هل تتحقق نبوءة رئيس وزراء بريطانيا؟.. شوارع الإسكندرية تغرق

قبل نحو أسبوعين من الآن، أطلق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون خلال مشاركته في قمة المناخ "كوب 26"، تصريحاً مفاجئاً حذر خلاله من اختفاء 3 مدن بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض من بينها مدينة الإسكندرية في مصر.

تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كانت محط اهتمام المصريين خلال الـ48 ساعة الماضية، خشية أن تتحقق النبوءة بغرق المدينة بالكامل بعد أن تسببت السيول المتواصلة في شلل مروري تام، وارتفاع منسوب المياه في الشوارع بشكل لافت للنظر.

وأرجع جونسون ارتفاع درجات حرارة الأرض 4 درجات إلى غرق تلك المدن، مضيفا: "4 درجات ونقول وداعا لمدن بأكملها، ميامي، الإسكندرية، شنغهاي، ستختفي كلها تحت أمواج البحر".

واجتاحت الإسكندرية أمطارا غزيرة استمرت ساعات متواصلة، لليوم الثالث على التوالي ما يجعلها موجة الطقس الأسوأ هذا الشتاء.

وأصيب كورنيش الإسكندرية وشارع بورسعيد وشوارع سموحة والإبراهيمية وأبو قير وغيرها، بشلل مروري، بعدما حولتها الأمطار إلى بحيرات كبيرة.

الأمطار تخطت حدود المعقول ووصلت المنازل، خاصة ساكني الأدوار الأرضية، إلى جانب الخسائر الكبيرة التي مني بها تجار الخضروات والفاكهة بسوق الجملة بمنطقة العامرية.

سخرية

واستقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر الحدث، الذي وصفوه بالمتكرر سنوياً، بالسخرية والمزاح وذهب جانب كبير إلى نشر صور كوميدية لنقل السكان إلى منازلهم من خلال سيارات معينة، فيما نشر آخرون صوراً كوميدية لأشخاص لم يكترثوا كثيراً بهطول الأمطار وظلوا متواجدين في الشوارع بشكل عادي.

لا داعي للقلق

من جانبه قال الدكتور وحيد سعودي، مدير عام التحاليل الجوية بهيئة الأرصاد الجوية المصرية، لـ"العين الإخبارية" إن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بشأن غرق الإسكندرية لا علاقة لها على الإطلاق بما حدث من سوء أحوال جوية ضربت المحافظة خلال اليومين الماضيين.

وأكد سعودي أن السيول التي ضربت الإسكندرية، تحدث بشكل شبه ثابت كل عام أو عامين، بالتزامن مع فصل الخريف وهو شيء طبيعي ولا داعي للقلق بشأنها.

وأشار إلى أن سرعة الرياح القادمة من أوروبا أدت إلى الشعور ببرودة الجو، وتعيق من الملاحة البحرية، ومن المتوقع أن تزيد هذه البرودة أو الطقس السيء خلال فصل الشتاء الذي سيبدأ رسمياً في 21 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وشهدت الإسكندرية، الثلاثاء، تحسنا نسبيا في حالة الطقس حيث سطعت الشمس، وارتفعت درجات الحرارة تدريجيا، بينما شهدت الشوارع سيولة مرورية وهدوءا ساهم فيهما كون اليوم إجازة للمدارس والمصالح الحكومية، تحسبا لأي تقلبات جوية متوقعة.

وأصدرت محافظة الإسكندرية، بيانا، ناشدت فيه ‏المواطنين توخي الحذر، وتقليل التحرك بالسيارات الخاصة، وعدم وقوف السيارات على شنايش الأمطار، وذلك للسماح لسيارات الصرف الصحي بالتحرك بسهولة لرفع وإزالة جميع الآثار الناجمة عن موجة الطقس السيئ غير المتوقعة.