لماذا كبار الرؤساء التنفيذيين محقون في التقرب من ترامب؟

خلال حفل عشاء أقيم مؤخرًا في البيت الأبيض مع الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية، أدلى دونالد ترامب بتعليق لاذع للرئيس التنفيذي لشركة غوغل.
وقال الرئيس دونالد ترامب لسوندار بيتشاي: "بايدن هو من رفع تلك الدعوى القضائية - أنت تعلم ذلك، أليس كذلك؟".
وكانت غوغل محور إحدى دعاوى مكافحة الاحتكار، والتي أنقذها قاضي مؤخرًا من عواقب وخيمة محتملة.
وبينما أظهر تعليق الرئيس ترامب مدى أهمية القيادة الرئاسية في سياسة مكافحة الاحتكار، فإن حضور بيتشاي في حفل العشاء أظهر إدراكه لضرورة التقرب من الرئيس لما فيه مصلحة شركته.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت أمريكا تحولًا في نهجها تجاه قضايا مكافحة الاحتكار، وكانت نظرية الباحث القانوني والمحامي العام الأمريكي السابق، روبرت بورك، القائلة بإن الحجم الضخم مقبول طالما أن المستهلكين يستفيدون، هي السائدة في السابق على سياسة مكافحة الاحتكار.
ولكن الأمر لم يعد كذلك، ويبدو الآن أن كلًا من الديمقراطيين والجمهوريين متشككون في الشركات الكبيرة.
ويستمع صانعو السياسات الرئيسيون بشكل متزايد إلى دعاة مكافحة الاحتكار المتشددين، والذين، وفقًا لدراسة أجرتها شركة بارون للشؤون العامة، يدعمون توسيع نطاق مكافحة الاحتكار "بما يتجاوز أسعار المستهلك لمكافحة السلوكيات المناهضة للمنافسة".
ويعود تاريخ معارك مكافحة الاحتكار بين الشركات وواشنطن إلى أكثر من قرن، ولطالما كان من المستحسن أن ينتبه الرؤساء التنفيذيون لما يحدث في العاصمة الأمريكية، على الرغم من أن استيعاب هذا الدرس استغرق بعض الوقت، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
وحتى بعد إقرار قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار عام 1890، لم ير جون د. روكفلر، مؤسس شركة ستاندرد أويل، وفريقه، أي مبرر للتدخل في السياسة الرئاسية.
وأخذ روكفلر بنصيحة مساعده جون أرشبولد على محمل الجد، "لا نعتقد أن الحديث في واشنطن بشأن الصناديق الائتمانية سيثمر الكثير".
وكان أرشبولد وروكفلر مخطئين، ففي غضون 20 عامًا، حكمت المحكمة العليا بجواز تفكيك الحكومة الفيدرالية لشركة ستاندرد أويل.
ومن الرؤساء التنفيذيين الآخرين الذين اعتقدوا أنه يستطيع تجاهل واشنطن، قطب صناعة السينما لو واسرمان.
ومنذ عام 1946، ترأس وارسمان وكالة MCA، أكبر وكالة مواهب في هوليوود، وكان يطمح لإدارة استوديو أيضًا.
وبدأت الجهات التنظيمية الفيدرالية، بما في ذلك وزارة العدل في عهد روبرت كينيدي، بالتحقيق معه ومع أعماله.
وردًا على ذلك، تخلى واسرمان عن نهجه غير السياسي وبدأ بمصادقة الرؤساء، بمن فيهم جون كينيدي، وليندون جونسون، ورونالد ريغان، وبيل كلينتون.
وقد خدم هذا ومشاريعه خير خدمة.
واتخذ بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، نهجًا مختلفًا، فمثل روكفلر، اعتقد أن شركته أكبر من واشنطن، حيث قال ذات مرة، "عالمنا يعمل أسرع بثلاث مرات من الأعمال التجارية العادية، وواشنطن تعمل أبطأ بثلاث مرات، وهذا يجعلهم متأخرين تسعة أضعاف".
وربما كانت النسبة صحيحة، لكنها لم تأخذ في الاعتبار حقيقة أن الحكومة كانت أيضًا أقوى بكثير من الشركات، فعندما تضع الحكومة نصب عينيها هدفًا، كما فعلت إدارة كلينتون مع مايكروسوفت، كان من الصعب التخلص منه.
وتعلّم غيتس هذا الدرس بصعوبة بالغة، إذ أعاقت تحقيقات مايكروسوفت في التسعينيات الشركة، وبدا أنها ساهمت في قرار غيتس بالتركيز على جهوده الخيرية.
وبعد سنوات، حذّر غيتس مارك زوكربيرغ، الشاب، من إيلاء واشنطن اهتمامًا أكبر مما كان عليه، قائلًا، "افتح مكتبًا هناك الآن".
وأدى النهج الأمريكي المتطور تجاه مكافحة الاحتكار إلى تطور في كيفية تفاعل الرؤساء التنفيذيين مع الحكومة.
وفهم تاريخ هذه العلاقة يمكن أن يساعد في فهم كيف يمكن لنظرة الحكومة العدوانية المتزايدة تجاه سياسة مكافحة الاحتكار أن تعيد تشكيل طريقة تفاعلهم مع واشنطن في المستقبل.
وقضية غوغل وتحذير ترامب لبيتشاي تحملان درسًا بسيطًا للرؤساء التنفيذيين، فالعمل مباشرةً مع الرؤساء لا يمكن أن يقنع القاضي أو هيئة المحلفين بالحكم لصالحك، ولكنه يمكن أن يمنع وزارة العدل من رفع دعوى ضدك في المقام الأول.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg
جزيرة ام اند امز