إنقاذ سبعينية تاهت في الغابة 6 أيام إخلاصا لزوجها
عندما توفي زوجها أرادت ساجين جير تكريم إرثه من خلال نثر رماده في واحدة من أماكنه المفضلة، لكن الرحلة لم تسر كما خططت جير.
عندما توفي زوجها منذ عدة أشهر أرادت السبعينية ساجين جير تكريم إرثه بطريقة خاصة، وذلك من خلال نثر رماده في واحدة من أماكنه المفضلة، لذلك أخذت رماده وكلبها المفضل يودا وتوجهت إلى المتنزه الأوليمبي الوطني في ولاية واشنطن الأمريكية، وهو يشبه الغابة، إلا أن الرحلة لم تسر كما خططت جير.
بدأت جير رحلتها في 18 يوليو/تموز الجاري ولكنها لم تكن تعرف أنها سوف تغادر المنتزه إلا بعد حوالي أسبوع، بعد أن ضلت طريقها وتحولت النزهة التي كان من المفترض أن تستغرق يوماً واحداً إلى محنة امتدت 6 أيام، وفقاً لموقع سي إن إن الأمريكي.
خططت جير، 71 سنة، لنثر رماد زوجها في مكانه المفضل "أوبستركشن بوينت"، ولكن أثناء بحثها عن مكان لوضع الرماد طغت العاطفة عليها وأصبحت مشوشة، وسرعان ما أدركت الحقيقة المرعبة: أنها تائهة.
تقول جير إنها لم تتمكن من العثور على سيارتها أو الطريق، وكانت ترتدي مجرد قميص وبنطلون كابري، ولم تكن تحمل أي عتاد نجاة.
لكن ظهر بريق أمل عندما تذكرت جير نصيحة من كتاب عن البقاء على قيد الحياة في الهواء الطلق قرأته من قبل، وتشير النصيحة إلى أهمية امتلاك سلوك عقلي إيجابي وروح قتالية تؤمن بأن النجاة ستحدث، ومن ثم أدركت جير أنه يجب عليها البقاء على قيد الحياة حتى يتم إنقاذها وقالت لنفسها "حسناً.. سأفعل ذلك".
وسرعان ما بدأت جير في بناء مأوى لها مصنوع من قطع الأشجار والطحالب لتدفئة نفسها وكلبها يودا وتوجهت إلى تيار مائي 3 مرات يومياً للحصول على المياه، كما أنها تناولت ثمار الكشمش وإبر الصنوبر والنمل للبقاء على قيد الحياة.
تقول جير إنه عندما تعرضت للدغة نملة تذكرت أنها شاهدت عبر التليفزيون معلومة بأن بإمكانها تناول النمل، فقالت "حسناً.. أمتلك فماً أكبر منك" فأكلت النملة عندما قامت بلدغها.
في ذلك الوقت، نظمت عائلة جير بحثاً منسقاً بعد اختفائها لعدة أيام، وأبلغت العائلة عن اختفائها في 19 يوليو/تموز، ولم يكن هناك أي إشارة في ذلك الوقت إلى أنها قد تكون في المنتزه.
بعد يومين أصدر مكتب الشريف تنبيهاً بكون جير في تعداد المفقودين، وبناء عليه كان حارس المنتزه قد شاهد عربة جير واتصل بالسلطات، وبالفعل أُجري بحثاً ميدانياً سريعاً بالقرب من السيارة ولكن بلا جدوى.
وفي 23 يوليو/تموز، استخدم مراقبو خدمة المنتزه هيلوكوبتر في البحث ولمحوا جير وهي في طريقها للحصول على المياه، وبالفعل بدأت جير في التلويح بيديها بقدر الإمكان ورددت "أرجوكم انظروا لي"، وأخيراً لوح المنقذون لها.
إلا أن طائرة خدمة المنتزه لم تكن تمتلك إمكانية رفع البشر لذلك تم الاتصال بطائرة لخفر السواحل لإنقاذ جير، كما تم إنقاذ الكلب يودا من خلال فريق بري، وخضعت جير للعلاج من الجفاف وخدوش قليلة في المركز الطبي الأوليمبي، ولكن خرجت في المساء.
كما وجد فريق الإنقاذ الجرة التي تحمل رماد زوج جير، التي تقول إن المنحة الطويلة علمتها درساً مهماً، موضحة "أدركت أن الأهم في الحياة هو العلاقات والحب".