ماذا بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان؟
أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، أنه بحث مع نظيره الأمريكي جو بايدن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول بداية سبتمبر/أيلول المقبل.
وكتب غني على "تويتر" بعد المحادثة الهاتفية أن قوات الأمن الأفغانية "قادرة تماما على الدفاع عن شعبها وبلادها، الأمر الذي تقوم به منذ البداية"، مضيفا "سنعمل مع شركائنا الأمريكيين على ضمان انتقال سلس".
ومن شأن إعلان واشنطن انسحاب كامل القوات الأمريكية من أفغانستان في الذكرى العشرين لاعتداءات 2001، أن يطمئن من يريدون نهاية الحرب، لكنه يثير قلق من يخشون عودة حركة طالبان.
وسيتم انسحاب الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها، وبعد أشهر عدة من موعد الأول من مايو/أيار الذي تضمنه اتفاق فبراير/شباط 2020 بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وطالبان.
هل تستطيع القوات الأفغانية حماية البلاد؟
تقول السلطات الأفغانية إن 300 ألف جندي وشرطي ينفذون حاليا 98% من العمليات ضد حركة طالبان.
لكن سلاح الجو الأمريكي لا يزال يضطلع بدور أساسي عبر تقديمه إسنادا حيويا للعمليات على الأرض.
ويرى العديد من المحللين أن عزم القوات الأفغانية سيكون على المحك إذا غاب هذا الدعم الجوي.
وأورد المحلل السياسي فؤاد كوشي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن القوات الحكومية "ستصمد ما دامت تتلقى تمويلا".
وتدارك "لكن القضية لا تكمن في معرفة ما إذا كانت تملك القدرة، بل في مدى قدرة هذا النظام وهذه الحكومة الفاسدة على البقاء".
وتسيطر طالبان أو تدعي السيطرة على أكثر من نصف الأراضي الأفغانية، وخصوصا قسم كبير من المناطق الريفية والطرق الاستراتيجية.
وقف إطلاق النار
ففي غياب وقف لإطلاق النار قابل للاستمرار بين طالبان والحكومة، يرى العديد من المحللين والسياسيين وحتى المواطنين أن البلاد ليست في منأى من حرب أهلية جديدة، على غرار تلك التي اعقبت الانسحاب السوفياتي أواخر ثمانينات القرن الماضي.
وقال الخبير المستقل نيشانك متواني لوكالة فرانس برس "الحرب ستشتد، وستتواصل حتى تستولي حركة طالبان على الحكم فيما سيتبقى من كابول".
وأضاف أن "الانسحاب الأمريكي سيدمر أي أمل لدى الأفغان الذين يؤمنون بحكومة تستند إلى تقاسم السلطة والمصالحة والسلام الدائم".
وأعلنت بعثة المساعدة للأمم المتحدة في أفغانستان الأربعاء أن 573 مدنيا قتلوا وأصيب 1210 في الربع الأول من هذا العام.
وعلق رئيس البرلمان الأفغاني مير رحمن رحماني أن "التجارب المؤلمة الماضية ستتكرر".
وليس بصير أيوبي أحد سكان كابول أكثر تفاؤلا. وقال هذا المجاز في العلوم السياسية (34 عاما) "لقد فقدت الآن أي أمل برؤية السلام وأنا حي".
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز