بعد قرار بوتين الغاز مقابل الروبل.. ما هي الدول المستهدفة؟
جاء القرار الروسي ببيع الغاز مقابل الروبل مفاجئا لدول باتت مطالبة بتدبير الروبل لاستئناف الشراء من موسكو. لكن ما هي الدول المستهدفة؟
مدفوعات الغاز الروسي بالروبل
وأعلن فلاديمير بوتين ردا على العقوبات الغربية خلال اجتماع للحكومة بثه التلفزيون الروسي، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022: "قررت تطبيق سلسلة من الإجراءات لتحويل الدفعات مقابل إمداداتنا من الغاز إلى الدول غير الصديقة بالروبل الروسي"، مانحا المصرف المركزي الروسي مهلة أسبوع لتطبيق تلك التغييرات، وإيجاد طريقة لتحويل تلك الدفعات بعيدا عن العملات الأخرى.
وتسببت العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، في تدهور النظام المصرفي الروسي، وإحداث انهيار حاد في قيمة الروبل مقابل العملات الأجنبية.
وبعد إعلان بوتين، قفز سعر الروبل مقابل الدولار بنسبة 8.27%، للمرة الأولى في نحو 3 أسابيع، ليتراجع سعر صرف الدولار بعد تعاملات الأربعاء، دون مستوى 95 روبلًا.
كما ارتفعت أسعار النفط، إذ وصل سعر برنت إلى 122.24 دولار للبرميل، والخام الأمريكي إلى 115.18 دولار.
47 دولة "غير صديقة"
وكانت موسكو أقرت في 7 مارس/آذار 2022، قائمة الدول التي ترتكب أعمالا تصفها بـ"العدائية"، في خضم العمليات العسكرية التي تجريها البلاد في أوكرانيا المجاورة، وسط تنديد غربي واسع.
ويأتي إقرار هذه القائمة فيما كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد ألمح إليها مطلع مارس/آذار الجاري في مسعى للرد على عقوبات يجري فرضها بدون توقف منذ بدء روسيا عملياتها العسكرية في 24 فبراير الماضي.
وتشمل القائمة المعادية كلا من أستراليا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الـ27 وألبانيا، وأندورا ومقدونيا الشمالية وإيسلندا وكندا ولينخشتاين وموناكو ونيوزيلندا والنرويج وكوريا الجنوبية وسان مارينو وسنغافورة والولايات المتحدة وتايوان وأوكرانيا والجبل الأسود وسويسرا واليابان.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن الحكومة القول إن الدولة الروسية نفسها ومناطقها والمواطنين والشركات التي لديها التزامات بالعملة الأجنبية تجاه دائنين من قائمة الدول غير الصديقة، سيكونون قادرين على الدفع لهم بالروبل.
وينطبق الإجراء المؤقت الجديد على المدفوعات التي تتجاوز 10 ملايين روبل في الشهر (نحو 72 ألف دولار).
قفزة بـ30% في أسعار الغاز بأوروبا
مع قرار روسيا بتحويل مدفوعات صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا إلى عملة الروبل، ربما تشهد القارة العجوز أسوأ أزمة طاقة منذ السبعينيات.
ودفعت الأخبار أسعار الغاز القياسية للارتفاع بأكثر من 30%، وقد يعني الأمر أن بعض شروط عقود روسيا مع العملاء الأوروبيين، والتي تكون في الغالب باليورو، ستحتاج إلى إعادة التفاوض، كما أن من شأن أي اضطراب في الإمدادات نتيجة لتغيير القواعد أن يفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.
بيّن بوتين أن روسيا تحتاج إلى التوقف عن استخدام "العملات المنقوصة" في معاملات الغاز الطبيعي ردًا على العقوبات الأمريكية والأوروبية، وفقاً لنص منشور على الموقع الإلكتروني للكرملين. وقال: "من الواضح أنه ليس منطقياً لنا أن نقوم بتوريد بضائعنا إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مقابل مدفوعات بالدولار واليورو والعملات الأخرى".
تأتي تعليقات الكرملين في الوقت الذي تواجه فيه روسيا عقوبات غير مسبوقة من الدول الغربية وحلفائها، ما أدى إلى عزل اقتصادها عن بقية العالم، وتقييد قدرتها على تصدير واستيراد البضائع، والوصول إلى الكثير من احتياطيها الأجنبي.
في غضون ذلك، قفزت أسعار الغاز الأوروبية المعيارية إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 113.74 يورو للميجاواط/ساعة، وزادت عملة الروبل بما يزيد عن 8% مقابل الدولار، ولكنها سرعان ما قلصت صعودها، كما تم تداول العملة الروسية عند أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع عند 99.25 للدولار بنسبة صعود 4.3% في تمام الساعة 5:30 مساءً بتوقيت موسكو.
كما ارتفع سعر العقود الآجلة لشهر أبريل ارتفع إلى 1504 دولارات لكل ألف متر مكعب، وذلك لأول مرة منذ أوائل مارس.
فيما قفز السعر البريطاني للتسليم في اليوم التالي بنسبة 11.8% ليغلق عند 246.00 بنسًا لكل وحدة حرارية.
أما في سوق الغاز الهولندي، فارتفع عقد الشهر الأول بنسبة 14.1% وأغلق عند 113.00 يورو لكل ميجاواط/ساعة بينما قفز سعر الربع الثاني بنسبة 15.3% إلى 113.00 يورو/ميجاواط ساعة.
aXA6IDE4LjIyMS45Ny4yMCA= جزيرة ام اند امز