أغرب طائرات حلقت على الإطلاق.. إحداها قابلة للنفخ (صور)
يشهد عالم الطيران تطورا مستمرا تتحرر فيه بعض الطائرات من قيود معايير التصميم التقليدية وتتجاوز أخرى حدود الهندسة، إذ تتنوع تصميماتها من الغريبة إلى المذهلة.
وهنا سنلقي نظرة على بعض الطائرات الاستثنائية والفريدة من نوعها التي ابتكرتها عقول المهندسين المبدعين على مر السنين.
1- طائرة بارتيني VVA-14
لجأ الاتحاد السوفياتي إلى شركة "بيرييف" لصناعة الطائرات، التي اشتهرت بصناعة للطائرات البحرية، خوفا من التعرض لهجوم نووي من غواصات أمريكية.
وسعى الاتحاد السوفياتي لبناء صناعة طائرة برمائية لمطاردة الغواصات، يمكنها الإقلاع من البر والبحر على حد سواء، والانزلاق على سطح المحيطات بسرعة فائقة، بالإضافة إلى إمكانية امتلاكها لتقنية الإقلاع والهبوط العموديين، وتقوم بمهمة الكشف عن الغواصات عالية السرعة.
لكن المشروع لم يكتمل بسبب فشل الشركة المسؤولة عن توفير المحركات النفاثة اللازمة للإقلاع العمودي، ناهيك عن وفاة لويجي بارتيني المهندس الرئيسي في المشروع، ومع وفاته بدأت طائرته بمواجهة العديد من المشاكل خلال تجارب الأداء التي أجريت عليها، ثم هُجر المشروع في نهاية المطاف.
تقبع آخر طائرات VVA-14 في متحف للقوات الجوية في مونينو بموسكو.
2- الطائرة القابلة للنفخ (Goodyear Inflatoplane، أو GA-33)
يبدو أن طائرة Goodyear Inflatoplane، أو GA-33 كما أطلق عليها الجيش الأمريكي، هي مثال لخطة لم تدرس جيدا قبل البدء في تنفيذها. وطرحت شركة جوديير فكرة لطائرة مدمجة ومحمولة يمكن إنزالها للطيارين المحاصرين خلف خطوط العدو. ويمكن حمل الطائرة بأكملها في الجزء الخلفي من سيارة جيب أو شاحنة.
وتمت صناعة كل من الأجنحة والمقاعد والذيل من نسيج خاص بالطائرات عبر دمج آلاف الطبقات من النايلون المعالج بالمطاط مع خيوط النايلون العادية.
وصنع باقي الطائرة من نسيج ومعدن الطائرات العادي، لكن الجيش قرر في النهاية التخلي عن الطائرة التي تبلغ سرعتها القصوى 90 كم/ساعة، لأنها الوسيلة الأمثل التي قد يرغب الطيار في الوثوق بحياته بها.
3- ستيبا كابروني
كانت الأيام الأولى للطيران مثل الغرب المتوحش، وكان بإمكان المصممين فعل ما يريدون. فلم تكن هناك عمليات محاكاة حاسوبية، للمساعدة في اختبار جدوى التصميم. وكان كل ما على المصمم هو فكرة ثم البدء في تنفيذها.
لقد أنتج هذا الأسلوب الشامل للتعلم العملي بعض الجواهر الحقيقية فيما يتعلق بالطائرات الغريبة. ولعل الطائرة كابروني CA60 مثال على ذلك.
كانت تعرف أيضا باسم "البرميل الطائر"، وتعتبر هذه الطائرة الفريدة من بنات أفكار مهندس الطيران الإيطالي ”لويجي ستيبا“، والتي ما زالت توجد ضمن عداد أغرب الطائرات التي صنعت يوما.
اعتقد لويجي أن دمج المراوح والمحرك التوربيني في هيكل يشبه في بنيته أنبوبا مدببا سيعزز قوة العادم، ومنه قوة المحرك، وقد أطلق على تصميمه هذا اسم "المروحة الأنبوبية".
أثبتت التجارب والاختبارات الأولية التي تم إجراؤها على النموذج الأولي أن هذا التصميم الجديد كان معجزةً أيروديناميكية، فعلى الرغم من محركها الضعيف، وقصر طول أجنحتها، أظهرت الطائرة ثباتا واستقرارا رائعين، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى سرعات فائقة، وهو ما كان سببا في التخلي عن المشروع من قب الحكومة الإيطالية.
4- بوينغ B377PG أو "غوبي الحامل"
"الحامل غوبي" كما يشار إليها باعتزاز طائرة بوينغ 377 المعدلة، ولدت من حاجة وكالة ناسا إلى وسيلة لنقل المكونات الضخمة لمهمات أبولو.
تم تصميمها وتطويرها من قبل شركة Aero Spaceline، وهي شركة تصنيع طائرات أمريكية قامت بعملياتها بين عامي 1960 و1968.
قامت هذه الطائرة بعملها على أكمل وجه، وكانت واحدة من الطائرات الأقل شهرة التي تلعب دورًا داعمًا في برنامج الفضاء.
5- "Vought" الفطيرة الطائرة
الاسم الرسمي للبحرية الأمريكية لهذه الطائرة الغريبة هو Vought V-173، لكن الجميع يعرفها باسم "الفطيرة الطائرة" بفضل شكلها الدائري الغريب الذي يشبه الصحن الطائر.
كان الغرض من التصميم الغريب هو تزويد البحرية بطائرة قادرة على الإقلاع والهبوط في مناطق ضيقة.
كان أداء النموذج الأولي جيدًا للغاية مع سرعات إقلاع وهبوط منخفضة بفضل تصميم توليد الرفع لجسم الطائرة على شكل قرص.
تم توفير التمويل لنسخة محسنة بسرعة هبوط مستهدفة تبلغ 20 ميلاً في الساعة وسرعة قصوى تبلغ 425 ميلاً في الساعة. لكن الطائرة فشلت في النهاية بسبب العيوب الكبيرة مثل الاهتزاز المفرط لحجرة المحرك وكذلك العمل على تطوير طائرات نفاثة أكثر كفاءة.
6- سنيكما كوليوبتير (C-450)
كان غزو فرنسا سببا في تصميم باريس "طائرة" غريبة للغاية وصعبة المراس تُعرف باسم SNECMA Coleoptere أو C-450.
وضعت هذه المركبة ذات الجناح الحلقي قمرة القيادة النفاثة فوق جسم الطائرة على شكل برميل يحتوي على مفاعل توربيني.
كما هو الحال مع طائرات الإقلاع العمودي الأمريكية، كان على الطيار أن يتمتع بدرجة عالية من المهارة لإدارة عمليات الهبوط العمودي الصعبة والانتقالات بين الطيران الرأسي والأفقي.
وفي الرحلة التجريبية التاسعة للطائرة C-450، فقد الطيار السيطرة في أثناء الهبوط واضطر إلى القفز من الطائرة المحطمة، وهو ما أدى إلى نهاية سريعة للبرنامج.
7- حوض الاستحمام الطائر
بدأت أمريكا تطوير الطائرة في عام 1962، مع بدء أول رحلة تجريبية في 16 أغسطس/آب 1963. وبسبب تصميمها غير التقليدي، أُطلق على الطائرة لقب "حوض الاستحمام الطائر".
قامت الطائرة بما مجموعه 77 رحلة تجريبية على مدار 3 سنوات، وتقاعدت الطائرة بعد 3 سنوات بالضبط من رحلتها الأولى، في 16 أغسطس/آب 1966.
8- طائرة "إكرانوبلاين" MD-160 Ekranoplane
تعرف هذه الطائرة باسم "الماموث"، وهي مزيج بين طائرة وسفينة بحرية.
تحلق هذه الطائرة الروسية على ارتفاع 5 أمتار فقط فوق سطح الماء، إلا أنه بإمكانها الوصول إلى سرعة كبيرة تتعدى 560 كيلومترا في الساعة.
استغلت هذه الطائرات قدرتها على الطيران على ارتفاع قريب من سطح المياه لصالحها، ما مكنها من الانزلاق بسرعة فائقة فوق المحيطات، وقد عزز هذا الأمر من فعاليتها واقتصادها للوقود بالإضافة إلى كونه منحها قدرة هائلة على التسلل.
تم التخطيط لبناء طائرة ثانية من هذه الفئة من أجل استعمالها كوسيلة نقل سريعة من أرض المعركة إلى المستشفيات، وذلك في أواخر الثمانينيات، إلا أن انهيار الاتحاد السوفياتي وضع حدا للبرنامج برمته حتى عندما كانت الطائرة الثانية على وشك الاستعداد.
تم تسريح الطائرة من الخدمة عام 1997، وهي تقبع الآن في محطة بحرية تابعة للقوات البحرية الروسية في "كاسبييسك".