بعد إحباط محاولة الانقلاب في ألمانيا.. من هم "مواطنو الرايخ"؟
نفذت الشرطة الألمانية، اليوم الأربعاء، عمليات دهم في أنحاء البلاد واعتقلت 25 شخصا من أفراد "مجموعة إرهابية" من اليمين المتطرف يشتبه بقيامها بالتخطيط لشن هجمات لـ"إسقاط الدولة".
وأعلنت الشرطة الألمانية صباح اليوم عن مداهمات نفذتها في أنحاء البلاد واعتقلت خلالها 25 شخصا من حركة "مواطني الرايخ" المتطرفة يشتبه بقيامهم بالتخطيط لشن هجوم على مجلس النواب ومؤسسات اتحادية أخرى.
وهذه الحركة تدعى "رايخ برجر" (مواطني الرايخ)، وقال عنها تقرير سابق للإذاعة الألمانية "دويتش فيل" إنهم متطرفون وعنيفون.
ويعتقد عناصر هذه الحركة ألمانيا هي ببساطة مبنى إداري لا يزال محتلاً من قبل القوى الغربية، ولا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية "الرايخ الثالث" عقب الحرب العالمية الثانية سنة 1945.
ويعترف أغلب المنتسبين لحركة "مواطني الرايخ" بحدود ألمانيا عام 1937، أي قبل الحرب العالمية الثانية، والتي تضم أجزاءً من بولندا وفرنسا حالياً.
كما لا يعترفون بالمؤسسات الألمانية، مثل المحاكم والسلطات الحكومية، وكذلك بالقوانين. ومن ثم، فهم يهملون تقديم طلب فواتير الضريبة مثلاً أو دفع الغرامات الحكومية أو الاستجابة للدعوات الموجهة من قبل المحاكم والسلطات الألمانية.
وتتكون حركة Reichsbürger من عدد من المجموعات الصغيرة والأفراد، وقد أعلنوا "أقاليمهم الوطنية" الصغيرة الخاصة بهم ، والتي يسمونها "الإمبراطورية الألمانية الثانية" أو "دولة بروسيا الحرة" أو "إمارة جرمانيا".
ويقوم أعضاء هذه الحركة بطباعة جوازات السفر ورخص القيادة لدولهم المفترضة، حتى إنهم ينتجون قمصاناً وأعلاماً لأغراض الدعاية.
ويعلن مواطنو الرايخ بفخر عن نيتهم في "مواصلة القتال ضد جمهورية ألمانيا الاتحادية" على مواقعهم الإلكترونية.
وبدأت مجموعة منهم التخطط لتأسيس جيش خاص، فيما نقلت تقارير محلية عن مصادر أمنية أن أعضاء حركة "موطني الرايخ" من عدة ولايات ألمانية التقوا في "اجتماع تآمري" لتأسيس منظمة مسلحة.
وكانت السلطات قد بدأت بتتبع المنتمين إلى ما يسمى بـ"حركة موطني الرايخ"، بعد واقعة قتل شخص ينتمي إلى هذه الحركة لضابط ألماني تابع لوحدة شرطية خاصة، وذلك في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين أول عام 2016.
ووفقا لبيانات هيئات حماية الدستور في الولايات الألمانية (المخابرات الداخلية)، فإن أعداد "مواطني الرايخ" قد وصلت إلى 15600 شخص في مطلع عام 2018، يسكن أغلبهم في ولاية بافاريا جنوب البلاد (3500 شخص)، ثم بادن فورتمبيرج المجاورة (2500 شخص) وشمال الراين وستفاليا (2200 شخص).
فيما كانت السلطات الألمانية قد أعلنت في مطلع عام 2017 أن أعدادهم وصلت إلى نحو 10000 شخص، وهذا يعني أن أعدادهم ارتفعت بنسبة 56 في المائة خلال عام واحد فقط.
وتخشى السلطات الأمنية الألمانية من تجمع الناشطين والمجموعات غير المنظمة في الحركة للعمل سوية، خاصة أن الكثير منهم يملك أسلحة مرخصة وغير مرخصة قانونياً، بالإضافة إلى أن أكثر من 1000 من أعضاء الحركة يملكون ترخيصا أو أكثر لحمل السلاح.
ومعظم أتباع هذه الحركة من الذكور، وفي المتوسط تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ويميلون إلى أن يكونوا من شرائح المجتمع الفقيرة، ويتبنى المئات منهم الأيديولوجيات اليمينية الشعبوية والمعادية للسامية والنازية.
ووفقا لدويتش فيل، فقد احتج رؤساء البلديات في عدد من المجتمعات على أنهم تعرضوا للهجوم من قبل Reichsbürger ، لفظيًا وحتى جسديًا. وغالبًا ما يصور أعضاء الحركة مثل هذه الهجمات ثم ينشرونها عبر الإنترنت.
ويسبب انجذاب الجماعة للأسلحة النارية وتخزين الأسلحة قلقا للسلطات، حيث عثرت الشرطة على مخابئ كبيرة للأسلحة والذخيرة خلال عمليات تفتيش المنازل.
ففي هوكستر ، شمال الراين - وستفاليا حاولت مجموعة من "دولة بروسيا الحرة" بناء ميليشيا خاصة بها عن طريق تهريب الأسلحة من خارج البلاد في عام 2014.