برقم صادم.. سبب إهدار ركلات الجزاء في بطولة أوروبا للسيدات

تتجه أنظار جماهير كرة القدم النسائية اليوم الأحد لنهائي بطولة كأس أمم أوروبا للسيدات 2025 الذي سيجمع إنجلترا وإسبانيا.
وسيجمع النهائي منتخبي إنجلترا وإسبانيا اللذين التقيا العام الماضي في نهائي بطولة يورو 2024 للرجال، والذي حسمه منتخب "لاروخا" بفوز قاتل 2-1.
وشهدت بطولة يورو السيدات هذا العام حقيقة إهدار العديد من ركلات الترجيح بنسبة زائدة عن الحد، وأكبر دليل على ذلك مواجهة ربع النهائي بين السويد وإنجلترا.
المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 ثم حسمتها بلاد مهد كرة القدم بركلات الترجيح شهدت إهدار 9 ركلات.
عدد ركلات الجزاء المهدرة في يورو 2025 للسيدات
إلا أن هذه المواجهة لم تكن استثناءً عن القاعدة، فقد لعبت 41 ركلة في يورو السيدات 2025، سجل منها 24، بنسبة نجاح بلغت 58.5%.
منتخب إسبانيا المتأهل للمباراة النهائية وبطل العالم أهدر ضد سويسرا ركلتي جزاء ولكنه حقق الفوز 2-0 في مواجهة ربع النهائي التي أقيمت في 18 يوليو/ تموز الجاري.
ولكن هذه النسبة من الإهدارات تشير إلى حقائق معينة منها أن بطولة يورو 2022 الماضية على سبيل المثال احتسبت فيها 10 ركلات سجل منها 8 بنسبة نجاح بلغت 80%.
ولقد كان المتوسط أقل قليلاً في كأس العالم 2023، حيث إنه من بين 70 ركلة جزاء احتُسبت خلال كل من الوقت الأصلي وركلات الترجيح، سُجلت 48 ركلة، بنسبة نجاح بلغت 68.6%.
ولكن بالنظر لتاريخ بطولات السيدات سنجد أن نسبة النجاعة في التحويل الركلات لأهداف في نسخة يورو 2025 هي الأقل.
على مستوى بطولات أوروبا، فإن نسبة النجاح بلغت 60.9% في بطولة 2013 و73.1% في 2017 و80% في نسخة 2022.
وعلى صعيد نسخ كأس العالم، فكانت النسبة 74.2% في مونديال 2011 و84.4% في بطولة 2015 وهي النسبة الأفضل ثم 69.7% بمسابقة 2019، لكنها تقلصت إلى 68.6% في نسخة 2023.
أسباب إهدار ركلات الجزاء في يورو 2025 للسيدات
وأشار جير جورديت، أستاذ كرة القدم وعلم النفس، ومؤلف كتاب "الضغط - دروس من سيكولوجية ركلات الترجيح"، لصحيفة "تليغراف" البريطانية: "تُظهر أبحاثنا حول ركلات الترجيح مع الرجال أن زيادة الضغط يؤدي إلى التراجع في مستوى أداء التسديدات".
وأتبع: "مع الاهتمام الهائل بكرة القدم النسائية خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، يُطلب من اللاعبات الآن تقديم أداءٍ مميزٍ لبلادهن بمستوى من التوقعات واستثمارٍ خارجيٍّ في النتيجة ربما لم يختبرنه من قبل على هذا المستوى".
وأكمل: "في حين أن لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز من جانب الرجال معتادون على هذا النوع من الاهتمام في كل نهاية أسبوع، فإن اللاعبات لسن كذلك، ومن المحتمل أن هذا يُصعّب الأمور ويُضعف أداء بعضهن نتيجةً لذلك".
أحد الأسباب الأخرى لهذا الإهدار أيضاً هو تألق حارسات المرمى اللاتي ارتفعت مستوياتهن في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب ارتفاع مستوى احترافية اللاعبات السيدات.
ولقد وضعت جينيفر فالك، حارسة مرمى منتخب السويد، معلومات عن منفذات ركلات الجزاء في إنجلترا على زجاجة مياهها، وهي تقنية استخدمها جوردان بيكفورد في العديد من ركلات الترجيح مع منتخب إنجلترا للرجال ما يعكس مدى التطور والاحترافية التي وصلت إليها النساء.
لا شك أن الموارد المتاحة لحارسات المرمى أكبر الآن مما كانت عليه في عام ٢٠١١، وقد تحسن مستوى اللاعبات في هذا المركز بشكل ملحوظ، كما تتوفر بيانات وأبحاث أكثر وهو ما يساعد فنياً على رفع المستوى.
ويوضح جورديت: "في ركلات الترجيح بين إنجلترا والسويد، تحرك حراس المرمى إلى الجانب الصحيح في أكثر من 70% من المرات، مما يدل على نجاحهم في تحديد منفذي ركلات الترجيح، التخمين الصحيح يزيد من فرصة التصدي بنسبة تتراوح من 30 إلى 40%".
وأتم: "تحت الضغط، يميل اللاعبون - ومنفذو ركلات الترجيح - إلى الاعتماد على ما هو معروف، ويعتمد الكثيرون منهم على التسديدات التي يرتاحون إليها أكثر، مما يجعلها متوقعة لحراس المرمى".