سهم «إنتل» في ولاية ترامب الثانية.. هل يكون فرصة حقيقية لتحقيق الثروة؟
سيكون للفوز الذي حققه دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية آثارا كبيرة على شركة إنتل لصناعة الرقائق الإلكترونية التي عانت من مشاكل أدت لتراجع سهمها بنسبة 45% في 2024، وأطاحت بها خارج مؤشر داو جونز لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية.
وبعد أن كانت الشركة رائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية في العالم، الآن تخسر إنتل مليارات الدولارات في حين تعمل على خفض التكاليف بشكل كبير وتبحث عن مسار جديد للمضي قدما.
لكن سهم إنتل نفسه قد يكون فرصة حقيقية لتحقيق الثروة في العام القادم، إذا ما استفادت من الفرص التي يأتي بها عهد ترامب.
وبحسب "بيزنس انسايدر"، فإن تبني ترامب لسياسة الرسوم الجمركية الباهظة، ونفوره من قانون الرقائق الإلكترونية والعلوم، من الممكن أن يقلب خطة الشركة لاستعادة أهميتها رأسا على عقب، بطرق قد تكون جيدة أو سيئة.
الجانب الجيد من عودة ترامب بالنسبة لإنتل
وكانت أسهم إنتل قد قفزت بأكثر من 7٪ يوم الأربعاء إلى أعلى مستوى منذ أوائل أغسطس/آب الماضي بعد فوز ترامب المعروف بأنه مؤيد صريح للتصنيع الأمريكي، وهو الجانب الجيد الذي يمكن أن تستفيد إنتل منه في ولاية جديدة لترامب.
ولا تزال الشركة أكبر شركة لصناعة الرقائق في الولايات المتحدة، مع العديد من مصانع أشباه الموصلات الضخمة في البلاد.
وإذا كان هناك المزيد من الضغط السياسي لإنتاج أشباه الموصلات محليًا، فقد يؤدي ذلك إلى إرسال المزيد من الطلبات إلى إنتل.
وتتمثل إحدى استراتيجيات التعافي الحالية لشركة إنتل في بناء أعمالها في مجال الصب، والذي من خلاله تصنع الرقائق لشركات أخرى.
هذا الجانب من سياسة التصنيع في حاجة ماسة إلى عملاء جدد، لذا من المرجح أن تكون أي دفعة مستوحاة من ترامب هنا موضع ترحيب.
وقال متحدث باسم "إنتل" لبيزنس انسايدر"، إنه "بصفتها الشركة الأمريكية الوحيدة التي تصمم وتصنع الرقائق المتطورة، فإن إنتل لديها دور مهم للغاية، ونحن نتطلع إلى العمل مع إدارة ترامب بشأن هذه الأولوية المشتركة".
ترامب معارضا لقانون الرقائق
رغم هذا الجانب الإيجابي المحتمل الذي قد يعود على إنتل من ولاية ثانية لترامب، يبقى ترامب معارضًا صريحًا لقانون الرقائق والعلوم لإدارة بايدن وقد لاحظ المطلعون على إنتل ذلك.
وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل بات جيلسنجر على أسئلة داخلية حول هذا الأمر، وأنه مع فوز ترامب، هل يمكن أن تفوت الشركة 8.5 مليار دولار من الدعم المالي المحتمل من هذا التشريع؟
وأبلغ جيلسنجر اجتماعًا للشركة أن القانون تم تمريره بدعم من الحزبين.
ومع ذلك، لم تتلق إنتل أي أموال من قانون الرقائق بعد، وقال جيلسنجر لبلومبرغ مؤخرًا أن الأموال تأتي ببطء شديد، خاصة وأن إنتل استثمرت 30 مليار دولار في قدرات التصنيع الجديدة.
وأبلغ المتحدث باسم إنتل بلومبرغ أن الشركة ستواصل العمل مع إدارة بايدن لاستكمال التمويل من قانون الرقائق.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية: "لقد صرحت وزارة التجارة علناً بأنها تريد إكمال هذه العملية بحلول نهاية العام، وسنواصل القيام بدورنا لاستعادة ريادة تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة".
ترامب يحب التعريفات الجمركية
من المخاوف التي تترقب إنتل ما سيكون لها من تأثير عليها في المستقبل، الأداة المفضلة لدى ترامب لتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة وهي رفع التعريفات الجمركية.
وكانت التعريفات الجمركية على الواردات، وخاصة من الصين، السمة المميزة لولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض، وواصلت إدارة بايدن هذه الاستراتيجية ولكن بمستويات معقولة، غير أن ترامب الجريء قد يأخذها إلى مستوى غير مسبوق في السنوات القادمة.
وسبق أن قال ترامب لمذيع البودكاست جو روجان مؤخرًا، "يمكن أن تصبح هذه الدولة غنية باستخدام التعريفات الجمركية والاستخدام السليم لها".
ولأن صناعة أشباه الموصلات عالمية، فإن أي تعريفات جمركية تحد من التدفق الحر للمواد والمكونات من خلال سلسلة توريد التكنولوجيا، سيشكل مشكلة كبيرة محتملة لشركات هذا القطاع وفي مقدمتهم إنتل.
وعلى الرغم من أن معظم الرقائق عالية التقنية تُصنع في تايوان، إلا أنها تتطلب مواد من جميع أنحاء العالم ويمكن أن تتأثر بالتعريفات الجمركية اعتمادًا على ما يقرر ترامب استهدافه.
وكتب المحلل التقني بن طومسون يوم الأربعاء أن تحفيز الطلب على منتجات إنتل هو استراتيجية أكثر إقناعًا، مضيفًا أن التعريفات الجمركية قد تخلق فجوة في الأسعار بين الرقائق المصنوعة في الولايات المتحدة والرقائق المصنوعة في الخارج.
وأوضح "طومسون"، "المشكلة هي أنني لا أعتقد أن هذا سيكون كافياً لمساعدة إنتل، ولكن قد يكون كافياً لإجبار شركة صناعة الرقائق التيوانية العملاقة TSMC على وضع مصانع متطورة على الأراضي الأمريكية".
ترامب لديه آراء قوية بشأن تايوان
ويقول بيزنس انسايدر، إن التهديد المحتمل الذي يلوح في الأفق من جانب الصين على تايوان يزيد من الحالة الهشة لصناعة الرقائق، وذلك لأن معظم شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك شركة أبل، تعتمد على شركة TSMC التايوانية لصنع الرقائق التي تصممها، ويرى ترامب أن هذه السياسة تعتبر مشكلة، حيث قال لروغان في نفس المقابلة، "تايوان، لقد سرقوا أعمالنا في مجال الرقائق".
وتبقى شركة TSMC هي الشركة الوحيدة القادرة على تصنيع أحدث الرقائق على نطاق واسع بشكل موثوق.