استراتيجية تركز على إعداد سياسات قوية مسبقًا، مع وضع بدائل جاهزة للتعامل مع التحفظات المحتملة من الدول المشاركة.
رسالة إلى العالم
من خلال مشاركتها في COP29، تستعرض أريانا نهجًا يعتمد على التعاون مع الشباب من خلفيات متنوعة، وسعيها لبناء تحالفات مع المسؤولين السياسيين وقادة الصناعة لتوصيل رؤية الشباب، كما تؤمن بأن العمل المناخي يتطلب استمرارية وحلولاً بعيدة المدى تتجاوز الفائدة الشخصية.