لماذا اختارت واشنطن صواريخ "توماهوك" لضرب سوريا ؟
صحيفة واشنطن بوست تنقل عن مسئولين بالجيش الأمريكي أسباب اعتماد البنتاجون على صواريخ توماهوك في ضرب القاعدة الجوية السورية
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلا عن مسئولين بالجيش الأمريكي أن اعتماد البنتاجون على صواريخ توماهوك في ضرب القاعدة الجوية السورية جاء لاعتماد البنتاجون على هذا النوع من الصواريخ دائما في حالة رغبة البنتاجون في ضرب مواقع من مسافة آمنة.
وكان قد تم إطلاق الصواريخ الـ59 من المدمرات الأمريكية" يو إس إس روز" و"يو إس إس بورتر" من مناطق تمركزهم شرقي البحر المتوسط حسب ما أفاد المسئولين بالجيش الأمريكي، حسب ما أفادت صحيفة واشنطن بوست، وذلك ردا على الهجوم الكيميائي الذي شنته قوات الأسد على المدنيين بإدلب.
وأفادت الواشنطن بوست أن صواريخ توماهوك تعد من أهم الأسلحة المستخدمة في البحرية الأمريكية، ويعتمد عليها الجيش الأمريكي منذ حرب الخليج عام 1991 ، وهي تحمل رؤوس حربية تزن 1000 رطل، وكان آخر مناسبة استخدمت بها هذه الصواريخ حين ردت البحرية الأمريكية على هجوم للمتمردين الحوثيين من البحر الأحمر، وذلك بعد مهاجمة المتمردين لعدة سفن أمريكية في ذلك الوقت.
وقبل ذلك توسعت الولايات المتحدة في استخدام هذه الصواريخ في حربها على المليشيات الإرهابية بالعراق وسوريا عام 2014،حيث قال البنتاجون وقتها أن سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الأمريكية أطلقتا 47 صاروخ توماهوك على جماعة إرهابية تدعى خرسان تابعة لتنظيم القاعدة.
وقالت واشنطن بوست انه من احد أهم مميزات صورايخ توماهوك المستخدمة في ضرب القاعدة السورية أنها لا تحتاج لمقاتلات جوية لإسقاطها من أي مكان قريب من الهدف المحتمل ، حيث يمكن إطلاقها من احد المدمرات وهي على بعد أكثر من 1000 ميل من الهدف وهي ميزة تكتيكية تستفيد منها البحرية الأمريكية من خلال هذه الصواريخ في حالة استهدافها لأي منظومة دفاع جوي، مثل التي كان يمتلكها نظام الأسد في القاعدة المستهدفة من منظومة صواريخ أرض جو من نوع s-200 والتي كانت مدعومة أيضا بمنظومة صواريخ أرض جو روسية أكثر تطورا من نوع s-300 و s-400.
ونقلت واشنطن بوست تصريحات عن المحلل العسكري كريس هارمر وهو ضابط سابق بالبحرية الأمريكية الذي قال ، أن الرادار الروسي المتقدم الذي تستخدمه سوريا في منظومة الدفاع الصاروخية s-400 يمكنه التفوق على العديد من المقاتلات في حالة كان قرار توجيه الضربة عن طريق أحد المقاتلات مثل المقاتلة EA-18G، لذلك كان اختيار صواريخ توماهوك هو الاختيار الأنسب للمهمة نظرا لأنها تستطيع تخطي الرادار ولأنها تحمل كم من المتفجرات اقل من الذي تحمله الطائرات المقاتلة ، إلى جانب أن كفاءة توماهوك في استهداف الطائرات على الأرض أفضل ولا تطلب رؤوس حربية ضخمة.
ومما يميز صواريخ توماهوك أيضا امتلاكها لذخائر عنقودية تنتشر فور اقترابها من الهدف وتتسبب في أضرار جسيمة في حالة استهدافها لطائرات على الأرض أو مركبات أو مخازن ذخيرة أو مهبط طائرات،لذلك فإن تأثيرها لا يقل عن تأثير المقذوفات الضخمة التي تطلق من المقاتلات والمدافع .
وحمل هذا القرار بقصف القاعدة السورية العديد من العقبات السياسية قبل الاستقرار على استخدام المدمرات وصواريخ التوماهوك،نظرا لأن خيار القصف الجوي كان سيتطلب موافقة تركيا لان اقرب قاعدة جوية أمريكية بهذه المنطقة تقع قاعدة انجرليك التركية، إلى جانب أن استخدام أي قاعدة جوية بالشرق الأوسط كان سيتسبب في مشكلات سياسية.
إضافة إلى أن استخدام طائرات متمركز على حاملات طائرات أمريكية كان خيارا صعبا نظرا لبعد تمركز حاملات الطائرات الأمريكية بمنطقة الخليج ، لذلك كان خيار إطلاق التوماهوك هو الأنسب لهذه العملية.
وقالت واشنطن بوست في معلوماتها التفصيلية عن صاروخ توماهوك أنه، بمثابة طائرة صغيرة غير مأهولة، قادر على ضرب الأهداف بدقة متناهية ويقتصر استخدامها على البحرية الأمريكية والبريطانية فقط.
ويمكن للصاروخ الطيران بمستوى منخفض بحيث لا يمكن لأجهزة الرادار رصده، وتجري برمجته لضرب الأهداف المعنية قبيل إطلاقه، إلا أن النسخة الحديثة من "توماهوك" تتيح إعادة برمجته إثناء طيرانه بعد إطلاقه.
ويصل طول صاروخ "توماهوك" 18 قدما، ومزود بأجنحة يبلغ طول الجناح 9 أقدام، ويمكنه الطيران لمسافة من 805 إلى 1600 كيلومتر بسرعة تصل إلي 880 كيلومتر فى الساعة. .
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز