ويليام برادن.. مخرج أمريكي يصنع نجومية القطط بالأفلام القصيرة
"القط هنري" سلسلة أفلام قصيرة بالأبيض والأسود تتمحور حول التأملات الوجودية والساخرة لأحد قطط الـ "توكسيدو".
اجتمع 800 شخص في مسرح سينمائي مزدحم بمدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية، ورائحة الفشار تمتزج بالإثارة، فالناس هنا ليسوا على وشك مشاهدة أحدث أفلام هوليوود، ولكن للاستمتاع بمقاطع فيديو عن القطط، من إخراج ويل برادن.
ويل برادين، مخرج عمره 39 عاماً من مدينة سياتل في واشنطن، ينتج مشاريع سينمائية عن القطط فقط، وأصبح في السنوات القليلة الماضية "ملك عالم فيديو القطط"، إذ شاهد ما يتراوح بين 15 و17 ألف مقطع العام الماضي فحسب.
"Henri le Chat" أو "القط هنري" سلسلة من الأفلام القصيرة بالأبيض والأسود حول التأملات الوجودية لقط "توكسيدو" يُسمّى هنري، من تأليف وإخراج ويليام برادن، الذي بدأ رحلته الفنية المميزة عام 2006 حين كان طالباً في معهد سياتل السينمائي.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن برادن لم يكن يتوقع يوماً أن تأخذه الأقدار إلى هذا المسار الوظيفي والإبداعي.
وقال ويليام: "كان من المفترض أن أنجز ملف فيديو لِشخص مّا، ولكن جذب انتباهي حيوان الأسرة الأليف هنري، وقرّرت أن أعدّ مقطعاً حوله أيضاً".
وقدّم هنري ذي الشعر الأبيض والأسود الطويل شخصية القط الساخر في الفيديو، مع تأملاته الوجودية ونقده الشديد لِواقع العالم البشري من حوله.
ونشر برادن مقطع الفيديو على موقع "يوتيوب" عام 2007، في بداية مسيرته، لِتأخذ شعبية هنري تنتشر بين الناس، ثم أنشأ المخرج حساباً على "فيسبوك" للقطّ المدلّل الذي بات يستقبل الرسائل من معجبين يطلبون مزيداً من الفيديوهات.
وأفاد ويليام: "صنعت مقطع فيديو جديداً وانتشر بشكل سريع، وأعتقد أنه حصل على مليون مشاهدة في غضون أربعة أو خمسة أيام"، مضيفاً: "عام 2012، أُقيم أول مهرجان لفيديوهات القطط على الإنترنت، من قِبل مركز ووكر للفنون في مدينة منيابوليس الأمريكية، وشارك هنري ضمن الحدث بعد تلقِّيه آلاف الترشيحات من الجمهور، لأعود إلى المنزل بجائزة جولدن كيتي المرموقة، وهي تعادل الأوسكار".
جلب هذا الفوز الاهتمام الإعلامي بهنري الذي أصبح نجماً ولديه معجبين من المشاهير على غرار الممثل كريستوفر والكن.
وانتهى الأمر بإصدار بردان كتاب "هنري الأول" عام 2013، فضلاً عن إبرام اتفاق رعاية مع إحدى الشركات التي تنتج طعام القطط، والتعاقد مع موقع "يوتيوب" العام الماضي.
وشرع أيضاً في تنظيم مهرجان القطط عام 2014، ثم تولى إعداده بمفرده سنة 2016، حين توقف مركز الفنون عن تنظيم الحدث.
سنة 2018، وقّع برادن صفقة توزيع على مستوى أمريكا، وهي الخطوة التي جعلت مبيعات تذاكر مهرجان فيديوهات القطط تزداد بشكل كبير .
وبحلول نهاية عام 2019، سيُعرض الفيلم في أكثر من 200 مسرح بجميع أنحاء الولايات المتحدة، مع التبرع بجزء من عائداته لِمأوى قطط محلي.
وقال أندرو كارلين، أحد الموزعين في شركة "Oscilloscope" للأفلام، إن فيلم هنري جنى إثر عرضه في ديترويت بولاية ميشيجان الأمريكية، أرباحاً تجاوزت تلك التي حققها "كابتن مارفيل".
وعندما عُرِض الفيلم على مسرح ميلووكي الشرقي، حضر الحفل أشخاصاً من جميع الأعمار، ارتدى بعضهم آذان القطط وملابس ترمز إلى هذه الحيونات الأليفة والمناسبة.
ومن بينهم ريتشارد الذي ارتدى زي قط نمري أو "ليوبارد"، مبدياً حماسه لمشاهدة الفيلم، فهو يملك ثلاث قطط إنقاذ ويؤمن بضرورة توفير ملاجئ لهذه الحيوانات.