هؤلاء «المحايدون» الصامتون ليسوا جديرين بأن يوكل إليهم بناء فكر أجيالنا، ولا يستحقون أن يكونوا في مقدمة الحفاوة.
وبكل علانية وسر، لم يعد خافياً على أحد، أن وطننا العظيم مستهدف من أطراف دولية وإقليمية وداخلية حاقدة عليه وعلى قادتنا ومجتمعنا، يريدون بكل ما أوتوا من خسةٍ وغدرٍ تقويض أركان «الأمن» في هذا البلد الآمن، مُجندين لهذه الغاية وهذه الأهداف كل الوسائل والإمكانات المتاحة وغير المتاحة!
ونحن إذ نعيش حرباً مفتوحة مع أعدائنا وعلى عدة جهاتٍ وعلى جميع الصعد، وفي ظل هذه المواجهة، انبرى الشعب السعودي العظيم استبسالاً ودفاعاً عن «السعودية العظمى» فخراً وإباءً وإهاباً.. إلا أن هناك فئاتٍ من أفراد وطننا، محسوبة على جميع الأطياف، الدينية والثقافية والأكاديمية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية.. يمارسون «الصمت» المخيف بحجة «الحياد» أو «الفتنة» أو «الاسترزاق».. وهذه والله «الخيانة» بعينها أبى من أبى أو تجاهل وارتأى!
هؤلاء «المحايدون» الصامتون ليسوا جديرين بأن يوكل إليهم بناء فكر أجيالنا، ولا يستحقون أن يكونوا في مقدمة الحفاوة، فقد تخلفوا عن أداء واجبهم في حقبةٍ خطيرة ومواجهة مصيرية مع أعداء الوطن في جميع اتجاهاته بكل عقوق تجاه ما يراد من سوءٍ لبلادنا وقيادتنا وعقيدتنا
نعم هؤلاء «المحايدون» بكل ألوان السلبية والبجاحة والصفاقة يريدون فقط أن ينعموا بخيرات هذا الوطن، ويعيشون بأمنه وأمانه ومقدراته، ينافسون غيرهم على صدارة الحفاوة والحظوة أزماناً، تاركين تأثيرهم و«الواجب» في مواجهة كل ما يضر الوطن وأمنه ومستقبله خلف ظهورهم بكل جبنٍ وتخاذل وخيانة.
هؤلاء «المحايدون» الصامتون ليسوا جديرين بأن يوكل إليهم بناء فكر أجيالنا، ولا يستحقون أن يكونوا في مقدمة الحفاوة، فقد تخلفوا عن أداء واجبهم في حقبةٍ خطيرة ومواجهة مصيرية مع أعداء الوطن في جميع اتجاهاته بكل عقوق تجاه ما يراد من سوءٍ لبلادنا وقيادتنا وعقيدتنا وكل مقومات حياتنا.
أيها «المحايدون» لم يعد لكم اليوم مكان بيننا؛ فعدم مناصرتكم لحق «الوطن»، وتحفظكم عن وقوفكم بجانبه، لا يعني سوى أنكم مع الباطل، وهذه «خيانة» عظمى؛ فتدينكم أو ثقافتكم أو شهرتكم أو علمكم.. إن لم تخدموا بها وطنكم اليوم وكل يوم، فهي حتماً ستكون وبالاً عليكم وعلى مصالحكم ونواياكم، ولتسألوا أنفسكم: ماذا قدمتم لوطنكم والكل يحاول النيل منه؟ وإلى متى هذا التهاون وهذا الصمت والحياد «المريب»؟ ولماذا؟ ومن أجل من؟!
سنترك الإجابات لخيانتهم وفضيحتهم؛ ويبقى أن زمن التواكل والاتكالية قد ولّى في وطني، والجميع بلا استثناء اليوم واجبه الوقوف مع قادتنا، والمحافظة على وطننا وبناء مستقبلنا، وجعل ذلك نصب أعيننا تواصياً بالحفاظ عليه والدفاع عنه في كل محفل وفي كل مناسبة ومنبر وتغريدة ورسالة؛ لنكون يداً واحدة، صوتاً واحداً، جسداً واحداً في وجه كل من يحاول المساس به أو تعكير صفوه، ومن هنا لا مكان بيننا للمجاملة أو المداهنة أو التقاعس، فليس على الإنسان أغلى من وطنه.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة