خبير طاقة فرنسي يجيب السؤال الصعب.. كيف ندفع ثمن الغاز بالروبل؟
هل يوقف قرار الرئيس الروسي، بدفع ثمن الغاز بالروبل الروسي، "دولرة" سوق مشتقات النفط؟.. سؤال يجيبه خبير فرنسي بقطاع الطاقة.
يرى خبير الطاقة، نيكولا مازوتشي، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، أن قرار فلاديمير بوتين، بمنع "دول غير صديقة" من دفع ثمن الغاز الروسي بالدولار أو اليورو، قد يساعد في "وقف دورة" سوق مشتقات النفط، لكن تنفيذه ما زال غير مؤكد.
وأشار العديد من المحللين والحكومة الألمانية يوم الأربعاء، إلى أن القرار قد يشكّل خرقا للعقود الموقعة مع روسيا، هناك صعوبات تتعلق بتنفيذ القرار، تتمثل في طريقة تحديد السعر، واختيار المصارف الوسيطة.
خبير الطاقة الفرنسي يوضح كل آثار القرار وتداعياته، وهل كان مفاجئا أم لا، والشركات التي ستتأثر بهذا القرار، وكيف تضع روسيا نظاما يعتمد على استخدام الروبل، وكيف يمكننا تحويل هذا المبلغ بالدولار إلى مبلغ بالروبل، وما هي القيمة المرجعية التي سوف نستند إليها؟.
كما يجيب خبير الطاقة، نيكولا مازوتشي، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، عن أسئلة هل سيكون من الضروري المرور عبر مصارف محددة للدفع بالروبل؟.. وهل يجب المرور عبر مصارف بلدان ثالثة لتفادي العقوبات؟ وذلك حسب وكالة فرانس برس.
- هل قرار فلاديمير بوتين بمنع الأوروبيين من دفع ثمن مشتقات النفط بالدولار أو اليورو مفاجئ؟
أكد خبير الطاقة، نيكولا مازوتشي، من مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية: "إنها العقوبات الروسية المضادة التي كنا ننتظرها نوعا ما، إذ يجب التذكير بأنه في العام 2014، فُرضت مجموعة من العقوبات على روسيا، التي فرضت بدورها عقوبات مضادة خصوصا في ما يتعلق بمسائل واردات المنتجات الزراعية المصنعة الأوروبية، لذلك فإن روسيا تنفذ في مكان ما عقوباتها المضادة وتضرب في المكان الذي يوجع".
- ما هي التداعيات المحتملة؟
يرى مازوتشي: "إذا نفذ القرار، سيكون له تأثيران: سترتفع قيمة الروبل بشكل مصطنع لأنه سيخلق طلبا على الروبل الذي تأثر بحرب أوكرانيا".
وتابع: "أما التأثير الثاني المهم (بالنسبة إلى روسيا)، فهو أنه منذ اللحظة التي "تتوقف دولرة سوق النفط"، فإن ذلك سيتيح بشكل أو بآخر تفادي كل أو جزء من العقوبات الأمريكية التي يمكن أن تتمحور حول استخدام الدولار، لأن قسما كبيرا من صلاحية القانون الأمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة يقوم على الدولار.. ومن خلال "وقف الدولرة"، هناك محاولة لإزالة القدرة الأمريكية على ممارسة ضغوط".
وأضاف: وهذا كان الحال مع إيران، التي كانت تتمثل قدرة الولايات المتحدة على عقابها في منع إيران من التجارة، بمبدأ "نحن نمنعكم من المتاجرة باستخدام الدولار".
وأكد، أن موسكو تأمل في الالتفاف على عقوبات معينة من خلال صنع مبدأ "الآن لم تعد الأمور تتم في عالم النفط والغاز بالدولار ولا باليورو" كما هي الحال راهنا.
- ما هي الشركات الفرنسية التي ستتأثر بهذا القرار؟
يرى خبير الطاقة الفرنسي: "كل الشركات الفرنسية التي تشتري مشتقات النفط من روسيا مباشرة.. حتى الآن، هناك "توتال إنرجي"، التي أعلنت وقف كل مشتريات النفط ومشتقاته من روسيا، لكنها ستستمر في شراء الغاز منها... وهناك "إنجي" التي تشتري الغاز من روسيا أيضا، وكل ما يتعلق بخط "نورد ستريم" (إذ كانت الشركة من بين خمس شركات فرنسية ساهمت في تمويل المشروع)".
وتابع: "حتى الآن، في عقود مماثلة لعقد نورد ستريم، كانت تقيّم كميات الغاز بالدولار.. مبلغ معين بالدولار لكل ألف متر مكعب. السؤال هو، منذ اللحظة التي تريد فيها روسيا وضع نظام يعتمد على استخدام الروبل، كيف يمكننا تحويل هذا المبلغ بالدولار إلى مبلغ بالروبل، ما هي القيمة المرجعية التي سوف يستند إليها؟ علينا أن نرى كيف سيتم تنفيذ ذلك.. وماذا سيكون واقع التنفيذ، وهل سيكون من الضروري المرور عبر مصارف محددة؟.. وإذا كان الأمر كذلك، لن يعود للمصارف بالضرورة قدرة على ممارسة نشاطها في أوروبا، فهل يجب المرور عبر بلدان ثالثة؟".
وأضاف: " قد يكون ذلك على أساس كل حالة على حدة، وقد يقوم كل فريق، إذا أراد مواصلة التجارة مع روسيا في مشتقات النفط، بتنفيذ استراتيجيته الخاصة، ومساره الخاص، ولن يكون هناك بالضرورة نموذج واحد".
مدفوعات الغاز الروسي بالروبل
وأعلن فلاديمير بوتين ردا على العقوبات الغربية خلال اجتماع للحكومة بثه التلفزيون الروسي، يوم الأربعاء 23 مارس/آذار 2022: "قررت تطبيق سلسلة من الإجراءات لتحويل الدفعات مقابل إمداداتنا من الغاز إلى الدول غير الصديقة بالروبل الروسي"، مانحا المصرف المركزي الروسي مهلة أسبوع لتطبيق تلك التغييرات، وإيجاد طريقة لتحويل تلك الدفعات بعيدا عن العملات الأخرى.
وتسببت العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، في تدهور النظام المصرفي الروسي، وإحداث انهيار حاد في قيمة الروبل مقابل العملات الأجنبية.
وبعد إعلان بوتين، قفز سعر الروبل مقابل الدولار بنسبة 8.27%، للمرة الأولى في نحو 3 أسابيع، ليتراجع سعر صرف الدولار بعد تعاملات الأربعاء، دون مستوى 95 روبلًا.
كما ارتفعت أسعار النفط، إذ وصل سعر برنت إلى 122.24 دولار للبرميل، والخام الأمريكي إلى 115.18 دولار.