لقد عانينا من هؤلاء الانتهازيين المحتالين، ممن يمتطون الدين لأهداف وغايات مشبوهة، أشد المعاناة، وحان الآن وقت فضحهم وحسابهم
من يقرأ تداعيات أزمتنا مع قطر، يجزم بأن الأزمة ستطول، وربما تتفاقم أكثر، فلسان حال القطريين يقول: إما أن تتركونا نتدخل في شؤونكم، ونُجند مواطنيكم أذناباً لنا ضدكم، ونهز أمنكم واستقراركم، وإلا فأنتم تنتهكون سيادتنا. طبعا مثل هذا (الهياط) السخيف لن يغير من الواقع شيئا، وكل الأموال التي ينفقونها على دول العالم لاستجدائهم ليدعموا الحوار، لن تفيدهم شيئاً.
انكشاف (قطر الحمدين) ليس جديدا، وقد تم نشر تسجيلاتهما المعيبة والتآمرية ضدنا، فلماذا لا ندعهم يتخبطون في ورطتهم، ونلتفت إلى أذنابهم السعوديين، الذين قطّعوا طريق (سلوى) ذهابا وإيابا، يذهبون إلى هناك خفافا مطيهم، ويعودون من القصر الأميري بالدوحة بجر الحقائب
غير أن السؤال المهم والمحوري: انكشاف (قطر الحمدين) ليس جديداً، والأمر ليس مجرد اتهامات، وقد تم نشر تسجيلاتهما المعيبة والتآمرية ضدنا، فلماذا لا ندعهم يتخبطون في ورطتهم، ونلتفت إلى أذنابهم السعوديين، الذين قطّعوا طريق (سلوى) ذهاباً وإياباً، يذهبون إلى هناك خفافا مطيهم، ويعودون من القصر الأميري بالدوحة بجر الحقائب؟، لماذا لا يُحقق معهم، ويتم تتبع ما استلموه من هناك من أموال؟، فالحمدان لم يكونا يدفعان لهم كرماً ولوجه الله، وإنما كانا يستأجرانهم في تنفيذ أجندتهما التخريبية، التي تحدث عنها حمد وحمد بالتفصيل في الأشرطة المُسربة، وهي دليل إثبات عليهم.
وليس لدي أي شك أن أولئك المتأسلمين السعوديين الأفّاكين، ممن كانوا يزايدون على الإصلاح في المملكة، وبعضهم كان لا يَكلّ ولا يمل من طرق أبواب الديوان الملكي جماعات ووحدانا، متذرعين بالاحتساب في عهد الملك عبدالله رحمه الله، هم الآن في قفص الاتهام، والدلائل على الإدانة أوضح من الشمس في رابعة النهار، فلماذا لا تباشر (النيابة العامة) التحقيق معهم، والتّحقق من ثرواتهم التي جنوها من عمالتهم، ومن أين أتوا بها، ولماذا؟
إن عقاب هؤلاء الخوَنة الأفّاكين قضية محض وطنية، يُعتبر التفريط بها، أو التسامح فيها، تفريطاً في أمن الوطن واستقراره، إضافة إلى أنها ستكون سابقة من شأنها ردع هؤلاء الانتهازيين، الصعاليك، ضعفاء النفوس، من المساس بأمن البلاد، والعمالة لأعدائها، وتكون في السياق نفسه عبرة لمن اعتبر.
المستشار في الديوان الملكي، معالي الأستاذ «سعود القحطاني»، أشار في إحدى تغريداته إلى أن ثمة (قائمة سوداء) سيُعلن عنها لأولئك المتآمرين مع حمد لتنفيذ أجندتهم التخريبية، وأجد أن الوقت الآن مناسب للكشف عنها، خاصة أن من ضمن هؤلاء أسماء تنتهز كل مناسبة للكيد للوطن، والمطالبة بأمور وقضايا متشددة لإحراج الدولة، ويزعمون كذباً وزوراً أنها (نصرة للدين)، في حين أنهم يسكنون في الدوحة في فنادق تمتلئ ردهاتها بالبارات والمسكرات كما أكد لي كثيرون، فلوا كانوا صادقين لوظّفوا (قربهم) من الحمدين وتقديرهما لهم، بالاحتساب بنصحهما عن تلك المنكرات المعلنة.. طبعاً الأمر في الدرجة الأولى لا يعنيهم، الذي يعنيهم وبسببه يشدّون الرحال إلى هناك، حقائب الدراهم السوداء المليئة بالريالات القطرية، والتي يتعمد نظام الحمدين بتصويرهم بين الفينة والأخرى وهم يستلمونها، لتكون دليلاً عليهم.
لقد عانينا من هؤلاء الانتهازيين المحتالين، ممن يمتطون الدين لأهداف وغايات مشبوهة، أشد المعاناة، وحان الآن وقت فضحهم وحسابهم، فمثل هؤلاء الأنذال جديرون أن ينالوا أشد أنواع العقاب؛ فمن يتآمر مع الآخرين ضد بلده، ساعياً لتشظي وطنه، وهزّ أمنه واستقراره، هو عدو الوطن الأول.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة