عاصفة شتوية تجتاح أمريكا.. إلغاء 1068 رحلة وتكدس آلاف المسافرين
شهدت الولايات المتحدة اضطرابات واسعة في قطاع النقل الجوي والبري، نتيجة عاصفة شتوية شديدة أدت إلى إلغاء وتأخير آلاف الرحلات الجوية، وتسببت في شلل جزئي لحركة السفر في العديد من المدن الكبرى.
وفقا لموقع "travel and tour world"، العاصفة التي اجتاحت نيويورك وبوسطن وفيلادلفيا وواشنطن العاصمة، خلقت فوضى كبيرة في المطارات الرئيسية، مع تراكم الثلوج وانخفاض مستوى الرؤية إلى معدلات خطيرة، مما جعل آلاف المسافرين يكافحون لإعادة ترتيب رحلاتهم أو البحث عن مسارات بديلة للوصول إلى وجهاتهم.
أعلنت شركات الطيران الكبرى في الولايات المتحدة، بما في ذلك جيت بلو، وأمريكان إيرلاينز، ودلتا، وساوث ويست، ويونايتد، عن إلغاء أكثر من 1068 رحلة جوية، مع تسجيل آلاف التأخيرات الأخرى، وهو ما شكل ضغوطا هائلة على المسافرين وفرق الطيران على حد سواء.
وقد استحوذت شركات جيت بلو، وأمريكان، ودلتا وحدها على حصة كبيرة من الإلغاءات، فيما شهدت شركتا ساوث ويست ويونايتد تأخيرات كبيرة، ما أثر على خطط الملايين من الركاب. ويعد مطار نيويورك الدولي الأكثر تضررا، حيث ألغيت مئات الرحلات، وبقي آلاف المسافرين عالقين في صالات الانتظار، محاولين إعادة ترتيب رحلاتهم أو الحصول على بدائل مناسبة.
تسببت العاصفة في تعطيل حركة السفر البري أيضا، فقد شهدت الطرق السريعة والمحاور الرئيسية ازدحاما شديدا بسبب تراكم الثلوج وانخفاض مستوى الرؤية، ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تحذيرات للمسافرين لتجنب السفر غير الضروري.
وقد أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات شديدة لكل من مدينة نيويورك، وشمال شرق نيوجيرسي، ووادي هدسون السفلي، ومقاطعة ناسو، وغرب مقاطعة سوفولك، ومقاطعة فيرفيلد في ولاية كونيتيكت، متوقعة تساقط ثلوج يتراوح سمكها بين 12.5 و23 سنتيمترا، مع احتمال تجاوز 25 سنتيمترا في بعض المناطق الأكثر تأثرًا.
وأدى ذلك إلى تعطيل الرحلات الجوية في هذه المناطق بشكل شبه كامل، ما زاد من الضغط على شركات الطيران وفرق التعامل مع الطوارئ في المطارات.
في مطارات نيويورك، شهد مطار جون إف كينيدي (JFK) أكبر عدد من الإلغاءات، حيث أُلغيت 321 رحلة وتم تسجيل 130 تأخيرا إضافيا، بينما سجل مطار لاغوارديا 190 إلغاء و87 تأخيرا، ومطار نيوارك 191 إلغاء و132 تأخيرا.
ولم تكن مدينة نيويورك وحدها المتأثرة، فقد بلغ عدد التأخيرات في مطار لوغان ببوسطن 132 تأخيرًا مع 49 إلغاءً، بينما سجل مطار فيلادلفيا 100 تأخير و101 إلغاء. أما مطار أوهير في شيكاغو، فقد شهد 258 تأخيرًا و32 إلغاءً، فيما سجل مطار دالاس (IAD) 75 تأخيرًا و10 إلغاءات، ومطار رونالد ريغان (DCA) 70 تأخيرًا و20 إلغاءً. هذا الوضع تسبب في مشكلات كبيرة للمسافرين، خاصة أولئك الذين كانوا يسافرون لقضاء عطلات نهاية العام أو لارتباطاتهم العملية.
ولم تتأثر المطارات فقط، بل شملت الاضطرابات شركات الطيران نفسها، حيث واجهت جميع شركات الطيران الكبرى تحديات هائلة في إعادة تنظيم رحلاتها. فقد سجلت الخطوط الجوية الأمريكية 359 تأخيرًا و95 إلغاءً، بينما شهدت دلتا 312 تأخيرًا و178 إلغاءً، وسجلت ساوث ويست 787 تأخيرًا و9 إلغاءات.
