استغلال الطحالب في كبح تغير المناخ.. فرص قوية لخفض انبعاثات الصناعة

تلعب الطحالب دورًا محوريًا في تعزيز الحياة على سطح الأرض؛ فلمَ لا نوظفها في احتجاز الكربون؟
تُشير الأدلة الأحفورية إلى أنّ أقدم طحالب في السجل الأحفوري يعود تاريخها إلى 3 مليار سنة مضت. وهي من الكائنات الحية المشاركة في عملية البناء الضوئي التي تعزز الحياة على سطح الأرض وتمد الحياة على سطح الأرض بالأكسجين والغذاء، وهناك العديد من أنواع الطحالب، منها الطحالب الدقيقة التي قد لا تُرى بالعين المجردة والأخرى الكبيرة التي تُدركها أعيننا.
وتكشف الأبحاث يومًا بعد يوم عن إمكانات وقدرات الطحالب سواء في الغذاء أو الدواء أو البيئة. وفي هذا الصدد، فحصت مجموعة بحثية من جامعة التكنولوجيا في سيدني قدرة الطحالب كحل في مكافحة التغيرات المناخية والتخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يعزز استدامة الكوكب.
وعرضوا التحديات القائمة في دراسة نشروها في دورية "ناتشرال برودكتس آند بيوبروسبيكتينج" (Natural Products and Bioprospecting) في 16 يناير/كانون الثاني 2025.
بين الفوائد والتحديات
فوائد لا تُحصى للطحالب؛ ربما أبرزها أنها تقوم بعملية البناء الضوئي، التي من خلالها تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالنباتات الأرضية، وتحوله إلى أكسجين ومنتجات أخرى مفيدة. وتتميز الطحالب بسرعة نموها، وهذا يعني سرعة حصولنا على منتجاتها القيّمة، التي تشمل: الوقود الحيوي، البلاستيك الحيوي، المستحضرات الصيدلانية ومواد ذات قيمة غذائية عالية، مثل السبيرولينا (Spirulina).
مع ذلك، ما زالت الطحالب في الاستخدام الصناعي في بداية طريقها، وهناك العديد من التحديات التي تواجه إدخالها بقوة إلى قطاع الصناعة، وتوظيفها في عزل واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يُعد أبرز الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. ولعل أبرز تحدٍ يواجه تبني الطحالب على نطاق واسع، هو الجدوى التجارية التي تتطلب تكلفة مرتفعة للحصول على منتجاتها.
التنقيب البيولوجي
يُقصد بعملية "التنقيب البيولوجي" (Bioprospecting)، البحث المنهجي المنظم عن منتجات قيّمة ومفيدة مشتقة من مواد بيولوجية مثل النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة وغيرهم، وتطوير تلك المنتجات، ثم إدخالها إلى الأسواق؛ للاستفادة منها.
ويرى الباحثون أنّ الأمل ما زال موجودًا عند تطبيق التنقيب البيولوجي الذكي للبحث واكتشاف سلالات جديدة من الطحالب الدقيقة ذات معدلات النمو المرتفعة، والتي تتمتع بكفاءة امتصاص أعلى لثاني أكسيد الكربون، في نفس الوقت، تزدهر في ظروف بيئية متنوعة وتتطلب الحد الأدنى من المدخلات.
يحتاج الأمر فقط بعض من التنقيب البيولوجي المنهجي للتغلب على التحديات التي تعوق توظيف الطحالب في احتجاز ثاني أكسيد الكربون ومكافحة التغيرات المناخية.