المصري الحاصل على جائزة معرض جنيف للاختراعات يكشف أسرار تفوقه
بالتوازي مع سعي مصر لتوفير علاج لمرضى ضمور العضلات، يواصل الشاب المصري عبدالرحمن عمران، إنجازاته بابتكار كرسي متحرك كهربائي لمساعدة مرضى الشلل الرباعي يتم التحكم فيه عن طريق حركة الرأس.
ويتمتع الكرسي بوسائل أمان تمنع المريض من الاصطدام، وتم تطويره وتنفيذ نموذج نهائي يتم التحكم فيه عن طريق إشارات المخ مع تلافي نسبة الأخطاء لمرضى الضمور الكامل في العضلات.
البداية
ابن محافظة أسوان بصعيد مصر، الذي تخرج في كلية الحاسبات في الأكاديمية البحرية، قال في حديثه لـ"العين الإخبارية" إنه استطاع التغلب على ما حدث له من نقص في الأكسجين أثناء الولادة وأثر على بعض خلايا جهازه الحركي، ما ترتب عليه تأخره في المشي، وظل يحبو حتى عمر الخامسة، خضع لإجراء 8 عمليات في سن السادسة، من بعدها أصبح المشي ممكناً مع مواصلة العلاج الطبيعي حتى عمر الثالثة عشرة تقريباً.
المدرسة والتعليم
عمران عاد بالذاكرة إلى المرحلة الابتدائية قائلاً: "كان لدي شغف كبير بمادتي الحاسب الآلي والعلوم، وفي حصة الحاسب الآلي كان مدرس المادة يخشى على الأجهزة من الطلبة، وكان يتم تدريس المواد لنا بطريقة نظرية فقط، فشكوت لأبي ولم يهمل الشكوى وتوجه بالفعل إلى المدرسة وسجل اعتراضه، وأصبحت الطالب الوحيد الذي يدخل معمل الكمبيوتر ويستخدم الجهاز وتعلمت كيفية تشغيله والعمل عليه".
وكان حبي لمادة العلوم ومشهد المخترعين يشجعني باستمرار فجعلني أتمنى أن أصبح مثلهم، فقد كان لدي حب استطلاع شديد، يدفعني لفتح أي جهاز أراه أمامي حتى أنني كنت أزور محل لإصلاح الأجهزة الكهربائية حتى أتمكن من رؤية أصحابه وهم يقومون بتصليحها".
وأضاف: "تعرضت لموقف لن أنساه طوال حياتي وقت حصولي على الشهادة الابتدائية، وكنت الأول على محافظتي وتم تكريمي من المحافظ وحصلت على جهاز كمبيوتر محمول وحذفت أيقونة (ماي كمبيوتر) بالخطأ حين استخدمته لأول مرة، وتخيلت أنني أفسدت الجهاز فتوجهت إلى شاب كان يدرس بكلية الهندسة، ورويت له ما حدث فضحك كثيرا، وقتها شعرت أنني لم أتعلم ما يكفي لذلك بدأت في التعمق أكثر في مجال الكمبيوتر والبرمجة ودراسة كورسات إلكترونية وكورسات أخرى على أرض الواقع".
بداية مشروعه
يقول "عمران": "كانت لدي فكرة كرسي متحرك لمرضى ضمور العضلات بدأت في تنفيذها بالفعل وأردت اختبارها من خلال التقديم في مسابقة (إنتل أيسف) التي تهتم بالبحث العلمي من خلالها تعرفت على معنى البحث وكيفية تحويل المعلومات التي امتلكها إلى دراسة، ورغم ذلك لم أفز في المسابقة على مدار سنوات وكان ذلك يشعرني بالحزن".
ويضيف: "لم أستسلم والتحقت بمسابقة (أبر إيجيبت) التابعة لكليات الهندسة في صعيد مصر واشتركت بمشروعي ونظام تشغيل كمبيوتر ابتكرته أيضا، ونافست في هذه المسابقة طلبة كليات الهندسة، بعد أن رفضت أن يكون وجودي شرفي، وجدت نفسي أنافس مئات الطلبة المبتكرين وكانت المفاجأة أنني فزت وحصلت على المركز الأول في يوم الهندسة المصري، وكانت تلك هي البداية الحقيقية، حيث مثل لي الكثير أن أفوز على طلبة كليات الهندسة وأنا لا زلت طالبا في الصف الأول الثانوي".
وأشار إلى أن قصته انتشرت في الصحف وتواصلت معه وزيرة التضامن الاجتماعي وقامت بتكريمه ووجهته إلى الهيئة العربية للتصنيع قبل 6 سنوات تقريباً واستقبله الفريق عبدالعزيز سيف الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة وأعجب بالمشروع وعقد لجنة فنية لمناقشته من قبل متخصصين وبعدها تم توجيهه لمصنع (قادر) للصناعات المتطورة لدعمه مادياً وفنياً في إنتاج الكرسي".
وحول مشروعه كشف "عمران" أنه عبارة عن كرسي متحرك كهربائي لمساعدة مرضى الشلل الرباعي يتم التحكم فيه عن طريق حركة الرأس، يتمتع بوسائل أمان تمنع المريض من الاصطدام، وتم تطويره وتنفيذ نموذج نهائي يتم التحكم فيه عن طريق إشارات المخ مع تلافي نسبة الأخطاء لمرضى الضمور الكامل في العضلات.
تمثيل مصر خارجيا
وأضاف صاحب الـ23 عاما أنه تم ترشيحه من قبل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي لتمثيل مصر في معرض جنيف للابتكارات والاختراعات وهناك حصل على الميدالية الذهبية في مجال الأنظمة المدمجة وتم تكريمه عنها عقب عودته من وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضح "عمران" أنه خلال المشاركة في مسابقة بعنوان "القاهرة تبتكر مر بالمرحلة الأولى وتأهل للنهائيات وتمت التصفيات بين أكثر من 1000 مبتكر على مدار عام ونصف العام، وحصل على اللقب والجائزة الكبرى التي تبلغ قيمتها 250 ألف جنيه وكانت بداية صدور التعليمات بإنتاج أول 5 عينات من الكرسي لنزول السوق".
وأوضح أنه بعد المرحلة الثانوية حصل على منحة في الأكاديمية العربيه للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في تخصص "computer science".
وبعد دخول الجامعة اهتم أيضا بمجال ريادة الأعمال واتجه لتطوير نفسه وشارك في مسابقة "رالي العرب" وهي مسابقة لريادة الأعمال على مستوى الوطن العربي، وكان هو ممثلا عن مصر وحقق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي.
وفي فترة الجامعة اشترك في مسابقة تابعة لـ"younodel" والتي كانت تتبع مؤسسة wadwany foundatio وهي مؤسسة هندية تهتم بتدريس ريادة الأعمال.
وحصل مشروعه على المركز الأول على مستوى مصر والشرق الأوسط وتم تصنيف المشروع على أنه واحد من ضمن أفضل ٣ مشاريع ريادية مقدمة على مستوى العالم.
وأضاف أن مشروع تخرجه من الأكاديمية كان عبارة عن "ماوس" للكمبيوتر لمساعدة مرضى الشلل الرباعي يتم التحكم فيه عن طريق حركة الرأس أو العين وبه ميزه تنفيذ الأوامر الصوتية كما أنه يعمل على أي نظام تشغيل سواء "ويندوز أو ماك أو لينكس" كما أنه يعمل على الهاتف المحمول والشاشات الذكية.
إنجازاته
حصل عمران على جائزه الإبداع من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كما حصل على درع التميز من الكلية الفنية العسكرية، ونال لقب سفير النوايا الحسنة والسلام من منظمة الضمير العالمي التابعة للأمم المتحدة، كما تم تكريمه من منظمة اليونيدو منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
ونال الشاب لقب مبتكر مصر الأول في مسابقة "القاهرة تبتكر" التابعة لأكاديمية البحث العلمي، والمركز الأول على مستوى العالم في معرض جنيف الدولي للاختراعات بسويسرا، حاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في يوم الهندسه المصري 2015.
كما حصل على المركز الأول في مجال الأنظمة المدمجة في مسابقة "إنتل إيسف".