هل يكون 2017 عام نهاية داعش؟
القوات العراقية عثرت مؤخراً على وثائق سرية للتنظيم الإرهابي قيل إنها كشفت عن تمرد في صفوف أعضائه.
على وقع المعركة الدائرة الآن في غرب الموصل بالعراق "أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاقها المعركة غرب الموصل الأحد الماضي" بين تنظيم داعش الإرهابي والقوات العراقية المشتركة "الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وفصائل الحشد الشعبي"، واسترداد الأخيرة لقرى كثيرة "عشرة حتى الآن" "كانت قد وقعت تحت سيطرة التنظيم، تأتي أهمية السؤال حول إمكانية أن يشهد عام 2017 أي تقدم ناحية القضاء على هذا التنظيم الإرهابي؟
يسيطر تنظيم داعش على بعض المناطق في العراق وسوريا، حي إن تمركزه الحقيقي في الرقة بسوريا التي يدافع كثيراً عنها حتى لا تطالها العمليات العسكرية ضده، يتقدم أحياناً وينحسر تواجده في أحيان أخرى في بعض المناطق تبعاً للعمليات العسكرية التي تقام ضده "بعضها تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا والعراق"، حول هذا الأمر وما يحمله هذا العام للتنظيم سألنا الدكتورة إيمان رجب، خبير الأمن الإقليمي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فقالت، إن المعارك الحالية في الموصل "سيطر عليها داعش في يونيو 2014" ليست أولى المعارك ضد التنظيم بل كانت هناك أخرى سابقة في محافظتي نينوي "الموصل عاصمتها" والأنبار، ولم تستطع القوات العراقية السيطرة على المحافظتين "القوات تحدث انتصارات لكن بمرور الوقت تتراجع القوات فيعود داعش إلى هذه المناطق مرة أخرى"، رجب أشارت إلى أن ما يحدث هو "تحجيم لمناطق النفوذ والسيطرة الخاصة بداعش"، والقضاء على التنظيم يعني أن تقضي على مناطق تمركزه "لا سيطرته".
"ما يحدث قضاء جزئي وليس كاملاً" هكذا كان الوصف العام الذي قالته خبيرة الأمن الإقليمي حول ما يحدث الآن تجاه داعش.
وقد عثرت القوات العراقية مؤخراً على وثائق سرية للتنظيم قيل إنها كشفت عن تمرد في صفوف أعضائه، وأن الأجانب "عدد الفرنسيين مثلاً يبلغ 700 فرد طبقاً للحكومة الفرنسية"، منهم قد غادروا التنظيم إلى بلادهم، ووفق بيان لمركز مكافحة الإرهاب في لاهاي، فقد بلغ عدد قتلى داعش 14% من المجموع الكلي للمنتمين إليه، ويأمل المتابعون أن يكون هذا سبباً في تراجع قوة التنظيم.
وزار وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، العراق بعد يوم واحد من انطلاق المعركة التي تشارك فيها قوات أمريكية، وأكد أن المعركة مع تنظيم داعش لن تنتهي بسرعة وستكون طويلة"، وذلك بعد أن وصلت القوات العراقية في تقدمها إلى أن اقتحمت القوات العراقية هضبة البوسيف المطلة على منطقة مطار الموصل.
الباحث السياسي أحمد كامل البحيري، يرى أن 2017 عام انحسار تنظيم داعش، ودلل على ذلك بأمرين، الأول أن هناك تنظيمات فرعية تفك ارتباطها بالتنظيم الأم في سوريا والعراق "أنصار بيت المقدس في مصر"، و"جماعة بوكو حرام فى نيجيريا"، كما أنه "كلما ازدادت الضربات ضد التنظيم زادات فكرة انحساره وخسارته، ثاني الأمور هي أن تنظيم داعش يفقد السيطرة على الموارد المالية "هي الأهم بالنسبة لأي تنظيم إرهابي" والمتمثلة في النفظ والأراضي الزراعية، كامل البحيري قال، إن داعش يعتمد على الأموال في إحكام سيطرته على بعض المناطق "برشوة القبائل أو إخضاع قوات عسكرية" وهو ما لن يستطيع التنظيم القيام به خلال هذا العام.