أما جيت بلو، فقد تأثرت بشكل خاص بسبب الرحلات من وإلى نيويورك، حيث سجلت 179 تأخيرًا و225 إلغاءً. هذه الأرقام توضح حجم التأثير الكبير الذي أحدثته العاصفة على حركة الطيران في الولايات المتحدة، وما ترتب عليه من تكدس المسافرين داخل صالات الانتظار ومشاكل كبيرة في إعادة تنظيم الرحلات.
وبينما تحاول شركات الطيران التعامل مع هذه الأزمة، يُنصح المسافرون بمتابعة آخر المستجدات بشكل دائم، والتواصل مع شركات الطيران لمعرفة خيارات إعادة الحجز أو تعديل الرحلات دون رسوم إضافية. كما يُفضل النظر في المطارات البديلة الأقل تأثرًا بالعاصفة لتفادي الوقوع في فوضى إضافية. وبالنسبة للمسافرين الموجودين بالفعل في المطارات، من الضروري التأكد من توفر الخدمات الأساسية مثل الطعام والماء ومحطات شحن الأجهزة الإلكترونية، والاستفادة من أي مساعدات تقدمها شركات الطيران، مثل قسائم الوجبات أو أماكن الإقامة المؤقتة.
أما بالنسبة للسفر البري، فنصحت السلطات بتوخي الحذر الشديد، خاصة على الطرق المغطاة بالثلوج والجليد، مع ارتداء الملابس المناسبة متعددة الطبقات، وحمل حقيبة إسعافات أولية، وتجنب السفر غير الضروري. وأكدت إدارة الطوارئ في مدينة نيويورك على أهمية أخذ الاحتياطات اللازمة عند القيادة في مثل هذه الظروف، مع مراقبة الأحوال الجوية وتجنب المناطق الأكثر خطورة.
وقد أثرت العاصفة الشتوية أيضًا على خطط السفر للعديد من الأشخاص الذين كانوا يعتزمون قضاء العطلات مع أسرهم أو للسفر لأغراض عمل، حيث وجدوا أنفسهم محاصرين بين التأخيرات والإلغاءات، في تجربة مرهقة لملايين الركاب. وشهدت المطارات الرئيسية في الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في عدد الركاب العالقين، مع ازدحام في صالات الانتظار، وصعوبة في الحصول على معلومات دقيقة حول الرحلات المقبلة، مما زاد من التوتر والارتباك بين المسافرين.
وتعد العاصفة الشتوية الحالية تذكيرًا قويًا بالتحديات الكبيرة التي تواجه النقل الجوي في الولايات المتحدة خلال موسم الشتاء، حيث يمكن أن تؤدي الظروف الجوية القاسية إلى تعطيل حركة الملايين من الركاب، وإحداث خسائر مالية ضخمة لشركات الطيران والمطارات على حد سواء. كما سلطت هذه الأزمة الضوء على أهمية التخطيط المسبق ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع الظروف الطارئة، بما في ذلك تحسين التواصل مع الركاب وتوفير حلول بديلة للسفر عند وقوع أي كوارث طبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت العاصفة على حركة النقل البري والسكك الحديدية، حيث أغلقت السلطات العديد من الطرق السريعة وأعاقت القطارات في المناطق الشمالية الشرقية، بما في ذلك نيوجيرسي ونيويورك وكونيتيكت وماساتشوستس. وقد دفعت هذه الظروف بعض المسافرين إلى إلغاء رحلاتهم بالكامل أو تأجيلها إلى حين تحسن الأحوال الجوية، ما زاد من الضغط على وسائل النقل البديلة مثل الحافلات وسيارات الأجرة وخدمات النقل التشاركي.
من ناحية أخرى، تعاونت فرق الطوارئ والسلطات المحلية مع شركات الطيران لتقديم الدعم للمسافرين، بما في ذلك توفير المعلومات الدقيقة عن الرحلات، وتخصيص أماكن للإقامة المؤقتة، وتقديم الطعام والماء للركاب العالقين. كما أصدرت وزارة النقل الأمريكية تعليمات لشركات الطيران لضمان سلامة الركاب وتقليل الخسائر الناتجة عن الإلغاءات والتأخيرات، مع التأكيد على أهمية متابعة الإشعارات الرسمية وتحديثات الطقس بشكل مستمر.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العاصفة الشتوية تشكل أحد أكثر العوامل الطبيعية تأثيرًا على السفر خلال فصل الشتاء في الولايات المتحدة، خصوصًا في المدن الشمالية الشرقية التي تعرف تساقط ثلوج كثيفًا وانخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، مما يزيد من صعوبة إدارة حركة الطيران والبري على حد سواء. ومع توقع استمرار الظروف الجوية القاسية خلال الأيام المقبلة، من المرجح أن تستمر التأثيرات على حركة النقل، ما يستدعي المزيد من اليقظة والتخطيط من قبل الركاب وشركات الطيران والسلطات المحلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز