تحدث فائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 لـ"العين الإخبارية" عن أهمية الجائزة، وما تمثله لهم، ودورها في إثراء الحركة الثقافية العربية.
وفي البداية، أكدت الباحثة التونسية الدكتورة جليلة الطريطر، الفائزة في فرع الفنون والدراسات النقدية، أن "جائزة الشيخ زايد للكتاب بالنسبة لها هي فرصة ثمينة لكل باحث جدير بالتقدير، لأنها تثمن الإبداع والفكر الذي يمكن أن يضيف الجديد".
سبل جديدة
وأضافت "الطريطر": "الجائزة ستسهم في التعريف بأفكار المبدعين وبالبحوث العلمية والأكاديمية وستفتح أمام الباحثين سبلًا جديدة، أولًا سبل القراءة على نطاق واسع، وسبل التواصل مع الباحثين الذين يمكن أن يكونوا سواء في العالم العربي أو في العالم كله، لأن هذه الجائزة عربية وعالمية في آن، وهذه فرصة ثمينة".
أما الكاتب الفرنسي ماتيو تيلييه، الفائز في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، فيقول إن "موضوع كتابه هو ظهور منصب القاضي في العصرين الأموي والعباسي"، مضيفًا: "أحاول في هذا الكتاب قدر الإمكان أن أعالج الإجراءات القضائية، كيف كان يتصرف القاضي وكيف كانت الإجراءات عندما كان يدخل الخصوم في مجلس القاضي لكي يقدموا شكواهم؟".
وأضاف "تيلييه": "هذا الكتاب يتناول المحاكم الشرعية للقضاة، والمحاكم غير الإسلامية، ومحاكم المسيحيين واليهود الذين كانوا يعيشون في دار الإسلام في الوقت نفسه، وكانوا ينظمون أمورهم القضائية تحت إشراف الخلافة الأموية والعباسية".
محطة مهمة
بدوره، يقول الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، الفائز في فرع المؤلف الشاب: "هذه الجائزة محطة مهمة في حياة أي كاتب برأيي، وأظنه ليس تتويجًا لشخصي فقط وإنما لبلدي الجزائر، لجيل من الكتاب في الجزائر -وأنا واحد منهم- الذين خرجوا من مأساة العشرية السوداء ويقاومون بالكتابة وأنا فخور بهم".
وأضاف "خطيبي": "هذه الجائزة إلى هذا الجيل، أقتسمها معهم، وهي الجائزة التي خلقت علاقة ثقة مع القارئ بحيث الناس يقبلون على الكتب بعد إعلان نتائجها، فأعادت الكتاب إلى مكانته الطبيعية ضمن أولويات الناس، وهناك أشياء في طور الاكتمال في ذهني، لأنه بالنسبة لي الكتابة ليست مجرد نشر أو ورق وحبر، وأنا أنشر كتابًا كل 4 سنوات، ويستغرق العمل وقتًا طويلًا، وأفضل أن تستقر الأفكار وأبني عليها".
جائزة الشيخ زايد للكتاب 2023
وكان الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسَّسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، سلم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ17 في مختلف فروعها، وهم: الشاعر العراقي علي جعفر العلّاق عن فرع (الآداب)، الكاتب الفرنسي ماتيو تيلييه عن فرع (الثقافة العربية في اللغات الأخرى)، الكاتب الجزائري سعيد خطيبي عن فرع (المؤلف الشاب)، المترجم والكاتب التونسي شكري السعدي عن فرع (الترجمة)، الكاتبة التونسية الدكتورة جليلة الطريطر عن فرع (الفنون والدراسات النقدية)، ودار العين للنشر من مصر عن فرع (النشر والتقنيات الثقافية).
وكرَّم الشيخ نهيان بن زايد الموسيقار المصري عمر خيرت، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديراً لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة، وتكريماً لمسيرته الإبداعية التي امتدت عقوداً، قدَّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة، أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
وتعمل جائزة الشيخ زايد للكتاب، منذ إطلاقها عام 2006، على تكريم المفكرين والباحثين والأدباء والفنانين على إسهاماتهم المتميزة في إثراء المشهد الفكري والثقافي والأدبي في مختلف الحقول المعرفية والعلوم الإنسانية.