وليام هيج يحذر: الطائرات المسيرة "لعبة" إيرانية خطيرة
وزير الخارجية البريطاني السابق حذر من أن إيران ووكلاءها يعتمدون على الطائرات المسيرة لشن هجمات مدمرة ما يهدد بتصعيد حدة التوتر بالمنطقة
طالب وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيج الغرب بالاتحاد لإبقاء إيران تحت السيطرة، محذرا من أن طهران ووكلاءها ربما يعتمدون على تكنولوجيا الطائرات المسيرة رخيصة الثمن، لشن هجمات مدمرة في حروب غير معلنة، ما يهدد بتصعيد حدة التوتر بالمنطقة.
وفي مقال نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، قال هيج إن الهجوم المتهور على منشآت نفطية بالسعودية الذي ألقت واشنطن المتحدة باللائمة فيه على إيران، يعد مؤشرا على تغير قواعد اللعب وطبيعة الحرب، داعيا القوى الغربية إلى الاتحاد لإبقاء طهران تحت السيطرة.
وأشار إلى أنه في غضون دقائق تعرضت منشأتان نفطيتان كبيرتان في السعودية، السبت، لأضرار جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، وربما صواريخ كروز أيضا، ما أدى إلى توقف إمدادات 5% من النفط العالمي على الفور، وإشعال الأسعار.
وأكد أن السعودية لديها قوات مسلحة قوية وقوات جوية متطورة ودفاعات عالية التقنية يمكن أن تتصدى بسهولة لأي هجوم واسع النطاق تشنه أي دولة في المنطقة، ومع ذلك فإن الطائرات المسيرة صغيرة، لدرجة أنها تمر بدون أن تكتشفها تلك الدفاعات، ويمكن أن تصيب هدفا بدقة كافية لإحداث أضرار جسيمة بحمولة متفجرات محدودة نسبيا.
ولفت إلى أن هذه مجرد مقدمة لما سيحدث قريباً، ففي العقود المقبلة ستصبح الأصول الوطنية بالغة القيمة في أي بلد، بدءا من البنية التحتية الاقتصادية المهمة وحتى شركات الطيران، أكثر عرضة للاستهداف من أسراب أجهزة دقيقة صغيرة ولكنها بعيدة المدى، تنسق مع بعضها البعض بتقنية الذكاء الاصطناعي، أكثر من أي حملة قصف تقليدية.
وتوقع أن الأمن القومي للدول سيعتمد على الاستثمار بكثافة وبدرجة كافية في الدفاع ليكون متقدما على خصوم المستقبل.
غير أنه في غضون ذلك سيتيح انتشار تكنولوجيا الطائرات المسيرة الرخيصة شن هجمات مدمرة، من قبل قوات بالوكالة، في حروب غير معلنة، بأقل قدر من المخاطر على المهاجمين.
وأوضح أنه في مقابل أقل من 15 ألف دولار لكل منها يمكن نشر عشرات الطائرات المسيرة في الهواء لتطير ما يقرب من 1000 ميل (1609.34 كم) مع حمولة متفجرة كافية للتسبب في أضرار ذات قيمة أكبر بكثير.
وأضاف: وحتى إذا كان هناك الكثير من الدفاعات المضادة للطائرات، فقد صممت لإسقاط الطائرات، وبالتالي فهي باهظة التكلفة وقليلة العدد لهزيمة أسراب الطائرات المسيرة الصغيرة، وهكذا يمكن الآن باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتاحة على نطاق واسع إلى جانب الاستراتيجية القديمة المتمثلة في استخدام قوات بالوكالة لتصعيد النزاع مع إنكار المسؤولية.
ونوه بأنه في ظل قيام إيران وبلدان أخرى ببناء طائرات مسيرة واستيراد العديد من الدول لها فإن الشرق الأوسط سرعان ما سيغمر بأسلحة يمكن أن تضرب بشكل مفاجئ ومجهول الهوية أهداف ذات قيمة عالية، وهي لعبة خطيرة لأي بلد أن يشرع في هذا النوع من الهجوم، مع احتمال الرد وتوجيه ضربات انتقامية.
وبين أنه بالنسبة إلى إيران التي تعاني تحت وطأة الضغط الشديد جراء العقوبات الأمريكية وتحالفها الوثيق مع قوات تعمل بالوكالة بداية من "حزب الله" في لبنان، وتمتد عبر سوريا وصولا إلى الحوثيين في اليمن، فإن إغراء الضرب بهذه الطريقة الغامضة وغير المتماثلة قوي.
وارتأى أن الهجمات على السعودية تتماشى بسهولة مع تلك الاستراتيجية، وكذلك بإمكان المتشددين في طهران، داخل مليشيا "الحرس الثوري" أو المقربين من المرشد علي خامنئي، تصميم الهجمات لتدمير إمكانية عقد اجتماع غير مسبوق بين رئيسهم حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
واختتم بالقول إنه يتعين أن تكون الاستجابة الأولية هي تجنب الانتقام السريع والتركيز على تحميل المسؤولية بشكل واضح لمن قام بذلك.
وأردف: على المدى الطويل فإنه من الأفضل ردع الأعمال غير المسؤولة للغاية من هذا النوع من خلال إظهار أنه يمكن تحديد المصدر الحقيقي لها غالبا أو في نهاية المطاف.