اقتصاد النبيذ في تونس.. صناعة تحتكرها الحكومة وتدر 160 مليون دولار سنويا

مع كل موسم جني للعنب ينتعش قطاع صناعة النبيذ في تونس، الذي يُعرف عالميا بجودته، ما يدر حوالي 160 مليون دولار سنويا لخزينة الدولة التونسية التي تحتكر إنتاجه.
وتنتج تونس سنويا نحو 32 مليون قارورة نبيذ يوجَّه جزء كبير منها إلى التصدير وإلى الفنادق والسوق المحلية.
وتُعتبر تونس الأولى عربيا في استهلاك الكحول والسادسة على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط بنحو مليوني مستهلك.
بعد زيت الزيتون والتمور
وتؤكد المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصناعة التونسية، أن صناعة النبيذ تأتي في المرتبة الثالثة بعد كل من إنتاج زيت الزيتون والتمور على المستوى الزراعي.
وقال رئيس غرفة مُصنّعي المشروبات الكحولية محمد بالشيخ إن في تونس نحو 13 مصنعا لصناعة النبيذ تشغل نحو 4 آلاف عامل، فيما يعمل في زراعة العنب نحو 2500 مزارع، ويوفر القطاع عامة نحو 21 ألف فرصة عمل.
وأكد أن الأراضي المخصصة لزراعة عنب التحويل تراجعت بنسبة كبيرة خلال العقدين الأخيرين بسبب التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن المساحات المخصصة لزراعة عنب التحويل تراجعت بشكل ملحوظ، موضحا أنها كانت في حدود 19 ألف هكتار عام 2010، ثم أصبحت في حدود 15 ألفا عام 2015، وفي عام 2019 أصبحت في حدود 9 آلاف هكتار، أما اليوم فإنها لا تتجاوز 5 آلاف هكتار.
تراجع محاصيل العنب
من جهة أخرى، قال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري شكري بوزيري إن موسم جني عنب التحويل (الذي يتم تحويله إلى نبيذ) انطلق في 13 من شهر أغسطس/آب الماضي.
وأفاد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن التقديرات تشير إلى تراجع محاصيل عنب التحويل خلال هذا الموسم بإنتاج 17 ألف طن مقابل 25 ألف طن خلال الموسم الفارط، أي بتراجع بنسبة تتراوح بين 25% و30%.
وأكد أن ذلك يعود إلى تقلص المساحات المزروعة من العنب بفعل التغيرات المناخية وتأثير الجفاف خلال السنوات الأخيرة وتزايد تكلفة الإنتاج وارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية.
ودعا بوزيري إلى ضرورة تشجيع المزارعين على تجديد غراسات عنب التحويل لاستعادة المساحات التي تقلصت بسبب تهرم غابات الكروم، ومزيد النهوض بهذا القطاع باعتباره مهما في التشغيل والتصدير.
صناعة قديمة
من جهة أخرى، قال الناشط في المجتمع المدني بمحافظة نابل محمد أمين الفازع إن "نابل" تشتهر بصناعة النبيذ في تونس، موضحا أن هذه الصناعة قديمة تعود إلى العصور الفينيقية، وتتسم بالجودة العالية.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل الذي تتميز به تونس يساعد على إنتاج أفضل محاصيل العنب التي تتمتع بنكهة متوسطية مميزة، حيث تمتد مزارع الكروم على أراضي المنطقة الشمالية الشرقية من تونس.
ودعا إلى ضرورة الاهتمام أكثر بهذه الصناعة لدعم الاقتصاد التونسي، خاصة وأنها تدر ملايين الدولارات سنويا.
ويتم إنتاج العنب في تونس بشكل رئيسي في منطقة الوطن القبلي بمحافظة نابل، التي تغطي حوالي 10 آلاف هكتار وتساهم بـ66% من الإنتاج الوطني، بالإضافة إلى محافظة سيدي بوزيد التي تشتهر بجودة إنتاجها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز