وزير خارجية ترامب.. خبيران يرصدان لـ"العين" سياساته المتوقعة
ترامب اختار الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" ريكس تيلرسون لمنصب وزير الخارجية، واصفا إياه بأنه "تجسيد للحلم الأمريكي".
انقسم خبيران متخصصان في الشؤون الدولية، حول مآل اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" ريكس تيلرسون، أكبر شركة في قطاع النفط لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، حيث ذهب الأول إلى أنه اختيار "أميل لمصلحة الخليج العربي"، فيما رأى الأخر أنه "سيعمل على مصلحة بلاده"، وحدها وفي مقدمتها الحصول على النفط بأقل الأسعار.
غير أن الخبيرين اتفقا في أن الإدارة الأمريكية لترامب ستكون أميل إلى رموز الرأسمالية ورجال الأعمال.
واليوم الثلاثاء، أعلن دونالد ترامب رسميا عن اختياره الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" ريكس تيلرسون لمنصب وزير الخارجية الأمريكي، واصفا إياه بأنه "تجسيد للحلم الأمريكي".
زياد عقل، الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية (حكومي) قال لبوابة "العين" الإخبارية إن اختيارات ترامب في الإدارة، بما في ذلك وزير خارجيته المستقبلي، أميل لمصلحة الخليج أكثر.. هذا الاختيار له بعد مهم من الشراكة الأمريكية الخليجية.. خاصة أن الإدارة الأمريكية تضع في الاعتبار قلق الخليج من الاتفاق النووي الإيراني.. وأتوقع أن الإدارة الأمريكية لترامب ستكون داعمة لمزيد من التكامل الاقتصادي.
وبشأن ما إذا كان هناك خاسرون من هذا الاختيار قال عقل: الخاسرين لن يخرجوا عن بعض الفاعلين في المنطقة العربية مثل التنظيمات المتشددة والعناصر العربية غير المحورية، لافتا إلى أنه بالنسبة إلى مصر فإن حجم التوافق بين الرئيسين ترامب والسيسي كبير ويكفي كدليل على أن الإدارة ستأخذ في اعتبارها مصلحة الطرفين.
مختلفا معه، قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن اختيار ترامب لوزير الخارجية الأمريكية سيكون أميل لمصلحة بلاده وحدها، التي تريد الحصول على نفط الخليج بسعر زهيد، مشيرا إلى أن ترامب رجل الأعمال في الأساس ومن ثم هو يبحث عن مصلحته أولا.
وتوقع كل من عقل وصادق أن تضم الإدارة الأمريكية رموز رأسمالية ورجال أعمال لهم باع في الاستثمارات خارج أو داخل أمريكا، ممن سيعملون على مصلحة الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالشق الاقتصادي.
في الجهة المقابلة، قال منذر سليمان، الخبير الدولي، المتخصص في الشؤون الدولية العسكرية والسياسية، لبوابة "العين"، إن أي كان الاختيار فإن أي مسؤول يتقلد منصب رفيع في الإدارة الأمريكية سينفذ السياسة الأمريكية، بغض النظر عن مصالح الأطراف الأخرى.
وأضاف أنه ليس بالضرورة أن يكون شخص أقرب لأي طرف لكن يكفي أن يكون الأقرب لسياسة بلاده.
ولا يعرف بعد ما إذا كان اختيا ر ترامب لوزير الخارجية الجديد سيعمل لصالح الخليج، أم لإسرائيل التي اتفق الخبراء الثلاثة على أنها ليست في حاجة لاختيار بعينه، فهناك مصالح ثابتة لها مع الإدارة الأمريكية، لا تزعزها التغييرات.
ويرى مراقبون دوليون أن اختيار تيلرسون (64 عاما) قد يصب في صالح العلاقات الأمريكية الروسية، خاصة أن الوزير الجديد يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، وهو ما يصب في صالح تطبيع العلاقات مع روسيا، ما يتوافق مع اختيار وعود ترامب خلال الحملة الانتخابية بتحسين العلاقات مع الدب الروسي بعد توتر في السنوات الأخيرة، لا سيما في الملف السوري.
وفي بيان لفريق ترامب الانتقالي، اليوم، أعرب الرئيس المنتخب عن ثقته بأن وزير الخارجية الجديد سيعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي وسيركز على مصالح الأمن القومي المحورية للولايات المتحدة.
وأضاف ترامب أن تيلرسون يجيد إدارة مشاريع عالمية، وله علاقات ممتازة مع مختلف الزعماء عبر العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز