ماذا لو رفضت أوروبا دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي؟.. إفلاس عالمي
تجاوزت الحرب الروسية الأوكرانية ما يعرف بالجيوسياسية إلى الجيوستراتيجية، بتوظيف القدرات الاقتصادية للحصول على مكاسب سياسية.
ففي الوقت الذي قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى "دول غير صديقة"، بما في ذلك جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات مشددة عليها جراء هجومها على أوكرانيا.
ردت دول أوروبية برفض قرار الرئيس الروسي، من بينها ألمانيا وإيطاليا والنمسا، واعتبرت هذا التصرف خرقا للعقود الموقعة بين الأطراف المعنية.
وتقدر "لوكو إنفست" قيمة الغاز الروسي الذي تم تصديره العام الماضي لأوروبا بقرابة 50 مليار دولار أمريكي.
وقفز سعر الروبل 4% فيما ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا لقرابة 8% عقب صدور قرار بوتين، وفقا لأربيان بيزنس.
وسيتعين على أوروبا شراء روبلات تقدر بمئات الملايين من اليوروهات كل يوم لدفع ثمن شحنات الغاز الكبيرة، وهو أمر بالغ الصعوبة حاليا، ومن وجهة نظر روسيا ، من شأن ذلك أن يوفر تدفقًا داخليًا للعملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها ويعزز الطلب على العملة الروسية المحاصرة.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون: قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات لجعل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول غير صديقة بالروبل الروسي، ووجه بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.
لكن بوتين أكد أن بلاده ستواصل ضخ كميات الغاز المنصوص عليها في العقد.
وأمر بوتين البنك المركزي والحكومة بأن يحددا في مهلة أسبوع النظام الجديد الذي يفترض أن يكون واضحا وشفافا ويتضمن شراء الروبل من سوق الصرف الروسية، وألمح أيضا إلى أن صادرات روسية أخرى ستتأثر.
وقال بوتين: من الواضح أن تسليم بضائعنا إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي الدولار واليورو والعملات الأخرى، لم يعد له معنى بالنسبة لنا.
وسارعت أوكرانيا إلى التنديد بالموقف الروسي الذي رأت فيه حربا اقتصادية على الاتحاد الأوروبي، وبمساعي روسيا لـ"تقوية" عملتها.
وعلى "تليجرام" أشار مستشار الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك إلى أن الغرب يمكن أن يفرض على روسيا حظرا نفطيا من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الروسي.
وتابع: لقد بات ذلك الآن معركة اقتصادية مفصلية، وعلى الغرب أن ينتصر فيها بصورة جماعية.
حالات إفلاس عالمية
لكن ماذا سيحدث، إذا أصرت أرووبا على رفضها استخدام الروبل؟
الإجابة نقلتها، وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية، الجمعة، حيث حذرت من حالات إفلاس عالمية إذا رفضت الدول دفع ثمن صادرات الغاز الروسية بالروبل.
وقالت الوزارة أيضا إن خروج روسيا من منظمة التجارة العالمية سيكون له تداعيات سلبية.
وذكر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر شركة جازبروم بقبول الدفع بالروبل مقابل صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وأن أمام شركة الغاز العملاقة أربعة أيام لتحديد كيفية القيام بذلك.
الحل الأمريكي
لكن على ما يبدو أن أمريكا تبحث عن الحلول للحليف الأوروبي لإنقاذه من براثن الغاز الروسي، واتفقت الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، على زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لخفض اعتماده على الغاز الروسي بعد إعلان موسكو توريد شحنات الغاز والنفط بالروبل.
ووفقا لـ"فوربس"، أفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في اليوم الثالث من رحلته إلى أوروبا للقاء زعماء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع، بأن الولايات المتحدة ستوفر 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا هذا العام.
وأضاف بايدن أن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى "تسريع" الانتقال إلى الطاقة النظيفة.