لماذا الاستماتة في السيطرة على حلب؟
لحلب أهمية كبيرة كونها العاصمة الاقتصادية للبلاد شمالاً، حيث تزج بآلاف المصانع وتعتمد على التصدير بنسبة كبيرة.
تستميت أطراف الصراع في سوريا للسيطرة على حلب منذ أشهر، فيما بدا أن النظام تمكن من انتزاع أكثر من ثلاثة أرباع هذه المدينة بعد تدمير كبير ونزوح مئات الآلاف.
ولحلب أهمية كبيرة كونها العاصمة الاقتصادية للبلاد شمالاً، حيث تزج بآلاف المصانع وتعتمد على التصدير بنسبة كبيرة.
وإستراتيجياً لا تبعد عن الحدود التركية سوى 50 كيلومتراً، الأمر الذي يوفر تأمين خطوط الإمدادات للمعارضة والنظام على حد سواء.
لذا، يبدو التنافس شديداً لوصول أي طرف إلى خطوط الإمداد الرئيسية سواء في إعزاز أو كلس أو غيرها من النقاط الحيوية التي توفر الوقود والمال والسلاح للمتصارعين.
وعسكرياً، يعتبر فصيل "جيش الفتح" أكبر ائتلاف معارض مسلح في حلب من بين 12 فصيلاً، أبرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعتبر من ألد أعداء روسيا قبل أن تغير رسمها لتتجنب الغارات الجوية، فيما يتمركز داعش في شرق حلب والمجموعات الكردية في الشمال الغربي.
هذه التموضعات العسكرية جعلت من حلب بؤرة لصراعات سياسية وإيديولوجية حاولت عدة دول جاهدة القيام بتصفيات وحسابات في هذه المدينة التاريخية.
هذه المعطيات تجعل من حلب رقماً صعباً في المعادلة السورية التي تبدو شبه مستحيلة الحل في ظل اختلاف المصالح.
ويرى محللون سياسيون أن معركة حلب قد تبدو الأخيرة في مسيرة الأزمة السورية التي بدأت في مارس 2011، بعد أن سيطر النظام على أغلبية مساحة حلب، وكذلك سيطرته على دمشق وحمص، باستثناء دير الزور وإدلب ودير الزور والمناطق الكردية التي فقد الجيش السوري السيطرة عليها.
وكانت تقارير قد أوضحت أنه في حال خسارة المعارضة لحلب فلن يبقى أمامها سوى أشهر معدودة توافق فيها على تسوية سياسية بشروط مجزية لصالح النظام السوري.
يشار إلى أن حلب كانت من المدن السورية الأكثر صمتاً والأقل تفاعلاً في الاحتجاجات، إلا أنه بعد أن تحولت الأزمة إلى صراع مسلح شنت فصائل "الجيش السوري الحر" هجوماً كبيراً على المدينة في يوليو 2012 انتهى بسيطرتها على الأحياء الشرقية.
ويعيش سكان الأحياء الشرقية ظروفاً إنسانية صعبة جراء الحصار والقصف الذي لا يستثني المرافق الطبية ومقار الدفاع المدني الذي ينشط متطوعوه في إسعاف الجرحى وانتشال القتلى من تحت الأنقاض.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز