الولاية الثانية.. هذا ما سيفعله ترامب وما يحجم عنه
وسط سلسلة طويلة من الوعود الانتخابية ومع تشكيل فريقه الجديد الذي يضم عددا من الشخصيات المثيرة للجدل، يعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في ولاية ثانية، اجتهد خبراء لرسم صورة حول ملامحها.
وقدمت صحيفة «التليغراف» البريطانية رؤية لمجموعة من خبرائها حول ما سيفعله ترامب في ولايته الثانية وما لن يفعله.
الجيش
في حملته الانتخابية، تحدث ترامب عن خططه لاستخدام الجيش لأغراض محلية، بما في ذلك المساعدة في عمليات الترحيل الجماعي ومواجهة الاضطرابات المدنية وتعهد باستدعاء آلاف القوات الأمريكية من الخارج ونشرها على الحدود مع المكسيك لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
كما تعهد ترامب بتطهير الجيش مما يسمى بالجنرالات "المستيقظين"، وحظر خدمة المتحولين جنسياً في الجيش.
وتمثل رؤية ترامب تحولا دراماتيكيا في دور الجيش في المجتمع الأمريكي، مما يحمل آثارًا على مكانة البلاد في العالم والقيود التي تم فرضها تقليديًا على الاستخدام المحلي للجيش.
ويشير مصطلح «القادة المستيقظين» إلى قادة الجيش الذين يُعتقد أنهم يتبنون أو يروجون لسياسات وتوجهات مرتبطة بمبادئ العدالة الاجتماعية، والتنوع، والشمولية، والتي تُعرف أحيانًا بـ«سياسات الاستيقاظ» أو «Woke Policies» في الخطاب السياسي الأمريكي.
الأعداء
منذ إطلاق حملته الانتخابية في 2022، أعلن ترامب دائما نيته استخدام سلطة الرئاسة لاستهداف أعدائه مثل بايدن و«عائلته الإجرامية بأكملها»، والأفراد الذين عزلوه في ولايته الأولى، والمدعين العامين والقضاة المرتبطين باتهاماته الجنائية، ومسؤولي الإدارة السابقين الذين تحولوا إلى منتقدين.
وإذا اختار ترامب تعيين مدع خاص لمقاضاة أعدائه، فسيحتاج إلى تفكيك الجدار الذي يفصل وزارة العدل عن البيت الأبيض منذ أيام فضيحة ووترجيت التي أطاحت بنيكسون.
وقد تأتي المقاومة للحرب القانونية من القضاء الذي يمثل رقابة دستورية على تجاوز السلطة التنفيذية، وقد يرفض القضاة القضايا ذات الدوافع السياسية.
شركات التكنولوجيا
كان مليارديرات التكنولوجيا في وادي السيليكون على خلاف مع ترامب خلال ولايته الأولى، بلغ ذروته عندما تعرض للحظر على منصات "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" عقب هجوم الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
لكنّ الأمور ستختلف خلال ولايته الثانية خاصة بعدما أصبح كبار الشخصيات في عالم التكنولوجيا من أكبر الداعمين الماليين لترامب خلال الانتخابات، وبالتالي تمت مكافأتهم.
وبالإضافة إلى إيلون ماسك، الذي يبدو حاضرًا دائمًا إلى جانب ترامب، فإن حلفاء آخرين على اتصال منتظم بالرئيس المنتخب مثل المدير التنفيذي السابق لشركة باي بال ديفيد ساكس.
ووعد ترامب بإلغاء قيود الذكاء الاصطناعي التي فرضها الرئيس جو بايدن، ومن المرجح أن يخفف القواعد على التقنيات مثل السيارات ذاتية القيادة كجزء من جهود الحفاظ على التفوق التكنولوجي على الصين.
ودائما ما كانت مواقف ترامب مرنة، فرفض سابقا عملة البيتكوين، باعتبارها «ليست نقودًا»، لكنه تحول إلى العملات المشفرة بعد ضغوط مكثفة من الصناعة. وبعدما حاول حظر تيك توك، يسعى الآن إلى إنقاذ التطبيق، الذي قربه من الناخبين الشباب.
لكنّ السؤال الآن: إلى متى سيصمد تحالف التكنولوجيا و"ماغا" أوتيار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"؟ ويتردد أن ترامب منزعج من جذب ماسك للاهتمام إذا انهار التحالف، فقد لا يبقى الرئيس الأمريكي على موقفه المؤيد للتكنولوجيا.
الاقتصاد
لا يزال نمو الولايات المتحدة موضع حسد العالم، ومن المتوقع أن يؤدي وعد ترامب بخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية إلى زيادة فجوة النمو بين الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى، لكنّ هذه التدابير قد تؤدي أيضًا إلى تأجيج التضخم، مما يحد من التوسع.
وهناك قضية رئيسية أخرى وهي الديون، فمن المتوقع أن تقترض أمريكا نحو 1.9 تريليون دولار كل عام خلال العقد المقبل لسد الفجوة بين الضرائب والإنفاق، مما يرفع ديون البلاد إلى 122% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2034.
الهجرة
تعهد ترامب بتنفيذ «أكبر جهد ترحيل في التاريخ الأمريكي» لإبعاد حوالي 11 مليون شخص يقيمون في الولايات المتحدة بدون وضع قانوني.
ومنذ اليوم الأول في البيت الأبيض، من المتوقع أن يعيد ترامب بناء الجدار على الحدود مع المكسيك، لمنح ضباط الهجرة الفيدراليين المزيد من الصلاحيات لاعتقال الأشخاص وإنهاء البرامج الإنسانية للمهاجرين، كما تعهد بإحياء ما يسمى بحظر سفر المسلمين وإنهاء حق المواطنة بالولادة.
واقترح الجمهوريون أن ترامب قد يستخدم أدوات قانونية قديمة لاحتجاز المهاجرين دون جلسة استماع وإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود حتى يمكن إعادة توجيه الموارد العسكرية نحو جهود الترحيل.
ورغم إصرار الجمهوريين على عدم وجود تكلفة لعمليات الإبعاد، حذر خبراء الهجرة من أن تكلفتها قد تبلغ 968 مليار دولار، وهو ما يقول الجمهوريون إنه مبلغ ضئيل مقارنة بالعبء الحالي للمهاجرين.
مكتب التحقيقات الفيدرالي والاستخبارات
هز ترامب مجتمع إنفاذ القانون عندما أعلن تعيين كاش باتيل، مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي وهو ما يشير إلى أنه سيسعى خططه لتنفيذ تهديداته برئاسة "انتقامية"، يستخدم خلالها المكتب للتحقيق مع أعدائه السياسيين وتطهير موظفي الخدمة المدنية المحترفين.
وباتيل معروف بانتقاده الصريح لمكتب التحقيقات، لكنه قال الشهر الماضي إنه لا ينوي فتح تحقيقات مع الديمقراطيين انتقاما من مقاضاة وزارة العدل لترامب.
كما أثار ترامب الجدل بتعيين تولسي جابارد، كمديرة للمخابرات الوطنية والتي أدانت سابقا عمل وكالة المخابرات المركزية، وأشارت إلى أن وكالات الاستخبارات كذبت بشأن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
تخفيضات الميزانية
سيطلق ترامب تخفيضات هائلة في بعض مجالات الميزانية الفيدرالية، داعيا بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى تضمين التخفيضات في التشريع الأول خلال الولاية الثانية مع أهداف رئيسية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة التعليم.
وسيكون من الضروري إجراء بعض التخفيضات لموازنة الميزانية، وسيعمل إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، رجل الأعمال على تحديد طرق لخفض الميزانية الفيدرالية من خلال "وزارة كفاءة الحكومة" الجديدة، لكنّ بعض المنتقدين قالوا إنه لا يمكن إلغاء العديد من الوكالات دون موافقة الكونغرس.
كما اقترح ترامب -أيضًا- إلغاء سقف الدين، وهو الحد الذي يفرضه الكونغرس على الإدارة للاقتراض لدفع الفواتير ولا تلقى هذه الخطة استحسان بعض أعضاء الحزب الجمهوري.
الطاقة
تعهد ترامب بخفض أسعار الطاقة إلى النصف في غضون 12 شهرًا من خلال إطلاق العنان لتطوير الوقود الأحفوري.
وستتحرك إدارته لتقليص حجم المعالم الوطنية، مما يسمح له "بالحفر" على مساحة أوسع من الأراضي الفيدرالية، في حين تعمل على خفض الحماية البيئية التي تزعم الصناعة أنها تدفع التكاليف إلى الارتفاع بمليارات الدولارات.
ومع ذلك، فإن إصدار عقود إيجار النفط والغاز قد يكون عرضة للتحدي القانوني كما يشكك الخبراء في أن تؤدي تحركات ترامب لخفض أسعار الطاقة للنصف.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjM5IA== جزيرة ام اند امز