عقوبات ثم"حقنة" بوتين.. 29 يوما عصيبا في حرب الروبل ضد الدولار
على وقع قرار موسكو بحربها في أوكرانيا، بدأ الروبل الروسي مرحلة ترنح وتقلبات قوية ما بين هبوط وصعود.
وإذا كانت العقوبات الاقتصادية الغربية غير المسبوقة ضد موسكو، ساهمت بشكل كبير في تراجع العملة الروسية، فقد حاول الرئيس الروسي بقرار بيع النفط والغاز بالروبل إنعاش عملته المحلية، قبل أن يهدف للضغط على الدول الغربية.
الروبل يوم بدء الحرب
مع بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا الخميس 24 فبراير/شباط 2022، هبط سعر الروبل الروسي خلال تعاملات ذات اليوم، إلى أدنى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي، حسبما ذكر موقع "إنفيستينج دوت كوم" في حينه.
ونزل سعر الروبل إلى مستوى 87.99 روبل مقابل الدولار، بتراجع يقترب من 10%.
الروبل ينخفض 30% مع بدء العقوبات
تسببت العقوبات الغربية المشدة في هبوط حاد للروبل الروسي بنحو 30% في مقابل الدولار، يوم الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، ووصل إلى 114,33 روبل للدولار في التعاملات الدولية، وفقا لوكالة "بلومبرج".
الروبل بعد قرار بوتين
أثار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تفاعلا بعد إعلانه، أمس الأربعاء، اعتماد العملة الروسية "الروبل" في الدفع مقابل الغاز الروسي بالنسبة لمن وصفهم بـ"الدول غير الصديقة".
وارتفع سعر صرف الروبل مقابل الدولار ليصل إلى 96.75 روبل مقابل الدولار الواحد بعد أن وصل لمستويات قياسية بالهبوط منذ بدء العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا وإعلان دول الغرب بمقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية عن فرض عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو.
سعر الروبل اليوم الخميس
عوضت العملة الروسية بعض خسائرها التي منيت بها في وقت سابق، وتم تداول العملة الأمريكية، اليوم الخميس 24 مارس/آذار 2022، دون مستوى 96 روبلا، وذلك للمرة الأولى في نحو 3 أسابيع.
وبحلول الساعة 14:02 بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بواقع 1.7 روبل إلى 95.99 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بواقع 2.59 روبل إلى 105.41 روبل، وفقا لبيانات بورصة موسكو، بحسب موقع روسيا اليوم.
وارتفعت العملة الروسية أمام نظيرتيها الأمريكية والأوروبية بعد أن أوعز بوتين للحكومة الروسية بتحويل مدفوعات صادرات الغاز الطبيعي من روسيا نحو أوروبا إلى عملة الروبل بدلا من اليورو في غضون أسبوع.
وقال بوتين، خلال اجتماع حكومي عقد اليوم الأربعاء، إن عددا من الدول الغربية اتخذ قرارات غير شرعية خلال الأسابيع الماضية بتجميد الأصول الروسية، الأمر الذي أظهر تقاعس الغرب عن الوفاء بالتزاماته وزعزع الثقة بعملاته.
تاريخ الروبل مع الدولار
في أوائل عام 2008، كان الدولار الأمريكي يساوي ما يقرب من 25 روبلا.
وانخفضت قيمة العملة الروسية بشكل كبير منذ ذلك الحين، ودفعت العقوبات الغربية المفروضة، ردا على الحرب الروسية في أوكرانيا إلى انهيار الروبل.
وأصبح بإمكان دولار أمريكي واحد أن يشتري 117 روبلا في موسكو بعد أن تراجعت العملة 10٪ وسجلت مستوى قياسيا جديدا، وفقا لـ"سي إن إن" عربية.
ولامس الروبل أقوى مستوياته عند سعر 94.98 مقابل الدولار الواحد 2 مارس/آذار الجاري.
ويقول ليام بيتش، الاقتصادي الناشئ في أوروبا في كابيتال: "يبدو أن قرار الرئيس بوتين محاولة من جانب السلطات الروسية لممارسة الضغط على الدول الغربية من خلال إجبار المشترين الأجانب للغاز الروسي على استخدام الروبل، مع فائدة إضافية تتمثل في دعم قيمة العملة،" وفقا لرويترز.