الإمارات صانت كنوزه.. احتفال استثنائي بـ120 عاما على افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة (خاص)
من شوارع العاصمة المصرية القاهرة تفوح رائحة التاريخ، وتختزل الجدران والمقتنيات حكايات رائعة، ومن أجل حماية هذا الإرث الثقافي البديع، اهتمت مصر بإقامة المتاحف الأثرية.
ويعد متحف الفن الإسلامي، واحدا من أهم وأعرق المتاحف، إذ أنشئ في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، تحت اسم «دار الآثار العربية» في 28 ديسمبر/ كانون الأول سنة 1903ميلادية، وجرى تصميم واجهته على نسق واجهات العمارة المملوكية، ثم تغيير اسم الدار فيما بعد إلى «متحف الفن الإسلامي» وكان ذلك عام 1952م.
وتقيم وزارة السياحة والآثار المصرية في هذه الأيام فعاليات عدة، احتفالا بمناسبة مرور 120 سنة على افتتاحه.
100 ألف قطعة أثرية
ويعد متحف الفن الإسلامي من أكبر المتاحف المتخصصة في الفنون الإسلامية في العالم، إذ يحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تشمل جميع فروع الفن الإسلامي في مختلف العصور، تميزت مجموعاته الفنية بثرائها من حيث الكم والكيف، والتي تغطي ما يقرب من 12 قرنًا هجريًا، من مختلف أقاليم العالم الإسلامي ابتداءً من الهند والصين وإيران وسمرقند، مرورًا بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا، وانتهاء بالأندلس وغيرها.
وتحكي مقتنيات المتحف تاريخ الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم المختلفة مثل الطب والهندسة والفلك، حيث تشتمل مجموعات المتحف على مخطوطات وتحف في الطب والجراحة والأعشاب، وأدوات الفلك من الأسطرلابات والبوصلات والكرات الفلكية، وفي مجال الفنون التطبيقية التي تُمثل مستلزمات الحياة من الأواني المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلي والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد.
الإمارات ترمم متحف الفن الإسلامي
يقع متحف الفن الإسلامي في منطقة باب الخلق بوسط العاصمة المصرية، وفي 13 يناير/ كانون الثاني عام 2014، تضرر بشكل بالغ نتيجة حادث تفجير إرهابي استهدف مديرية أمن القاهرة.
وتدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة حينها من أجل إنقاذ المتحف، وتحملت عبء ترميمه بالكامل، مؤكدة دورها الكبير في دعم الثقافة والعلم في العالم العربي، مشيرة إلى أن المقتنيات تعكس أحد أهم وجوه عظمة التاريخ الإسلامي على مر العصور.
وحول المساهمة الإماراتية في ترميم وإعادة متحف الفن الإسلامي إلى مجده القديم تحدث أحمد صيام مدير عام متحف الفن الإسلامي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "يضم المتحف 105 آلاف قطعة أثرية، تحكي التاريخ الإسلامي بداية من العصر الأموي وحتى بلاد فارس، وتعرض هذا المتحف لأضرار كبيرة بسبب انفجار إرهابي وقع عام 2014، وتدخلت دولة الإمارات وبذلت مجهودا كبيرا في إعادة الإعمار، وتحمل الجانب الإماراتي تكاليف إعادة الإعمار بالكامل".
وحول الاحتفال بمرور 120 سنة على إنشاء المتحف، أضاف: "قدمنا في هذه المناسبة أفكارا جديدة، وتمت الاستعانة بفنانة روسية تحكي صور المستشرقين، وأقمنا قاعات للحكي تشبه البيت الإسلامي، وفي هذا الاحتفال الضخم تم دعوة عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجال الدبلوماسي والثقافة مثل السفيرة الأمريكية بالقاهرة وعميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، وشهد الاحتفال في المساء إقامة حفلات إنشاد ديني الحديقة المتحفية".
أسلوب عرض جديد للمقتنيات
وفي السياق، تحدث الدكتور ضياء زهران رئيس المراكز العلمية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية لـ "العين الإخبارية"، قائلا: "تأثرت واجهات المتحف، وطال الضرر عددا كبيرا من المقتنيات بسبب انفجار مديرية أمن القاهرة، وبشكل سريع تدخلت دولة الإمارات وبذلت جهدا كبيرا من أجل ترميم واجهة المبنى، والمقتنيات، وساهمت في تطوير أسلوب عرض القطع الأثرية، ولا أبالغ إن قلت إنه بفضل الجانب الإماراتي خرجت تحف كثيرة من المخازن، وتم عرضها بشكل رائع ومبهر".
وواصل حديثه: "أسلوب عرض المقتنيات الجديد الذي حدث بفضل الجانب الإماراتي ساهم بشكل كبير في إلقاء الضوء على المتحف الإسلامي، وجميع مقتنياته خاصة أنه المتحف الوحيد بمصر الذي يحتوي على تحف إسلامية من مختلف العصور التي مرت على مصر، بداية من عصر الدولة الأموية، وانتهاء بعصر أسرة محمد علي مؤسس مصر الحديثة".
مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة
يتكون متحف الفن الإسلامي من طابقين يضمان 23 قاعة، وتمت مراعاة التصميمات الفنية المختلفة للمعروضات، لذا يظهر الطابع الأموي والعباسي والفاطمي والمملوكي، وتم تقسيم القطع الفنية حسب المادة المصنوعة منها، مع مراعاة التسلسل التاريخي، كما خصصت قاعات للتحف الخشبية وأخرى للمعادن ومجموعة ثالثة للخزف.
ويضم المتحف مئات المخطوطات النادرة وأكثر 100 ألف قطعة أثرية تمثل 75% من التحف الأثرية الإسلامية بالعالم.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز