واتساب يحث الأمريكيين على التخلي عن رسائل SMS.. لماذا؟
منذ بداية العام الحالي، ظهرت سلسلة من الحملات الإعلانية على شاشات التلفاز ولوحات الإعلان في الطرق بالولايات المتحدة من قبل واتساب.
ويرتكز مضمون تلك الحملات على تحذير بارز لمرسلي رسائل المحمول القصيرة أو ما يعرف بـSMS.
رسائل غير مأمونة
ومن خلال تلك الحملات تجد رسالة SMS على غرار "أعتقد أنني تركت السيارة غير مقفلة، هل يمكنك التحقق؟" ملصقة على إحدى اللوحات الإعلانية وبجوار تلك الرسالة نص: "إذا لم تكن نصوصك الشخصية مشفرة من طرف إلى طرف، فهي ليست خاصة"، يحمل توقيع واتساب.
وفي إعلان تلفزيوني، يسلم ساعي البريد الرسائل والحزم المفتوحة بالفعل إلى المستلمين الغاضبين، قبل أن يخبرهم أن "كل نص (SMS) ترسله مفتوح مثل رسائلك".
هذه التحذيرات أيضا يقدمها واتساب، صاحب أشهر خدمة مراسلة عبر الهاتف المحمول والتي استحوذ عليها فيسبوك في 2014، حيث يروج لنفسه باعتباره بوابة آمنة للرسائل النصية مع إتاحة خدمة التشفير لتلك الرسائل.
وفيما يواصل واتساب نموه منذ استحواذ فيسبوك عليه ليصبح قوة هائلة يستخدمها أكثر من ربع سكان العالم، إلا أنه ما زال هذا العملاق يواجه صعوبة في سوقه المحلي في الولايات المتحدة والصغير نسبيًا مقارنة بعملائه من خارج هذا السوق.
وتشير البيانات التي تمت مشاركتها مع CNN Business من قبل شركة الأبحاث eMarketer إلى أن WhatsApp كان لديه أقل من 63 مليون مستخدم في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، أو حوالي 19% من سكان البلاد، وهي نسبة بعيدة عما يمثله جمهوره في بلدان مثل الهند والبرازيل وإندونيسيا حيث يعد من بين أكثر وسائل الاتصال شيوعًا.
ففي الهند وحدها يوجد ما يقرب من 500 مليون مستخدم لتطبيق WhatsApp وفقًا لـeMarketer، وهو ما يمثل أكثر من ثلث سكانها وأكثر من نصف قاعدة مستخدمي الإنترنت.
أول حملة إعلانية
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها WhatsApp، الذي رفض مشاركة إحصاءات حول عدد المستخدمين لديه حاليًا في الولايات المتحدة، بتشغيل حملة إعلانية في البلاد.
وفي هذا الإطار كشف إيشان بونادوراي، رئيس قسم التسويق في المنصة والذي قاد الحملة الإعلانية، في بيان لـ سي إن إن بيزنس، وجود فجوة لعملاء واتساب في الولايات المتحدة مقارنة مع بقية العالم، قائلا: "نحن فقط نقدم أنفسنا في الولايات المتحدة بطريقة ما."
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه فيسبوك، المعروف الآن باسم Meta، لتوسيع نطاق واتساب إلا أنه يعول على هذا التطبيق الذي لم يأخذ حظه في السوق الأمريكي مثل باقي منصات التواصل التابعة لشركة ميتا.
ولا تزال منصات الوسائط الاجتماعية لشركة Meta تشكل جوهر أعمالها حتى في الوقت الذي تسعى فيه للقيام بدور محوري واسع النطاق للواقع الافتراضي.
ويأتي السعي لتوسيع قاعدة عملاء الواتس في وقت تواجه فيه ميتا تباطأ نمو مستخدمي Facebook بعد أن أشبع العالم ومواجهته لمنافسة متزايدة من منصات أخرى مثل TikTok، خاصة للمستخدمين الأصغر سنًا، كما تضررت أعمال إعلانات Meta أيضًا من تغييرات خصوصية Apple حول تتبع نشاط المستخدم.
وفي حين أن تطبيقات مثل Facebook و Instagram تُستخدم بالفعل على نطاق واسع في الولايات المتحدة وليس لديها مجال كبير للنمو ، فإن إمكانات WhatsApp أكبر بكثير.
ويدر تطبيق المراسلة الأشهر والذي كلف فيسبوك نحو 19 مليار دولار منذ ما يقرب من عقد من الزمان، القليل من الإيرادات، إلا أن ميتا تحاول تغير ذلك الآن.
ويرى الخبراء أنه يمكن أن يكون لتعزيز تطبيق WhatsApp في الولايات المتحدة تأثيرات إيجابية مضاعفة على منصاتها الأخرى وخلق فرص جديدة لتحقيق الدخل في سوق مربحة. ولكن للوصول إلى هناك ، يجب على WhatsApp أن يخوض معركة شاقة لتغيير الطريقة التي يرسل بها الأمريكيون رسائلهم نصية، وربما ايضا صورتهم الذهنية التي ينظرون بها إلى الشركة الأم لـ واتساب
الكفاح من أجل التغيير
ومع أكثر من 2 مليار مستخدم على مستوى العالم، أصبح WhatsApp خدمة المراسلة المهيمنة في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الكثير من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وحتى الآن فإن الحال في الولايات المتحدة ليس كذلك، حيث يستخدم أكثر من نصف البلاد أجهزة iPhone وتطبيق iMessage الافتراضي الخاص بهم.
وبالنسبة لغير مستخدمي iPhone، فإن الرسائل النصية التقليدية لا تزال، والمعروفة أيضًا باسم(SMS أو MMS لمشاركة الصور) هي الحل الأمثل. وتم إرسال أكثر من 2.2 تريليون رسالة نصية في الولايات المتحدة في عام 2020، وفقًا لـ CTIA ، وهي مجموعة تجارية لصناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الولايات المتحدة.