تلسكوب ويب يفوز بـ«سباق ضد الزمن».. كيف نجح في تصوير أصغر كوكب؟
حقق تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا إنجازا رائدا، حيث تمكن من تصوير أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية حتى الآن، وهو الكوكب (AF Leporis b).
ويعد هذا الإنجاز رائعا بشكل خاص، لأنه كان "سباقًا ضد الزمن" لعلماء الفلك، حيث من المقرر أن يختفي الكوكب الخارجي خلف ضوء نجمه الساطع لأكثر من عقد من الزمان.
ويبلغ عمر ( AF Leporis b)، وهو كوكب غازي عملاق يقع على بعد 88 سنة ضوئية من الأرض، 23 مليون سنة فقط، مما يجعله طفلا رضيعا، مقارنة بعمر الأرض الذي يبلغ 4.6 مليار سنة.وعلى الرغم من أن كتلته تبلغ حوالي 3.2 أضعاف كتلة المشتري، فإن قرب الكوكب من نجمه الأم يجعل من الصعب مراقبته، وكان لدى علماء الفلك نافذة محدودة لالتقاط صور مباشرة قبل أن يقرب مدار الكوكب من النجم كثيرا، مما يمنع التلسكوب من رؤيته.
ويقول بريندان بولر، عالم الفلك بجامعة تكساس وعضو الفريق: "كانت الحكمة التقليدية هي أن تلسكوب جيمس ويب أكثر حساسية للكواكب ذات الكتلة المنخفضة في المدارات الواسعة مقارنة بالمرافق الأرضية، ونحن حقًا ندفع الأجهزة إلى حدودها القصوى هنا".
وكان التصوير ممكنا بفضل جهاز الإكليل المتخصص في تلسكوب جيمس ويب، وهو جهاز مصمم لحجب الضوء الساحق للنجوم، مما يمكن علماء الفلك من اكتشاف الكواكب الخافتة مثل (AF Lep b)، ومع ذلك، مع استمرار الكوكب في مداره، سيتم حجب المزيد من ضوءه بواسطة وهج النجم، ولن يتمكن تلسكوب جيمس ويب من مراقبته بعد الآن، إذا ضاعت هذه الفرصة، فقد لا تأتي مرة أخرى لأكثر من عقد من الزمان.
وفي هذه النافذة القصيرة، اكتشف فريق البحث أن الكوكب لديه غلاف جوي نشط، مع تيارات الحمل الحراري القوية وتركيز مرتفع بشكل مدهش من أول أكسيد الكربون في طبقاته العليا.
وتوفر هذه النتائج رؤى قيمة حول تكوين الكوكب وديناميكيات الغلاف الجوي، مما يضيف إلى العدد المحدود من الكواكب الخارجية التي تمت ملاحظتها مباشرة.