موجات الحر الشديدة تختبر الصمود.. السيارات الكهربائية أم التقليدية؟

مع اشتداد موجات الحر القياسية التي تضرب مناطق عدة حول العالم، يزداد التساؤل حول قدرة السيارات الكهربائية على الصمود أمام درجات الحرارة المرتفعة مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل، خاصة في مناطق شديدة الحرارة.
حرارة الصيف.. التحدي الأكبر للبطاريات
الحرارة المرتفعة تمثل تحديًا رئيسيًا للسيارات الكهربائية، إذ تُظهر البيانات الصادرة عن شركة "تسلا" وتقارير مجلة "InsideEVs" أن البطاريات تعمل بكفاءة مثالية في نطاق يتراوح بين 15 و30 درجة مئوية، لكن مع تجاوز حاجز الأربعين تبدأ البطارية في فقدان قدرتها مؤقتًا أو تُستنزف بشكل أسرع.
غير أن الطرازات الحديثة مثل "Tesla Model 3" و"BMW i4" مزودة بأنظمة تبريد سائل متقدمة، تمنح البطارية قدرة أكبر على الثبات حتى في الأجواء القاسية.
محركات البنزين.. صمود مشروط بالصيانة
وفي الوقت الذي تعتمد فيه محركات الوقود التقليدية على أنظمة تبريد بالماء والزيت، تبقى هذه الأخيرة عرضة للأعطال إذا لم تتم الصيانة بشكل منتظم، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى عكس السيارات الكهربائية، فإن تشغيل المكيف في السيارات التقليدية لا ينعكس بشكل ملحوظ على استهلاك الوقود، بينما يمكن أن يقلص مدى السيارة الكهربائية بنسبة تتراوح بين 10 و15% وفقًا لموقع "Car and Driver".
تجربة ألمانية تكشف الفارق
وفي سياق متصل، جاءت دراسة أجراها نادي السيارات الألماني "ADAC" لتسلط الضوء على ميزة إضافية للسيارات الكهربائية في مواجهة الحر.
فقد أُجريت تجربة داخل غرفة مناخية تحاكي يومًا صيفيًا بدرجة حرارة 35 مئوية وضوء شمس اصطناعي قوي، باستخدام سيارة "Tesla Model Y" بشحن يبلغ 60%، مع ضبط المكيف على 20 درجة مئوية وتشغيل وضع "المخيم" الذي يسمح باستمرار التبريد مع استهلاك طاقة منخفض.
وعلى مدار 8 ساعات كاملة، استهلك المكيف نحو 12 كيلوواط/ساعة فقط، أي ما يعادل 16% من سعة البطارية، فيما حافظت المقصورة على درجة حرارة أقل من 25 مئوية رغم وصول حرارة لوحة القيادة إلى 45 مئوية والزجاج الأمامي إلى أكثر من 60.
أما في السيارات التقليدية، فقد أظهرت الاختبارات أن استهلاك المحرك في نفس الظروف يتراوح بين لتر ولتر ونصف من الوقود في الساعة، أي ما يعادل 10 إلى 15 كيلوواط/ساعة من الطاقة، فضلًا عن الانبعاثات الناتجة عن العادم، ما يبرز ميزة الكفاءة الواضحة لصالح السيارات الكهربائية.
ومع ذلك، فإن الاعتماد على الطرازات الحديثة واتباع أساليب الاستخدام الصحيحة يظل شرطًا أساسيًا لنجاح السيارات الكهربائية في مواجهة الصيف.
الخبراء يؤكدون أن التطور السريع في أنظمة التبريد والتحكم الحراري للبطاريات يجعل هذه السيارات أكثر قدرة على التعامل مع المناخات القاسية، ما يعزز مكانتها كخيار عملي وبيئي حتى في ذروة الحر.
ولتفادي أي تأثير سلبي للحرارة على السيارة الكهربائية، ينصح الخبراء بركنها في أماكن مظللة أو استخدام عوازل حرارية للنوافذ، وتفعيل ميزة "التبريد المسبق" قبل الانطلاق، إضافة إلى تجنب شحن البطارية بنسبة 100% في الأجواء الحارة والاكتفاء بين 50 و80%، مع متابعة ضغط الإطارات بانتظام.
وبين النماذج التي أثبتت جدارتها في الأجواء الحارة، يبرز طراز "Tesla Model Y" بمدى يصل إلى 505 كيلومترات وقدرة على التحمل فوق 45 درجة مئوية، إلى جانب "Hyundai Ioniq 6" بتصميم ديناميكي وتبريد مزدوج ومكيف عالي الكفاءة، وكذلك "Ford Mustang Mach-E" الذي يقدم أداءً قويًا ونظام تبريد نشط ومكيف سريع الاستجابة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIyIA== جزيرة ام اند امز