من هو "أبوبكر شيكاو" زعيم بوكو حرام الذي قتله "داعش"؟
جاء إعلان مقتل أبو بكر شيكاو، زعيم تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، لينهي جدلا أثير خلال الأيام الماضية حول مصير قائد التنظيم الأكثر دموية بأفريقيا.
ووفق تسجيل صوتي حصلت عليه وكالتا "رويترز" و"فرانس برس"، قال شخص يزعم أنه أبو مصعب البرناوي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي في غرب أفريقيا، إن شيكاو قتل 18 مايو/أيار الماضي بعد تفجير عبوة ناسفة عندما لاحقه عناصر التنظيم في أعقاب معركة.
وأضاف البرناوي: "لقد قتل نفسه على الفور بتفجير عبوة ناسفة".
وفي الوقت نفسه، أكد تقرير للمخابرات النيجيرية، نشره مسؤول حكومي وباحثون معنيون بجماعة بوكو حرام، أن شيكاو قتل.
وعلى مدى 12 عاما مضت، ترددت تقارير عن مقتل زعيم بوكو حرام في عدة مناسبات، منها إعلانات من الجيش، لكنه كان يظهر لاحقا في تسجيل مصور.
ويعد أبو بكر شيكاو، زعيم "بوكو حرام" و"أمير أفريقيا" في تنظيم "داعش"، عراب الفوضى وسفك الدماء في غرب ووسط القارة السمراء.
ولد في بلدة شيكاو، التي تتبع منطقة ترمووا المحلية بولاية يوبي وهو ينحدر من قبائل كانوري.
درس بكلية بورنو للدراسات القانونية والإسلامية إلا أنه ترك الكلية لأسباب أيديولوجية دون الحصول على شهادة.
قائد التنظيم الأكثر دموية في أفريقيا، الذي نشر خط الدم والإرهاب في 4 دول سمراء هي تشاد والنيجر والكاميرون ونيجيريا منذ عام 2010، حاول كتابة نهاية تشبه قصص أعتى المجرمين في التاريخ؛ عبر الانتحار.
وبايع شيكاو سميه زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي آنذاك قبل مقتله في 2015، ليتحول تنظيم "بوكو حرام" الذي اشتهر بخطف فتيات المدارس في نيجيريا، إلى "ولاية غرب أفريقيا"، ويتوسع في دول مجاورة مع تدفق أموال "داعش".
ولكن نهاية الرجل جاءت أيضا على أيدي التنظيم في مواجهة دموية مع مجموعة منافسه تابعة لـ"داعش"، ما اضطره لتنفيذ محاولة انتحار اختلفت الروايات حول تفاصيلها، ومصيره بعدها.
فهناك رواية تفيد بأنه أصاب نفسه برصاصة اخترقت صدره، ورواية أخرى تقول أنه فجّر نفسه حتى لا يقع في الأسر، قبل أن يؤكد التسجيل الرواية الأخيرة.
وتعود جذور هذه الاشتباكات إلى عام 2016، حين انقسمت "بوكوحرام" إلى جماعتين، الأولى بقيادة أبوبكر شيكاو ومعه القادة التاريخيون للجماعة، وجماعة أخرى تابعة لتنظيم "داعش" معقلها في محيط بحيرة تشاد، وتتقاتل الجماعتان على الزعامة في غرب ووسط أفريقيا.
وقبل سنوات، خصصت الولايات المتحدة 7 ملايين دولار كمكافأة لمن يدل على شيكاو الذي يعتبر أكثر المطلوبين للعدالة في أفريقيا منذ اختطافه 300 تلميذة بمنطقة شيبوك النيجيرية في 2014، وهي الواقعة التي أثارت استياء دوليا واسعا.
ويعد شيكاو أحد أكثر الإرهابيين وحشية وإجراما في العالم، ويوصف بأنه "أمير حرب" حول جماعة بوكو حرام من طائفة أصولية مغمورة إلى جيش من الإرهابيين وتسبب في مقتل عشرات الآلاف في مواجهات مع الأمن النيجيري.